قال علماء ان دراسة اجريت على قمل الرأس اشارت الى ان اسلاف الهنود
الحمر المعاصرين ربما تقابلوا مع انسان ماقبل التاريخ الذي انقرض في
اماكن اخرى وحاربوه او اقاموا علاقات غرامية معه.
وقال الباحثون يوم الثلاثاء ان الناس يحملون نوعين مختلفين من القمل
وان اسهل تفسير هو ان احد النوعين عاش على نوع مختلف من الانسان القديم.
وقال ديل كلايتون استاذ علوم الاحياء بجامعة يوتا والذي قاد الدراسة
"اطفال اليوم يصابون بقمل الرأس الذي كان يتغذى على نوعين من انسان
الكهف. نحن ننحدر من احد هذين النوعين. اما النوع الاخر فانقرض."
والسبب في انه عرف ذلك هو ان القمل متأنق بعض الشيء بشأن البيئة
التي يعيش فيها. فقمل الرأس لايعيش الا في شعر الانسان كما انه
لايستطيع العيش اكثر من يوم دون ان يشرب من دماء العائل البشري.
واكتشف فريق كلايتون ان هناك نوعين من القمل الذي يعيش على الانسان
الحديث. احدهما شائع على مستوى العالم ولابد انه نشأ وارتقى في رؤس
اسلافنا من الهومو سابينز. اما عائلة القمل الاخرى فقد وجدت فقط في
الامريكتين.
وقال كلايتون في مقابلة على الهاتف "كلاهما مختلف جينيا لدرجة ان
كلا منهما لابد انه تطور بمعزل عن الاخر."
واضاف كلايتون "لا بد ان كلا منهما ظل بعيدا عن الاخر لاكثر من
مليون سنة. التفسير الابسط لذلك هو ان احدهما انتقل من افريقيا مع
سلالة انحدر منها الانسان الاول قبل اكثر من مليون سنة ليستقر في وسط
اسيا دون ان يختلط بالنوع الاخر."
"وانحدر الانسان المعاصر من سلالة الانسان القديم الذي انتقل من
افريقيا منذ مابين 100 الف و 200 الف سنة وسرعان ماراح يتنقل في مختلف
ارجاء العالم."
وظل العلماء لزمن طويل يعتقدون ان الانسان القديم المسمى "هومو
ايريكتوس" قد انقرض منذ 400 الف عام. لكن حفائر للانسان القديم او شيئا
قريبا منه عثر عليها في اسيا تشير الى انه عاش حتى 50 الف سنة مضت.
وقال كلايتون ان هذا يجعل من المحتمل حدوث لقاء بين الانسان الحديث
والانسان القديم وكذلك بين السلالتين المتفردتين لقملهما.
وقال ديفيد ريد المشرف المساعد على قسم الثدييات بجامعة فلوريدا ان
هذا ربما يعني ان الانسان القديم والحديث عاشا معا.
وقال في بيان "انه لشيء مثير ان نعرف اننا كنا على اتصال جسدي
بانواع اخرى من الانسان. فنحن اما حاربناهم او عشنا معهم او حتى تزوجنا
منهم. وبغض النظر عن كل هذا فنحن قد لمسناهم. ومجرد التفكير في هذا
يبعث على الاثارة."
ويعتقد كلايتون ان قمل الرأس الذي لا يوجد سوى في الامريكتين الان
قد يستطيع الحياة في اسيا وربما في سيبيريا.
لكنه يقر بان "النظرية تكهنية الى حد كبير."
واضاف "ربما نكون على خطأ لكن هذا هو ابسط تصور يمكن ان يعن لنا." |