قال مسؤولون يوم الثلاثاء ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي
كيلت لها الانتقادات بسبب فشل وزارة الدفاع (البنتاجون) في التخطيط لما
بعد الحرب في العراق أنشأت فريقا صغيرا ذا قيادة مدنية لمساعدة الدول
على تجاوز الصراعات والازمات.
وسوف يضطلع مكتب اعادة الاعمار والاستقرار الجديد التابع لوزارة
الخارجية بمهمة البحث عن الازمات في مهدها ويستلهم الخبرات من كل
الاجهزة الحكومية لتسريع استجابة الولايات المتحدة للازمات.
ولو أن المجموعة سيكون مقرها بوزارة الخارجية فان نطاق عملها سيشمل
الجيش الامريكي ووكالة المخابرات المركزية والوكالة الامريكية للتنمية
الدولية فضلا عن وزارتي الخزانة والعدل وستتولى التخطيط للطواريء
وتنسيق استجابة الولايات المتحدة في مواقف ما بعد الصراعات.
وأبدى مسؤولون أمريكيون نفورا من الربط المباشر بين المكتب الجديد
والعراق حيث أقيل جاي جارنر الجنرال المتقاعد الذي تولى ادارة تخطيط ما
بعد الحرب في البنتاجون بعد ستة أسابيع من الاطاحة بالرئيس العراقي
السابق صدام حسين وحل محله بول بريمر وهو مسؤول رفيع سابق بوزارة
الخارجية.
وفي العراق لقي الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة انتقادا بسبب
تسرعه في تسريح الجيش العراقي على نحو ألقى بالاف الرجال المسلحين
العاطلين الى الشارع ولفشله المبكر في وقف أعمال النهب واستخدام
البنتاجون المحدود لمجموعات التخطيط التابعة لوزارة الخارجية التي يطلق
عليها "مستقبل العراق" والتي درست كل شيء بدءا بصناعة النفط العراقية
وحتى اقتصاد العراق وقضائه.
وبوجه عام قال كارلوس باسكولا الذي سيرأس المكتب الجديد "اذا قمت
بتسريح ونزع سلاح ... محاربين وغرستهم ... في مجتمع دخل لتوه في توترات
عرقية وقتال وحولتهم الى عاطلين فانك تكون قد اتخذت أول خطوة في خلق
التمرد."
وقال باسكولا وهو سفير أمريكي سابق في أوكرانيا ومسؤول رفيع بمجلس
الامن القومي الامريكي ان المجموعة تحاول تعلم دروس ليس فقط من العراق
وأفغانستان ولكن من البوسنة وكوسوفو وتيمور الشرقية وهايتي.
وفي الاسبوع الماضي وجه المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة
الامريكية جون كيري انتقادات حادة لادارة بوش فيما يتعلق بالعراق حيث
تشهد البلاد تمردا منذ أكثر من 16 شهر بعد الاطاحة بصدام حسين.
وقال كيري "هذه السياسة يعيبها الافتقار الى التخطيط وغياب الامانة
والغطرسة والعجز التام."
وستعمل المجموعة التي تستهدف زيادة عدد موظفيها من 25 الى 45 بحلول
الربيع على تحديد مواطن الازمات قبل اندلاعها.
بيد أن قائمة مواقع الاضطراب المحتملة ستكون سرية مخافة التأثير على
سوق السندات بالبلد المعني أو استعجال اندلاع أزمة.
وقالت باتشيبا كروكر المسؤولة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية
للابحاث ان العراق وأفغانستان ركزا الانتباه على الحاجة الى تخطيط مدني
مؤسسي أفضل لكن القضية تكتسب قوة دفع منذ سنوات.
وقالت "العراق زاد فقط من الانتباه الى الثغرات في القدرة."
وقال وليام ناش وهو مسؤول رفيع بمجلس العلاقات الخارجية للابحاث
وجنرال متقاعد قاد القوات الامريكية في البوسنة ان هناك بعض السخرية في
وضع المجلس تحت قيادة مدنية بالنظر الى قدرات الجيش في التخطيط ولكن
لذلك الامر مغزى بالنظر الى التعقيد الذي يكتنف بناء الدول.
وأضاف ناش أن "الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبناء
الدول (في) مرحلة اعادة الاعمار التي تلي الصراعات هي العناصر السائدة."
المصدر: رويترز |