كل شيء في الظهور الإسلامي المعاصر الذي يمكن الإشارة للشروع به منذ
ما ناهز العشرين سنة تقريباً فقد بدأت عجلات المطابع تنشط في نشر الفكر
الإسلامي على مختلف مذاهبه ومع أن الصراع بين المسلمين أخذ شكلاً دامياً
في بعض المناطق والأقاليم والبلدان الإسلامية وأن هناك من تجرأ في
العالم غير الإسلامي على توجيه الاتهامات الباطلة للإسلام السماوي لكن
الإسلام آخذٌ بالتعزيز على الساحة العالمية.
فمعتنقوا الإسلام الحقيقيين الموالون للحقائق التاريخية التي يقرها
دين الله (الإسلام الحنيف) والمتمثل بإتباع النبي محمد (صلى الله عليه
وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) فهذا ما يجعل الهاجس منهم لدى
أنصاف المؤمنين أو أشباه المؤمنين أن يتطاولوا عن جهل ضد أتباع أهل
البيت (عليهم السلام) الذين لا يملكون في المواجهة سوى (إبداء الصبر
والتصبّر) تجاه ما يتعرضون له من تهم باطلة من ذوي بعض رؤوس محسوبة على
الإسلام والمجازون لأنفسهم للتكلم باسمه.
والتثقيف بأمور الإسلام الحيوية ومنها إعادة النظر في صفحات التاريخ
الإسلامي والتطلع إلى الخلل في بعض الطروحات اللامستندة إلا الإرث
يغاير الحقائق من باب تصديق أن الآباء والأجداد قالوا هكذا أو هكذا
كانوا يتقولون نقلاً عن الذين سبقوهم وهذا ما يبعد هؤلاء عن التسليم
بأن الدين الإسلامي ليس علماً غايته الأخيرة إسعاد الإنسان والمجتمع،
أن أهم مبادئ الإسلام هو قول الحق وليس التغطية على البهتان ومع أن
كثرة الكتب والمجلات والأشرطة المسجلة (صورة وصوت) التي تروج لها جهات
ومؤسسات إسلامية عديدة من أجل نشر الإسلام فهذا لا يكفي لأن الأمر
المنشور أمام الرأي العام بكل مكان أن تتم تصفية الأجواء المؤسساتية
والفردية بما يجعل المسلمون متحدون في الكلمة والموقف وتفسير الأحداث
بكل نزاهة ومراجعة مجردة لكل صفحة مدونة في التاريخ الإسلامي القديم
فبذاك سيمكن أن ترص صفوف المسلمين صفاً فكرياً واحداً ومن هذا المنطلق
يلاحظ أن مثل هذا النية تترجمها مؤتمرات الوحدة الإسلامية التي تهدف
إلى التقريب بين مذاهب الدين المحمدي الواجد. ولعل في مثل هذا التمهيد
ينبغي أن يكون هناك موضعاً للتطير فيه من قبل أي مذهب إسلامي ولو من
باب ضرورة التعرف على حقائق الدين كـ(علم وتاريخ وتطلع).
إن فضائل الدين المحمدي على البشرية كبيرة جداً وتوضيح الصورة له
أمام الرأي العام في كافة أرجاء العالم يحتاج إلى توفر شروط تصلح
لانطلاقة أعم شمولاً على العالم إذ حرام أن يترك دين الإسلام المتميز
وكأنه لم يخلق إلا بالضرورة تعداد المذاهب فيه ولعل من توفير أول
الشروط إنهاء هامش الابتعاد بين المسلمين وفتح أبواب الحوار الثقافي
بينهم فبذاك يكون قد حدث ما يمكن تسميته بـ(ثورة ثقافة إسلامية) يتم
خلالها تدارس التنوع المذهبي ومعرفة نقاط الاتفاق والاختلاف معاً ضمن
تنظيم رائع لا تنتقص فيه القيمة عن أحد المتحاورون فإذا كان الأمر
محصور بـ(وجهات النظر) فلا بأس أن يتم تبيان كل وجهة نظر إسلامية بكل
حرية فالمهم أن يبرز إسلام واحد أمام العالم. |