لموضوع الدور الإيجابي المرسوم أن تتبناه مراكز العلوم أكثر من
مداخلة ممكنة أن تثار فالموضوع ذاته يتعلق بمستقبل النوع الحياتي وكيف
يمكن تخيل صوره بحالتي السلب أيضاً فوجود الإنسان على الأرض دون إحرازه
أي تقدم يذكر بجانبي الروح وإعادة معناه وقف الحياة على وتيرة واحدة
مملة حتى لو تم تعضيد كل العلوم والتكنولوجية السائدة على نمطها
المتداول الآن.
لأسماء مراكز البحث العلمي أكثر من صدى ينعكس في النفوس ولعل ما
يعقد عليه الأمل بهذا الشأن أن غايات المخترعات العلمية والتكنولوجية
لو تخطت واقعها السياسي المحرك لها أحياناً فإن هذا سيعني أن الأنشطة
الخاصة بالمخترعات التي تضر بمصالح الإنسان الحقيقية على الأرض ستجمد
وبالتالي سيمكن أن يكون هناك دور علمي إنساني يتعاون فيه العلماء من
أجل عدم إلحاق الضرر ببني البشر إينما كانوا.
إن تطور عملية البحوث العلمية تسير الآن على خطين متناقضين في
الغاية أحدهما في خدمة فعلية للإنسان وآخر لا يهمه أن يكون الإنسان
ضحية أقدار البحث العلمي السلبي كما في تطوير صناعة الأسلحة ولعل
الاستنارة برأي العارفين من المربين الإيجابيين ما يمكن الاعتماد عليه
بأكثر قطاعات التنمية شيوعاً والتصاقاً بالحياة. وحلقة الإنتاجية
النزيهة التي تقدم ما يفيد البشرية ويقدمها حضارياً ممكن لمسها بكثير
من المكتشفات والمخترعات الحديثة وأن أي مجتمع يطمح لتحقيق حياة أفضل
لأجياله القادمة ينبغي أن يكون له رأي معلن مما يجري حوله من نشاط علمي
وتكنولوجي وأن لا يقبل ما يقدم له من المخترعات (وكيفما اتفق).
فالحضارة الراهنة بظاهرة تفاعلاتها مع قطاعات عديدة مثل الإعلاميات
والصناعة وغيرها لكل منها آلياتها.. الخاصة لكن أحداً حسبما يبدو لم
يصل إلى اعتماد استراتيجية اجتماعية عامة في كل بلد بحيث ترفض أو توافق
على مخترع علمي أو تكنولوجي كي تعمل به أم لا فلعل في ظاهرة التساهل
لاستقبال أي شيء جديد قادم من البلدان المصدرة لما يسمى بالمخترعات
الجديدة قد يكون فيه من الأضرار على المجتمع المتلقي أكثر من الفائدة
الممكن جنيها...
ففي الأرتفاع بمستوى الإنجاز العلمية – التكنيكية وكذلك العلوم
الإنسانية ما يمكن أن يوفر إنقاذاً بنسبة ملموسة من المخاطر اللامنظور
التي تأتي بها العلوم عبر موادها وأجهزتها فمثلاً أن هاتف (الموبايل)
الذي شاع استعماله في العالم أجمع وخصوصاً في البلدان النامية فيه ضرر
على صحة مقتنيه نظراً لما يفرزه من ذبذبات إلكترونية ممكن أن تصيب
الإنسان بأمراض في القلب وتوقفه عن الحركة وهذا ما كان يقتضي من الدول
والحكومات المستوردة للموبايل أن لا تستورد أي نوع من هذا الجهاز ومن
أي دولة كانت قبل أن توضع حلول عملية بحيث يتم التأكد أن الأجهزة
المستوردة من الموبايل هي من النوع الذي تتلافى فيها التأثيرات
الجانبية التي تلحق الضرر بالصحة العامة وهذا مثال واحد من عدد كبير من
الأمثلة التي لا يسع المجال لتعدادها. إذ يلاحظ بأسف بالغ أن أكثر
مقتنوا (الموبايل) هم ممن يحاولوا أن يصبحوا من ضمن النخبة الاجتماعية
في بلدانهم وأن ينظر لهم كونهم (أشخاص متميزون).
والحقيقة الممكن قولها أخيراً هو أن مراكز العلوم ممكن أن تفعل ولو
ببذل جهود علمية أكثر لتقديم حاجات مفيدة للبشر ولا تهدد حياتهم. |