مما يضر بالشأن العراقي ويعرض أمن العراق للخطر، أن يصبح العراق
مرتعا لكل من هب ودب من جماعات القتل والتخريب والإرهاب تجول وتصول
فيه بلا رقيب أو حسيب، والأخطر من ذلك أن تحظى بعض الجماعات
الإرهابية المنبوذة من قبل شعوبها قبل أن تنبذها حكوماتها وأنظمتها،
تحظى بدعم وحماية من قبل القوات متعددة الجنسيات في العراق، فإذا كان
أزلام الزرقاوي وغيرهم ممن يعرضون استقرار العراق وأمنه للخطر
مطاردين من قبل الشعب العراقي والقوات الدولية، فإن منظمة مجاهدي خلق
الإرهابية التي كانت مصنفة أمريكيا ضمن القائمة السوداء للحركات
والدول الإرهابية، باتت ورقة مؤجلة يمكن أن يلعب بها المستفيدون
والمتصيدون في الوقت الذي يشاءون، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن دولة
أخرى بقدر ما نريد الدفاع عن وطننا وشعبنا وأمننا القومي..
هذه المنظمة لا تقل إجراما بحق شعبنا عن إجرام صدام نفسه، وقد
كانت أداة طيعة بيده للفتك بالعراقيين المناهضين له لا سيما في وسط
وجنوب العراق، واشترك عناصرها في قمع انتفاضة الشعب العراقي في شعبان
\1991..
لقد كان أفرادها يتعمدون إذلال العراقيين حين ينشرون
سيطراتهم على الطرق الخارجية، أو يعذبونهم في معتقلات النظام البائد،
فلماذا يصار إلى تجاوز مشاعر العراقيين والإبقاء على هذه المنظمة حرة
طليقة في العراق، علما أن أغلب أفرادها بل جميعهم يحملون جوازات سفر
أوربية ويمكنهم العودة من حيث أتوا..
لا نقول هذا من باب التحامل أو الحقد على هذه الجماعة التي تسمى
من قبل الشعب الإيراني قبل الحكومة الإيرانية بـ( منظمة منافقي خلق)،
ولكن حرصا على وطننا نكرر القول أنها مصدر قلق وإزعاج للعراق وأهله،
ومن المحتمل أن تحدث بينها وبين غيرها من المنظمات تحالفات سرية تهدد
أمن العراق، طالما أن هذه المنظمات تهدف لإيجاد أرض خراب تنطلق منها
لإشاعة الفوضى والدمار في العالم..
رجاءنا للحكومة العراقية الموقرة،والسيد رئيس الوزراء أن يتخذ
الإجراءات اللازمة لتخليص العراق من هذه المنظمة كما هو جاد في
التخلص من التنظيمات الإرهابية الأخرى، فطالما بقي العراق مسرحا
لجماعات العنف والتخريب، فإن ذلك سيشكل مصدر قلق وإزعاج للعراقيين،
ويعرض أمنهم واستقرارهم للخطر، وسيسمم علاقاتهم مع الدول الأخرى في
وقت هم أشد ما يكونون فيه للتعاون الدولي، ولإقامة علاقات حسن جوار
متينة بينهم وبين سائر دول المنطقة والعالم..
|