اعرب اليمين الديني الاميركي عن بالغ سروره بعد اعادة انتخاب الرئيس
جورج بوش مؤكدا انه لعب دورا محوريا في تحقيق هذا الانتصار خصوصا بفضل
التعبئة القوية ضد زواج مثليي الجنس.
وقالت روبرتا كومبز رئيسة التحالف المسيحي الاميركي ان "المسيحيين
الانجيليين لعبوا دورا محوريا" في فوز الرئيس الجمهوري.
وقال خبراء في منظمة "بيليف نت" التي تدرس الاتجاهات الدينية ان "جورج
بوش فاز تماما كما كان يتوقع الفريق المسؤول عن حملته الانتخابية بجذب
المؤمنين المحافظين".
وهذه الفئة من الناخبين التي لم تصوت لصالح بوش في العام 2000 بسبب
تصرفاته المتهورة في شبابه تهافتت هذه السنة الى مكاتب الاقتراع باعداد
كبيرة بحسب استطلاعات الرأي التي اجريت بعد الاقتراع. ولم يكن هؤلاء
الناخبون يريدون الاختيار فقط بين جورج بوش وجون كيري بل ايضا وخصوصا
المشاركة احيانا في الاستفتاءات المحلية حول زواج مثليي الجنس.
وجاء رفض زواج مثليي الجنس على نطاق واسع في الولايات ال11 التي نظم
فيها استفتاء حول هذا الموضوع وبلغ نسبة 59% في اوريغون (غرب) و86% في
ميسيسيبي.
وتقف اقلية من الناشطين الدينيين وراء مبادرة تنظيم الاستفتاء بعد
ان صدمت بالقرار الذي اصدرته المحكمة العليا في ماستشوسيتس (شمال شرق)
في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 والقاضي بالاعتراف بزواج مثليي الجنس.
وزادت صور آلاف الازواج المثليي الجنس يقوم غاري نيوسوم رئيس بلدية سان
فرانسيسكو الديموقراطي بعقد قرانهم من التوتر في صفوف المحافظين.
وقالت كومبز "لا شك ان قرار القضاة الاربعة من اليسار في ماستشوسيتس
اثار رد فعل من قبل المحافظين لعب دورا محوريا في الانتخابات".
وفي الجانب الاخر من الساحة السياسية ترى عضو مجلس الشيوخ
الديموقراطية عن كاليفورنيا ديان فاينشتاين ان زواج مثليي الجنس في سان
فرانسيسكو "اعطى دفعا للتصويت لصالح المحافظين باعطائهم قضية يدافعون
عنها".
واثبتت استطلاعات الرأي التي اجريت بعد الانتخابات ان مسألة زواج
مثليي الجنس نجحت في زيادة المشاركة في المعاقل الجمهورية في اوهايو
الولاية الشمالية التي شهدت منافسة كبيرة بين بوش وكيري. وبحسب توقعات
قد تكون هذه المسالة امنت مليون صوت اضافي لبوش في الولايات ال11 التي
نظم فيها هذا الاستفتاء وفاز بوش في تسعة منها.
ويطرح بوش نفسه على انه المدافع عن الطابع "المقدس" للزواج "اقتران
بين رجل وامرأة". واتخذ كيري موقفا مغايرا معلنا انه يعارض شخصيا زواج
مثليي الجنس لكنه يشجع على التسامح.
وخلال الحملة الانتخابية حصل الجمهوريون على دعم المنظمات الدينية
الثمين خصوصا البروتستانت الانجيليين الذين يمثلون ربع عدد السكان.
وبفضل "دليل الانتخابات" والاجتماعات قرب الكنائس او النقاشات من
منزل الى آخر اكدت المنظمات الدينية على "واجب جميع المسيحيين الاخلاقي
في الاطلاع على مواقف المرشحين والتصويت" كما فعلت مجموعة "فوكوس اون
ذي فاميلي" النافذة في كولورادو.
وفي هذه الولاية صوت 85% من المسيحيين الانجيليين لصالح بوش وكذلك
50% من الكاثوليك في حين دعا اسقف دنفر الى عدم التصويت لمرشح لا يعارض
الاجهاض مثل كيري.
المصدر: (ا ف ب) |