ليس من قبيل الصدفة أن يتحمل المسلمون المؤمنون الطيبون المخلصون
لوحدهم وزر التحدي الإعلامي الأكبر لكل الطروحات والترخصات التي تستهدف
صميم رفعة الإسلام.
وتوطئة لما يمكن عمله في تحديد السبيل الأفضل لمواجهة إعلامية فاعلة
فإن حلولاً عديدة تتبادر إلى الذهن حين يفكر المرء بحياد تام ويطرح
السؤال الكبير: لماذا تصعد الاتهامات الباطلة ضد دين الإسلام السماوي
مع أن العالم المعاصر يزخر بمشاكل لا حدود لها ويسلم مثيروها من أي
اتهام؟
إن البشرية بحاجة إلى من يشعرها بأنه يعمل لأجل خيرها ورخائها
وتقدمها روحياً ومادياً والإسلام كـ(دين) و(ايديولوجية) يصب في هذا
الهدف النبيل، وهذا مما يعني أن عملية الإعداد الإعلامي التي يقوم بها
الآخرون المناؤون بالاستناد على أسلوب الأكاذيب والتلفيقات وتحريف
الحقائق عن الإسلام وكذلك عن واد المسلمين المعاصرين من رجال دين أشاوس
لا يمكن أن ينطلق أولئك الإعلاميون المعادون إلا من أرضية معسكر الكفر
والشر.
ومحاولات جر الرأي العام العالمي نحو تأييد واستساغة الطبخات
الإعلامية المضادة للإسلام لم تعد مناسبة ولا تتحمل التصديق مع
الاعتراف أن هناك من يتأثر ببعض الآراء المخالفة للحقيقة ولكن سرعان ما
ينتهي ذاك التأثر إلى نقطة الصفر.
فالإسلام المعتمد على قواه الغيبية الإلهية غالباً ما يثير في
النفوس شيئاً من الشجون وفي هذا مراعاة لفطرة الإنسان الذي يحمل
بطبيعته الاجتماعية الكامنة تغليب صفة الخير على صفة الشر. ولعل من
جزئيات الخير التعامل مع الآخر بمصداقية والاستكثار على الآخر حين
يتعامل بجزئية الكذب كأحد جزئيات الشر.
لا ريب أن الحياة تتطور إيجاباً أو سلباً ففي عالمنا المنظور يلاحظ
أن الرأي الإسلامي العام هو قوة أساسية في حركة الحياة وإذا ما وظفت
أدواته بالاستناد إلى المبادئ الإسلامية فيها فإن نهضة إيمانية برسالة
الإسلام السماوي ستزهر وتزدهر ولهذا فإن مخربي العالم يعرفون هذا جيداً
عن الإسلام ومساراته السمحاء، ولذا فهم.. قلقون جداً من كون معرفة
الإسلام والوقوف على حقائقه الناصعة تمثل كسب نصف طريق تحقيق الإخاء
العالمي. |