يتمسك المسلمون في بيروت بشعائرهم الدينية وبعادات شهر رمضان
المبارك التي لا تتغير مهما تغيرت الظروف وتبقى في نظرهم من الاساسيات
نظرا لما تحدثه من تعزيز للتكافل الاجتماعي وتقوية اواصر المحبة فيما
بينهم.
وتقام موائد الافطار الجماعية في المساجد ومراكز الجمعيات الخيرية
كما تقوم بعض الجمعيات بتوزيع "كرتونة التموين" التي تتضمن مواد
غذائية للعائلات المستورة والمعوزة كما يحرص الناس على اخراج زكاة
اموالهم وزكاة الفطر واعطائها للمستحقين
لتعزيز التماسك الاجتماعي.
وتزداد في هذا الشهر الفضيل حلقات تحفيظ القران الكريم في مساجد
بيروت وتقام دورات قرآنية و شرعية ودورات لقراء القرآن وحفاظه تعطى
في نهايتها الجوائز العديدة.
ويتنشط الصائمون في شهر رمضان المبارك للذهاب الى المسجد في صلاة
الفجر بشكل اقوى واكبر من بقية اشهر السنة لاسيما انهم يحرصون على
تناول وجبة السحور قبل اذان الفجر بمدة قصيرة.
ويحرص المسلمون في بيروت بعد الانتهاء من صلاة العيد على زيارة
قبور موتاهم ووضع اغصان خضراء عليها لا سيما الاغصان المعروفة باسم (الاس)
وهي اغصان تشبه اغصان (الحنبلاس) التي باتت قليلة في هذه الايام.
ومن عادة البيروتي انه يبدا اواخر رمضان بممارسة ما يعرف
ب(التوحيش) وذلك في العشر الاخير منه تعبيرا عن تمسكه بهذا الشهر
الكريم وعن حزنه بسبب قرب انتهائه فيبدا الصائمون والفرق الدينية
بالانتقال الى المساجد يصلون ويبتهلون لله تعالى وينشدون الاناشيد
التي تعبر عن وحشة المسلم لرمضان المبارك.
من جهته قال الحاج محمد الدنا ان رمضان بيروت يبدأ مع شهر رجب حيث
يعتبر المسلمون ان اطلالة هلال شهر رجب فرصة للبدء بصيام ايام الاثنين
والخميس تعويضا عما فات من صوم رمضان الماضي وعما يمكن ان ينتقص من
رمضان الحالي .
واضاف انه بعد ذلك تاتي عملية اثبات هلال رمضان وكانت ايام زمان
تتم عبر "الميقاتي" في بيروت وطرابلس وصيدا وهو الرجل المشهور بدقة
بصره الذي يتبين ويتحمل مسؤولية اثبات هلال رمضان وهلال شوال ليوم
العيد وقد حمل الابناء اسم هذا الرجل فصارت هناك عائلات تحمل صفة "الميقاتي"
كاسم لها الى اليوم .
وارتبطت العادات الرمضانية باحياء سهرات المدائح والاناشيد
النبوية مع الفرق المتخصصة في هذا المجال .
ومن عادات شهر رمضان المبارك في بيروت الاحتفال بليالي غزوة بدر
وفتح مكة وليلة القدر في المساجد.
اما المسحراتي فعرفته بيروت منذ القدم يجول في شوارعها حاملا
طبلته مناديا " يا نديم وحدالدايم ويا مسلمين وحدوا الله".
فيدور مرة للدعوة الى السحور واخرى للاعلان عن موعد الامساك ثم
يجول على البيوت صبيحة العيد للحصول على الاكرامية.
واشارت البيروتية "ام اسماعيل" الى حرصها على تحضير طعام الافطار
في المنزل طوال شهر رمضان مبينة ان هذه الاطباق تشتمل على الفتوش
وشوربة العدس والارز بلحمة والارنبية والكبة بانواعها واليخني
والفطاير بسبانخ والفتة والبابا غنوج اضافة الى شراب الجلاب والعرقسوس
والتمر الهندي.
وقالت ان " من ميزات هذا الشهر الفضيل انه "يجمع الشمل ويعتبر
فرصة لحل المشكلات والخلافات اذا ما وجدت بين ابناء العائلة الواحدة
والاقارب".
المصدر: كونا |