دعت كاتبة مصرية الى الغاء الاحتكار الحكومي للاذاعة والتلفزيون
واصفة أجهزة الاتصال الجماهيرية بأنها غيبت "أي مشروع ثقافي (مصري)
لتغيير المجتمع الى الافضل."
وقالت فريدة النقاش ان الغاء الاحتكار الرسمي يكفل للتلفزيون أن
يكون جهازا اعلاميا قوميا مستقلا تتمثل فيه التيارات الفكرية والحزبية
تمهيدا لتنشيط القطاع العام الثقافي في مصر بما يضم من فنون كالمسرح
والسينما "باعتباره السبيل الذي لا بديل عنه لحماية التراث الوطني."
وأضافت في دراسة عرضتها مساء الاربعاء ضمن أنشطة مؤتمر أدباء مصر أن
التغيرات الاجتماعية المصرية في السنوات الاخيرة أفرزت ما وصفته بثقافة
الفقراء والمهمشين نتيجة لانهيار الطبقة الوسطى في مصر "حيث يسعى البشر
لخلق نوع من التماسك وابتداع الامل وبناء خطابهم الثقافي اللاذع
المراوغ."
وأوضحت أن خطاب المهمشين في مصر رغم تأثره بثقافة التلفزيون "الا
أنه يحتفظ بروحه الخاصة وينسج كلماته العبثية التي تطفح بالمرارة
وتستمتع بالسخرية من الظالمين وتتباهى بفجاجتها وبدائيتها بل تفرض
نفسها على المتن الذي يبحث في الهوامش والاطراف عن المبتكر والجديد
ويعيد النظر أحيانا في تعاليه على الهامش في الصورة الدونية التي رسمها
له."
ودللت على ما ذهبت اليه بقراءة لفيلمين مصريين أنتجا في السنوات
القليلة الماضية هما (هيستيريا) لعادل أديب و(مواطن ومخبر وحرامي)
لداود عبد السيد. وفي الفيلم الاخير قام المطرب الشعبي شعبان عبد
الرحيم بدور اللص.
وأشارت الى أن أغاني عبد الرحيم تعبر "على نحو خاص تعبيرا بليغا عن
عشوائية الخطاب الثقافي الهامشي الذي ينطوي على نوع من النظام يتولد من
الفوضى."
وترأس فريدة النقاش المجلة الثقافية المصرية الوحيدة التي يصدرها
حزب معارض وهي مجلة (أدب ونقد) التي يصدرها حزب التجمع ذو النزعة
اليسارية.
وأشارت الى وجود ما وصفته بالاستقطاب "والانقسام الحاد في المجتمع (المصري)
حيث أسفر عن مناطق عشواية وأحزمة فقر حول المدن قالت دراسة حكومية (مصرية)
ان عددها بلغ 1109 منطقة ذات سمات خاصة منها انتشار الجريمة.. ولم تكن
مصادفة أن نشأت في بعض هذه الاحياء مناطق فرض فيها المتطرفون
والاصوليون (في منتصف تسعينيات القرن الماضي تقريبا) سطوتهم.
"التنمية (المصرية) المشوهة ألحقت أضرارا بالهوامش حتى أصبح عدد
سكانها يترواح بين 12 مليونا و17 مليونا."
وأضافت أنه في مقابل هذا الخطاب الثقافي العشوائي "في نسق من قيم
واتجاهات في مقدمتها المشاعر المعادية للسلطة وفلسفة الخلاص الفردي"
يتسم الخطاب الديني بأنه أخلاقي وعظي. وقالت ان مسؤولية النظام
الاقتصادي الاجتماعي فيه غائبة اذ انه يتوزع بين "الاتجاه المحافظ
والاتجاه التكفيري المتأثر بالفكر الوهابي القادم الينا (مصر) من
المملكة العربية السعودية."
كما أشارت الى وجود خطاب ليبرالي "مشوه بحكم سيطرة الدولة على وسائل
الاعلام" مشددة على وجود مفكرين أفراد بارزين "لكنهم يبقون أفرادا أما
التيارات المؤثرة ذات النفوذ فهي صاحبة الايديولوجية التعبوية
التكفيرية التي تزدري النقد."
وتنتهي يوم الجمعة أنشطة الدورة التاسعة عشرة لادباء مصر التي
تستضيفها مدينة الاقصر (الى الجنوب من القاهرة بحوالي 650 كيلومترا)
والتي عقدت تحت عنوان (الاصلاح من منظور ثقافي)
ويعد المؤتمر الي تستضيفه بصفة سنوية احدى المحافظات المصرية منتدى
مستقلا لكتاب مصر رغم عقده تحت مظلة وزارة الثقافة المصرية. |