كشف كارول كبير رسام الخرائط في الجمعية الاميركية للخرائط ان
العالم يتغير بمعدل اسرع بكثير الان عنه في العقود السابقة، مشيراً الى
اسماء اماكن جديدة وتقلص البحار والهجمات الارهابية وحتى استخدام
الانترنت المتزايد. وقال كارول ان التغيير الكبير يعود الى عاملين
اساسيين هما معدل السكان الذي يتزايد بسرعة والاقتصاد الدولي.
جاء ذلك بمناسبة اصدار الجمعية الجغرافية للطبعة الثامنة من اطلس
العالم هذا الشهر والذي يحمل 17 الف تعديل وتغير تحريري مقارنة بطبعته
الاخيرة التي صدرت قبل خمس سنوات والذي استخدم احدث الاساليب
الالكترونية لرسم الخرائط والتصوير بالأقمار الصناعية واحتوت كل صفحة
من صفحاته على عنوان موقع على الانترنت حيث يمكن للقراء العثور على
مزيد من المعلومات.
كما اشتمل على 416 صفحة وخرائط ورسوم توضيحية للتحديات العالمية مثل
الصراعات والارهاب وخرائط ورسوم لتدفقات الهجرة واللاجئين ومؤشرات
الصحة والتعليم.
وقال كارول ان الاطلس حينما يضع خرائط لما يصفه بأنه هجمات ارهابية
فانه لا يشير متعمدا الى أماكن تمركز تنظيم القاعدة التي تحملها
الولايات المتحدة بالمسئولية عن هجمات 11 سبتمبر والجماعات الاخرى لان
هذا هدف متغير. وأضاف ان الخرائط السياسية والاقتصادية تعبر أكثر من أي
وقت مضى عن فجوة متزايدة بين العالمين النامي والمتقدم.
وعلى سبيل المثال تبين خريطة لكوابل الالياف البصرية الممتدة تحت
البحار كتلة غير منتظمة من الكوابل بين أوروبا والولايات المتحدة لكن
هناك كابل واحدا فقط يلتف حول الساحل الغربي لافريقيا ويختفي من اجزاء
كبيرة من شرق القارة. وترسم خريطة لمواقع استضافة الانترنت صورة مشابهة
حيث تسيطر أوروبا ومناطق من اسيا وأميركا الشمالية على المشهد.
وقال كارول في مقابلة من مكتبه في العاصمة الاميركية واشنطن «هذا
يبين أن أفريقيا لا تزال معزولة نسبيا اقتصاديا وتكنولوجيا». واستطرد
كارول الذي تحيط به أشكال للكرة الارضية مختلفة الاحجام وأكوام من
الخرائط المتناثرة على مكتبه قائلا انه كان هناك قدر كبير من النقاش
الداخلي حول ما يدرج وما لا يدرج في القسم المخصص للخرائط السياسية
والاقتصادية.
وأضاف «رجعنا للوراء الى أبعد مدى ممكن لنتأكد من أننا موضوعيون
وعادلون وغير متحيزين.. كنا حريصين للغاية على استخدام أكبر قدر يمكننا
استخدامه من المصادر والا نتبع سياسات أي هيئة». وظهرت تيمور الشرقية
أول دولة جديدة في هذا القرن على الخريطة لاول مرة في الطبعة الجديدة
من الاطلس وكذلك الحدود التي جرى تحديدها مؤخرا بين اليمن والسعودية
كما تظهر أيضا التقسيمات الادارية الجديدة بين سلوفاكيا وجمهورية
التشيك.
ومن بين التغيرات البارزة الاخرى حقيقة أن قمة جبل افرست أعلى نقطة
على الارض سجلت زيادة قدرها 1. 2 متر ليصبح ارتفاعه 8850 مترا ليس لان
ارتفاعه تزايد وانما لان بيانات القياس أصبحت أكثر دقة.
وقال كارول ان مستوى البحر الميت أدنى نقطة على الارض تراجع بمقدار
9. 7 أمتار الى 416 مترا بسبب استهلاك المياه المتزايد في تلك المنطقة.
كما اوضح الاطلس أن هناك تدهورا بيئيا، وعلى سبيل المثال تقلصت بحيرة
تشاد بسبب الجفاف المستمر كما تأثر بحر الاورال نتيجة لتراجع المياه.
المصدر: رويترز |