طفت مسألة الحجاب في فرنسا مجددا مع انتظار ثماني فتيات محجبات في
ثانوية جون ماسيه بمدينة مولوز قبل احتفالات فرنسا بعيد (جميع القديسين
هالوين) نهاية الشهر الحالي قرار المجلس التأديبي في المدرسة بشأن مخالفتهن
لقانون 15 مارس لحظر الرموز الدينية في المدارس الحكومية.
وكان المجلس نفسه قد قرر بالاجماع طرد الطالبتين المحجبتين في
الثانوية دنيا وخلود "لعدم احترامهما قانون 15 مارس 2004 واصرارهما
على ارتداء الحجاب".
وقالت ناظرة المدرسة ميشيل فيدير كونين وفقا لتصريحات نقلتها
صحيفة (لي موند) واسعة الانتشار ان قرار المجلس التأديبي يعتبر من
وجهة نظرها "فشلا" فمهمة المدرسة هي "العبور بالطلاب الى بر الامان
عبر نجاحهم في دراساتهم".
يذكر ان الفتيات الثماني اضافة الى دنيا وخلود فرنسيات الجنسية
الا أنهن مسلمات من أصل جزائري.
وكانت طالبة مسلمة تدرس القانون في كلية الحقوق بجامعة ستراسبورغ
قد أقدمت على حلق شعر رأسها بالموسى احتجاجا على منعها من مواصلة
دراستها مرتدية الحجاب.
ومع مطلع هذا الاسبوع الذي تزامن مع حول شهر رمضان المبارك أخذت
المدارس الثانوية الحكومية في فرنسا بالتشديد في تطبيق اجراءات الفصل
من الدراسة بحق الطالبات اللواتي يرفضن التخلي عن الحجاب.
والطالبة خلود متفوقة في دراستها اذ ان متوسط معدلها الدراسي يبلغ
17 على عشرين وهي تعتبر من أحسن اللتلاميذ في قسمها بشهادة مدرستها
وهي ممثلة الفصل في مجلس المدرسة.
وقالت خلود (12 عاما) في تصريحات صحافية "بقرارهم المتعسف هذا
حطموا مستقبلي وحرموني من حقي وحق زميتلي دنيا التي كانت من اكثر
التلميذات اجتهادا وتحلم أن تكون طبيبة من مواصلة الدراسة".
وأضافت خلود أنها كانت تحظى بحب واحترام كل مدرسيها وزميلاتها
الذين اختاروها العام الماضي ممثلة لقسمها في مجلس المدرسة.
وقال المجلس التأديبي ان قراره جاء اثر "فشل المفاوضات مع
الطالبتين دنيا وخلود لاستبدال حجابيهما بربطة الرأس المعروفة هنا
باسم باندانا".
ومن المنتظر صدور قرارات مماثلة في فرنسا هذا الاسبوع بحق 72
طالبة مسلمة اصررن على تغطية رؤوسهن وفقا لقناعاتهن الدينية.
ودخل قانون حظر الرموز الدينية في المدارس الحكومية الذي اقره
البرلمان الفرنسي في مارس الماضي حيز التطبيق اعتبارا من مطلع العام
الدراسي الحالي.
يذكر ان القانون طبق على عدد من الاشخاص حيث انذر راهب يتردد على
احدى الثانويات لانه يرتدي الزي الكهنوتي كما طرد ثلاثة طلاب من
طائفة السيخ من الدراسة لرفضهم خلع العمامة التي تعد اعتقادا دينيا
لديهم.
وقدمت الطالبتان دنيا وخلود اعتراضا امام السلطات التربوية وفي
حالة تأييد هذه السلطات لقرار مجلس المدرسة لايبقى امام خلود ودينا
سوى طرق باب باب اخير هو المحكمة الادارية التي لايتوقع ان تخالف نصا
قانونيا رسميا. |