اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان النيزك توتاتيس الضخم الذي
يبلغ طوله 4,6 كلم وعرضه 2,4 كلم والذي يشبه شكل حبة فستق سيعبر
الاربعاء على مقربة من كوكبنا الذي يتوجه اليه بسرعة كبيرة انما بدون
ان يصطدم به.
واوضح ستيفن اوسترو الاختصاصي في مختبر "جيت بروبالشن لابوراتوري"
في الناسا "سيكون هذا اضخم جرم سماوي يعبر على هذه المسافة القريبة من
كوكبنا منذ بداية القرن".
ويراقب خبراء الناسا عن كثب مسار "توتاتيس" منذ بضع سنوات خوفا من
العواقب الخطيرة التي ستترتب عن اصطدام جرم بهذا الحجم بالارض.
واستنتج العلماء بشكل وثيق ان هذا النيزك لا يشكل اي خطورة بالنسبة
للارض لفترة 558 عاما على الاقل اذ انه سيعبر الاربعاء في تمام الساعة
13,37 ت غ على مسافة 1549719 كلم منها على اقرب تقدير. وتوازي هذه
المسافة اربعة اضعاف المسافة ما بين الارض والقمر (400 الف كلم) غير
انها ضئيلة جدا نسبة الى مقياس الكون.
وطبقا لحسابات علماء الفيزياء الفلكية فان توتاتيس سيعبر مجددا قرب
الارض عام 2562 انما على مسافة 400 الف كلم فقط.
وتبع النيزك خلال السنوات الاربع الماضية مسارا اهليلجيا حول الشمس
قاده الى مدار الارض قبل ان يتابع طريقه في حزام النيازك بين المريخ
والمشتري.
وتوحي صور التقطت بواسطة الرادار بان توتاتيس قد يكون مؤلفا من
كتلتين او ثلاث كتل صخرية تجمعها قوة الجاذبية.
وبحسب علماء الناسا فان توتاتيس يسلك مسارا غريبا بالنسبة لنيزك اذ
يقوم بدورة حول محور تستغرق 4,5 ايام ارضية ثم يلتف ويدور على نفسه في
غضون 7,3 ايام ارضية.
وبالرغم من تأكيدات علماء الناسا فان توتاتيس يثير منذ بضعة اشهر
تكهنات وتنبؤات كارثية على شبكة الانترنت يذهب بعضها الى تقويم مخاطر
اصطدامه بالارض بنسبة 63%.
واذا ما اصطدم النيزك بكوكبنا فان الدمار الذي سينتج عن ذلك سيوازي
انفجار عشرات الاف القنابل النووية وسيثير غيوما كثيفة من الغبار تعيد
الارض الى حقبة جليدية جديدة وطويلة.
ويقدر الخبراء بخمسة كيلومترات الى 15 كلم طول النيزك الذي سقط في
منطقة المكسيك قبل 65 مليون سنة ما ادى الى انقراض الديناصورات.
والنيازك لا تشكل خطرا على الارض ان كان قطرها لا يتعدى اربعين مترا
اذ انها بحسب خبراء الناسا تتفتت عند دخولها الطبقة الجوية.
واعتمدت الناسا منذ بضع سنوات برنامج مراقبة يفترض ان يسمح بحلول
نهاية 2008 بالتعرف الى 90% من النيازك التي يزيد قطرها عن كيلومتر
واحد والتي يمكن ان تؤثر بشكل خطير على مناخ الارض اذا ما اصطدمت بها
ويتراوح عدد هذه النيازك بين الف و1100 نيزك.
واكتشف عالم الفلك الفرنسي كريستيان بولاس النيزك توتاتيس في الرابع
من كانون الثاني/يناير 1989 لدى مراقبة صور للمشتري التقطت بواسطة
الاقمار الصناعية.
واطلق بولاس على النيزك اسم اله سلتي يتضرع له بطل القصص المصورة
الشهير "استيريكس" ورفاقه خشية ان تهوى السماء على رؤوسهم. |