حذرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" من أن التهديدات التي تتعرض لها النساء
على أيدى حركة طالبان وزعماء الفصائل تقوض مشاركتهن في الانتخابات
الأفغانية القادمة.
وقالت ووتش في تقرير بهذا الشأن إن عدد النساء الذين سجلوا في التصويت
المقرر يوم السبت القادم قليل للغاية في المناطق التي تنشط فيها حركة
طالبان.
ويضيف التقرير أن الأمر لم يقتصر على ذلك بل تعدى إلى تلقي القائمين
بحملات الدعاية تهديدات بالقتل لاثارتهم قضايا المرأة.
ويذكر أن أكثر من 40 بالمئة من الناخبين المسجلين في أفغانستان البالغ
عددهم 10.5 مليون ناخب من النساء.
وقد زعمت الحكومة الأمريكية أن حقوق المرأة الأفغانية تحسنت بعد
الاطاحة بنظام طالبان في عام 2001.
ولا يتوقع تقرير "هيومان وايتس ووتش" الكثير من انتخابات السبت.
ويقول التقرير إنه من المتوقع ألا يتوجه لصناديق الاقتراع من النساء
سوى عدد قليل للغاية.
ويبرز التقرير الأمثلة التي تعرض فيها القائمون بالحملات لمضايقات
وتلقوا فيها لتهديدات بالموت لاثارة قضايا حقوق المرأة مثل تسهيل عملية
تطليق المرأة لنفسها.
وتبقى مثل هذه القضية حساسة للغاية وقد بذل معظم المرشحين بمن فيهم
الرئيس حامد كرزاي قصارى جهدهم لتجنبها.
ومما لا شك فيه أن حياة المرأة الأفغانية تحسنت بعد الاطاحة بنظام
طالبان وقيوده الصارمة.
وتجدر الاشارة إلى أن أكثر من مليون فتاة في أفغانستان تدرسن في
المدراس.
وتعمل الكثير من النساء حاليا، وذلك بدعم من الدستور الجديد الذي يحفظ
لهن حقوقا متساوية مع الرجال.
لكن بالنسبة للعديد من النساء فان الأمور لم تتغير كثيرا.
فالأسر مازالت تمنع بناتها من العمل بينما يعاني كثيرون من العنف على
أيدى أزواجهم وأقاربهم الآخرين.
ووجدت المرأة الأفغانية السلطات غير قادرة أو غير راغبة في حمايتهن
بسبب اتجاهات اجتماعية عميقة الجذور.
وتقول حبيبة ساروبي، وزيرة شؤون المرأة الأفغانية، إن سن قوانين أقوى
ليس كافيا.
وتضيف: "التعليم مهم للغاية أيضا، ومن الضروري تغيير اتجاهات الرجال
حيث أن هذا البلد يهيمن عليه الذكور ومن ثم يجب تغيير طريقة تفكيرهم
تجاه المرأة". |