يعد شهر رمضان المعظم في فلندا فرصة يستغلها المسلمون لاستعادة روح
رمضان التي يفتقدها العديد منهم بعدما فارق وطنه الأصلي حيث تكاد تختفي
هنا عادات وليالي رمضان التي تعود الصائم عليها في حياته السابقة على الهجرة
الى فنلندا.
واختفاء مظاهر الاحتفال بشهر رمضان يعود الى صغر حجم الجالية
المسلمة المقيمة هنا فتعداد المسلمين لا يتجاوز ال 20 ألفا وسط خمسة
ملايين فنلندي لكن ذلك لم يمنع أن يكون الشهر الكريم مناسبة معروفة
لدى الجميع فعادة ما يسأل الفنلنديون من تقترب ملامحهم الي الملامح
العربية أو الشرق أوسطية عما اذا كان الشهر الكريم قد بدا أم لا.
وقد تنبهت الحكومة الفنلندية منذ سنوات قريبة الى أهمية التعرف
على عادات وتقاليد الجالية المسلمة القاطنة في فنلندا خاصة بعدما زاد
الحديث عن العالم الاسلامي هنا فقامت وزارة الخارجية الفنلندية باقامة
أول حفل افطار دعت اليه رموز الجالية الاسلامية هنا وذلك في عام 2001
وقام التليفزيون الفنلندي باذاعة وقائع هذا الحفل.
وأصبحت مأدبة الافطار هذه عادة سنوية ولكنها اتخذت بعدا جديدا هذا
العام حيث بدأت الوزارات المختلفة تتسابق في اقامة مثل هذه المأدبة
وتنازلت وزارة الخارجية هذا العام لوزارة العمل والمسؤولة عن ملف
الاندماج لتصبح ثاني وزارة فنلندية تقيم احتفال ذا طابع ديني لجالية
من ديانة بعينها.
ومن ناحية أخرى يتسابق المسلمون المقيمون هنا في اعادة أجواء
الشهر الكريم حيث يقوم المسلمون بدعوة الأصدقاء وعوائلهم الى مآدب
افطار تحيي في نفوسهم ذكريات أنوار رمضان.
وفي لقاء لوكالة الأنباء الكويتية مع أحد المسلمين الفنلنديين قال
مايك هامالاينين "أعلنت اسلامي بعدما ظهرت لي عظمة الدين الاسلامي
الحنيف وقد لعبت صداقتي بأحد الطلبة المسلمين في مدرستي دورا في
تعريفي بعظمة هذا الدين".
وواصل "لم يكن من السهل التحول من شخص لا يدين بأي دين الى مسلم
يراعي الله عز وجل في كل حياته وقد قضيت عدة سنوات ومازال أمامي
الكثير للتعرف على الاسلام اكثر واكثر".
وقال هامالاينين ان اسلامه لم يوثر عليه الا ايجابا حيث انه بصدد
التخرج من كلية الهندسة وانه مولع بدراسة الاعجاز العلمي الموجود في
القران الكريم لكنه ما زال يجد صعوبة في التحدث باللغة العربية.
ومن الجالية المسلمة المقيمة هنا تحدث احمد خليل أحد العرب
المقيمين هنا منذ حوالي 13 عاما حيث طالب الدول العربية وجامعة الدول
العربية بايلاء اهتمام خاص بالدول الاسكندنافية وقال "عندما أتيت الى
هنا لم يتجاوز عدد المسلمين المئات وكنا نجد صعوبة في الحصول على
تعليم ديني. واضاف خليل "الآن يوجد حوالي عشرين ألف مسلم وما زال هناك
تعطش كبير لفهم افضل لصحيح الدين".
وقال خليل الذي يعمل مستشارا لشؤون المهاجرين ببلدية هلسنكي أن
الفنلنديين لديهم تعطشا لمعرفة الدين الاسلامي عن قرب ويجب تنظيم
الطريقة التي يتم بها عرض الدين الحنيف عليهم حتى نضمن انهم يدخلون
اليه عن قناعة.
ونظرا لطبيعة المناخ هنا فشهر رمضان يختلف اذا ما جاء صيفا عما
اذا جاء في الشتاء ففصل الشتاء يتصف بالقصر الشديد لعدد ساعات النهار
والتي لا تتعد الست ساعات يجعل من صيام الشهر الكريم امرا يسيرا لكن
عندما يأتي رمضان في فصل الصيف يواجه الصائمون مشكلة تتلخص في طول
ساعات النهار والتي تصل في العاصمة هلسنكي الواقعة في جنوب البلاد
حوالي 22 ساعة من سطوع الشمس.
وعن الطريقة التي تواجه بها الجالية المسلمة هذه المشكلة قال
الشيخ خضر شهاب امام مسجد المركز الاسلامي بهلسنكي لكونا "توجد
اختيارات للتسهيل على الصائمين فيستطيع الصائم ان يتبع بلده الأصلي
فيصوم ويفطر الكويتي على مواقيت الكويت وبالمثل يفعل المصري او
الألباني".
وتابع "هناك طريقة أخرى وهي اتباع اقرب تجمع او دولة اسلامية وهي
تركيا بالنسبة لفنلندا والهدف من هذه الآراء كما قلنا هو التسهيل على
الصائمين".
ورمضان هذا العام له طابع مختلف في فنلندا حيث تم تخصيص عام 2004
ليكون عام الثقافة والحضارة العربية في برنامج انمائي تموله وزارة
الخارجية الفنلندية ويطلق عليه اسم "ألف خطوة وخطوة" حيث يستطيع
المقيمون هنا ان يحضروا فعاليات ثقافية مثل حضور مهرجان الأفلام
العربية الممتد منذ أكتوبر الماضي وحتى نهاية نوفمبر بالاضافة الى عدة
ليال موسيقية من عدة بلدان عربية مثل مصر وتونس.
المصدر: كونا
|