في هذه الأيام ومن واقع الساحة السياسية في العراق تظهر تصريحات
يطلقها المسؤولون في الحكومة العراقية بشأن الأنتخابات التي ستجري في
بداية العام القادم والتي لم يحدد موعدها الرسمي بعد . التصريحات هذه
تتردد بأفراط وغير مستقرة في معناها مما يجعل الأنسان العراقي غير
مكترث أو متفائل بما يجري. فما زال المواطن يعيش ضيم آلام عهد صدام
البائد،
وحالةعدم الثقة ما بينه وبين الحكومة كحد أدنى لأتخاذ موقف لابد من
التعامل به .
فالمطلوب من حكومتنا الموقرة أن تتعامل بوضوح ، لا أن تترك الحبل
على غارب الأنفلات الأمني والسياسي وكأن الصورة التي نشاهدها اليوم
كحالة من الفوضى والتشرذم هي صورةكانت قد رسمتها ريشة الحكومة قبل أن
ترسمها يد الزرقاوي . وقد تردد باليقين أو الشك من أن الحكومة لا تريد
للوضع العراقي أن يستقر حتى لا تكون هنالك إنتخابات. فالذريعةالتي
ينتظر المراقبون أطلاقها قبل أيام من موعد إجراء أنتخابات حاسمة ونزيهة
هي الأرهاب الذي يسود بعض مدن العراق وهذا مالا يرتضيه الشعب بكل
أطيافه سوى نخبة من المنتفعين في الداخل أو السياسات العالمية ، أو
الدول الأقليمية الرجعية التي لا تريد لنا سوى النكبات.
الأنتخابات إذا تمت وفق إرادة المواطن العراقي ستكون باب الدخول الى
نعيم الأمن والحرية، وستكون الطريق الذي يمر
بالشعب والحكومة الى عهد الثقة المتبادلة والتفاعل الحي في كل نشاطات
الحياة .
والحكومة مدعوة اليوم الى سلوك هذا الطريق الخالي من العثرات (أنتخابات
حرة ونزيهة) لا أن تتمادى بخطوة واحدة فيها
، لأن تأجيل الأنتخابات بحجة الأرهاب ، أو تعطيلها تماما ، أو أجرائها
في مدينة دون أخرى سيزيد من الضغوط على ضمير الشعب وإرادته مما يولد
إنفجاراجماهيريا غير محسوب العواقب لدى الجميع . والحكومة مدعوة أيضا
الى ردم كل أشكال الأرهاب المستورد من الخارج أو إجتثاث عناصرالنظام
البائد من المجرمين حتى لا تكون هنالك حجة لخلق أزمات بعد أزمات ، وضيم
بعد آخر. على أن يعي الجميع نهاية عهد صدام ليأخذ منه عبرة ، كذلك
الحكومة إذا لم تفي ولا تعي سيكون طريقها حتما الى الهاوية…(مزبلة
التأريخ) .
*كاتب عراقي – كندا
alkefaee_canada@hotmail.com |