حول رسام امريكي شهير كارثة هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات
المتحدة الى مادة للرسوم الكارتونية المعبرة مثلما فعل من قبل مع
المحارق النازية لليهود. فبعدما نال جائزة بوليتزر عام 1992 عن كتاب
صور فيه اليهود كفئران تلتهمها القطط النازية الالمانية يعود ارت
شبيجلمان بكتاب اخر عنوانه "في ظلال البرجين المختفيين" "In the
Shadows of No Towers". وهو كتاب ملون يضم رسوما كارتونية في 38 صفحة
من القطع الكبير يصور فيه ادارة بوش في صورة الشرير.
لقد قرر شبيجلمان مدمن التدخين وعاشق نيويورك أن يحكي خبرته الشخصية مع
هجمات سبتمبر الا ان الحرب ضد العراق و"اختطافا تعرض للاختطاف" اثارا
غضبه. وقال في مقابلة مع رويترز بمرسمه في سوهو بنيويورك على مسافة لا
تزيد عن 1.6 كيلومتر من موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين اختفيا
"هذه الصفحات هي عبارة عن انباء عاجلة جدا من منطقة الحرب داخل رأسي.
من وسط الانقاض التي في رأسي."
وفي احدى الصفحات يظهر الرئيس جورج بوش راكبا وراء نائبه ديك تشيني على
ظهر نسر أصلع وبوش يقول "لنناور" فيما تشيني يستخدم سكينا لذبح الطائر
الذي اخذ يصرخ "لماذا يكرهوننا. لماذا." وكان شبيجلمان (56 عاما) في
الشارع بوسط المدينة عندما ارتطمت الطائرة الاولى ببرج مركز التجارة
العالمي. وقال "لقد شعرت فعلا في البداية بانني في طريقي للموت في ذلك
اليوم واستمر الامر بعد ذلك." وهرع شبيجلمان وزوجته لاخذ ابنتهما من
مدرستها قرب البرجين المحترقين حيث قتل 2800 تقريبا. وشاهدوا معا
انهيار البرج الشمالي والدخان الاسود الذي غطى الشوارع. وقال الفنان
الذي صمم بعد الهجمات بأيام غلافا لمجلة نيويوركر يحمل صورة البرجين
وهما غارقان في السواد "لقد صدمني 11 سبتمبر". وقال "ثمة بعد سياسي قوي
للغاية في جميع الصفحات حيث تغير مشروعي من مجرد حكايات شخصية تتعلق
باختطاف اختطفته امريكا" الى السعي وراء "أجندة كانت موجودة عندما تولت
عصبة بوش زمام الامور."
وتحت وطأة الهزة التي أحدثتها هجمات سبتمبر ايلول داخله قرر شبيجلمان
التخلي عن وظيفة مستشار تحرير في مجلة نيويوركر كان يساهم فيها على مدى
عشرة أعوام في تصميم أغلفة المجلة والرسوم والمقالات. وقال انه كان في
المجلة مثل "مزارع يدفعون له راتبا كي لا يزرع قمحا." وقد عرض مشروعا
لسلسلة رسوم كارتونية حول 11 سبتمبر ايلول لكن لم يجد أي قبول في سوق
الاعلام الامريكي خلال الاشهر التي أعقبت الهجمات. حتى نيويوركر رفضت
مشروعه. الا أنه وجد ضالته في الصحف الاوروبية وفي نسخة باللغة
الانجليزية من صحيفة تطبع بلغة اليديش (وهي لهجة يتكلمها بعض يهود
اوروبا وامريكا) محدودة التوزيع اسمها "فوروارد" وقد أثار الكتاب ردود
أفعال متناقضة ما بين ترحيب وتنديد. وقالت مجلة نيوزويك انه "رسوم
مجنونة وانسانية ومرعبة". و"تصوير فاتن للحياة في نيويورك يوم 11
سبتمبر ولاشهر بعدها." وقالت مجلة تايم ان عمل شبيجلمان "بلا فكرة في
مجمله" ونددت به لانه قال عن نفسه انه ضحية لارهاب تنظيم القاعدة
والادارة الامريكية على حد سواء. وعلقت تايم على صورة على الكتاب عبارة
عن ملصق كتب عليه "مفقود.. عقل شبيجلمان شوهد اخر مرة في مانهاتن
السفلى في منتصف سبتمبر 2001." قائلة "دعونا نأمل أن يعثر أحدهم على
عقل شبيجلمان." |