تلعب القناعة دوراً لأداء معين ولكن من اللاجائز أن لا تكون هناك
شرائط لتلك القناعة في الالتزام بها شيء من النجاة المعنوي إن صح
التعبير.
الموجبات في الحياة تتعدى كثير من المجالات اللابعيدة عن تحقيق
غايات محددة فغاية الوضوء قبيل الصلاة الطُهر واللامبالاة عن الخلل
الحادث في الوضوء أو بُعيدهُ يُبطل أي معنى للصلاة هذا على المستوى
الديني الإسلامي البحت وتتنوع الموجبات أيضاً بخصوص الكثير من الأمور
الحياتية الفردية والاجتماعية وهذا بحث لموالاة المعرفة بالشيء أي شيء
قبل مجاهلته.
والتيه.. المتمثل بمشاكسة الآداب والسنن والأصوليات المستحبة ليس
فيه أي مأثور كي يتبع إلا من قبل من ودعّوا المراعاة من أنفسهم
كـ(مراعاة الذوق) مثلاً.
إن ما يعفى المرء عنه هو عدم معرفته بالشيء أو عدم قدرته عليه ومنهل
النفوس إعدادها لكل ستر حين يعرف المرء على أي نوع من الأرض يقف ومع
توفر النية الطيبة تأتي الأفعال الجميلة والمحبذة وحضور المرء بأي مكان
وزمان على أساس من الاستيعاب لهما يشكل تحصيل حاصل ولا بأس من التذكير
أن المرء يولد ومعه علة عدم إدراكه (بدقة) بنطاق ما يحدث حوله.
وحتى لا يجر (التيه) البشر إلى حالة التسلم بما هو واقع من مزريات،
فعليه ترتيب التوجهات الشخصانية لديه وكبداية تكون مع الشكر على (النِعم)
والانجلاء بحقيقتنا أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الناس دون رتوش
مصطنعة أو ادعاءات فارغة كي تحاصر لدينا الخلل المحتمل حدوثه بأي لحظة،
فالمرء الذي يعيش طرفاً لا يشكك بالآخرين ويبقى اعتباره الأول المحافظة
على زمام أموره فأخطر الأشياء المنسية في الاتكيت هو تجاهل الآخرين أو
عدم إعارة الاهتمام والود لهم في لحظة مناسبة أن تكون هذه البداهات قد
تم أداءها فمستوى المرء بإنسانيته واستئجار الصفات الحسنة مسألة غير
حادثة ومن باب أولى أن ينظر الإنسان لنفسه بمسائلة شديدة عند رقدة
النوم عما كان له وما كان عليه في يومه فتلك هي أولى الأحكام للعيش مع
روح الجماعة بشروط جانبها المشرق وليس الظلامي.
والمرء المخل بحق نفسه وحق الآخرين هو إنسان لا يعرف ما يجب عليه
إتباعه ويقربه من مستوى التيه النفسي اللاماسك لشيء ذو معنى ظريف حتى
ليكاد أن يكون التعميم بأن من شرائط الصحة في الرأي بمثل هذه الأمور
إتباع ثوابت أخلاقية عالية، فالإنسان بطبيعته معتكف مع عقله الذي يقوده
أما لحسن التصرف أو قبيح الأعمال فإذا ما فكر أن نبذه اجتماعياً قد
أصبح قاب قوسين ولم يتدارك وضعه يكون قد جازف بأغلى شيء لديه إلا وهو (سمعته).
إن الحياة مواقيت ولأقسامها مراتب وأوليات والتربية البيتية
والتجربة الاجتماعية وما هو معزز في دراسته التعليمية والحياتية تجعله
عارفاً بالمعروف ومطبقاً له وناهياً عن المنكر ومبتعداً عنه وخير خاتمة
للإنسان حُسن عمله ومنه يمكن تسمية ذكية نفسه من عدمها.
وهكذا فالإنسان أمام يشبه الغلال المحللة والمسروقات المحرمة فهو
مخير أن ينحو بأي منهما أما في الارتفاع نحو العُلا أو التيه في
الجهالات. |