ينظم مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية يوم 26 سبتمبر/أيلول أول
مؤتمر دولي عن المخطوطات الألفية العربية بحضور عشرات الباحثين
والمتخصصين في هذا المجال من العرب والأجانب.
وقال مدير المركز يوسف زيدان إن المؤتمر "سيعمل على التأكيد على
مصطلح المخطوطات الألفية الذي يستخدم للمرة الأولى كون أن هناك 280
مخطوطة عربية تجاوز عمرها الألف عام هجري".
والمخطوطات موزعة بين مجموعة من البلاد العربية والإسلامية
والأجنبية حيث تمتلك تركيا النصيب الأكبر منها (65 مخطوطة) تليها مصر
(41) ثم سوريا (30) وهو العدد نفسه الذي تملكه بريطانيا. وتمتلك بقية
المخطوطات كل من المغرب (26) وإيران (16) وفرنسا (14).
وتتضمن المخطوطات التي تملكها فرنسا مجموعة تضم خمسين رسالة في
الرياضيات والفلك.
ويملك العراق 10 مخطوطات لا يعلم أحد الآن مصيرها وإسبانيا (9) ثم
ألمانيا (7) وتحوز كل من السعودية والسويد على 6 مخطوطات لكل منها
وتونس (5) وهولندا (4). ولدى كل من روسيا والولايات المتحدة والهند
مخطوطتان, وهناك مخطوطة ألفية واحدة في كل من لبنان وإيطاليا وبلغاريا
وأوزبكستان واليمن.
وكانت مصر تمتلك أقدم مخطوطة بينها وهي "الرسالة" للإمام الشافعي تم
نسخها عام 204 هجري (819 ميلادي) إلا أنها "سرقت من دار الكتب المصرية
قبل عامين" كما يؤكد زيدان في بحث له سيقدم خلال المؤتمر الذي يستغرق
ثلاثة أيام.
ويشارك في المؤتمر مختصون من مصر ولبنان وتركيا وسوريا والمغرب
وفرنسا وبريطانيا والكويت والأردن والسعودية والسويد.
وبدأت مصر في الفترة الأخيرة بمشروع طموح تقوم به مكتبة الإسكندرية
لاقتناء المخطوطات العربية القديمة، حيث تمتلك المكتبة الآن أربع
مخطوطات ألفية من أصل ستة آلاف تحتويها رفوف المكتبة ومتحف المخطوطات
بها.
ولدى المكتبة كذلك 34 ألف مخطوطة مصورة على ميكروفيلم يتم تحويلها
إلى صور رقمية حصلت عليها من كبريات المكتبات العالمية مثل المكتبة
البريطانية التي قدمت صور 14 ألف مخطوطة ثم مكتبة دير الإسكوريال
بإسبانيا (ثلاثة آلاف) وغيرها من الدول الأوروبية. وتسعى المكتبة الآن
لاستكمال العدد إلى مائة ألف مخطوطة.
وفي وقت سابق أعلن مدير مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية يوسف
زيدان أن فريق عمل مصريا متخصصا في المخطوطات العربية قام بإجراء دراسة
عن المخطوطات العربية لدى السويد مع وضع نسخة رقمية لمخطوطاتها النادرة.
وقال زيدان إن السويد تمتلك 3000 مخطوطة عربية محفوظة في المكتبة
الملكية السويدية ومكتبة جامعة أوبسالا, مشيرا إلى أن الفريق قام
بمراجعة الفهارس السابقة لهذه المجموعات، وحسب اتفاق بين المكتبة
والسويد فقد اختار الفريق بعض المجموعات النادرة من بين هذه المخطوطات
لاستنساخها رقميا لصالح المكتبة.
ويتبنى مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية مشروعا كبيرا لوضع نسخة
رقمية لكل المخطوطات العربية التي يمكن أن يصل إليها عالميا.
وقال زيدان "أنجزنا خلال الفترة القصيرة الماضية بدايات موفقة في
هذا المشروع حيث أصدرنا صورا رقمية على أسطوانات مضغوطة للمجموعات
النادرة من مخطوطات بلدية الإسكندرية والمعهد الديني في سموحة ومسجد
أبي العباس المرسي".
وتخطط مكتبة الإسكندرية لأن يغطي مشروع النسخة الرقمية للمخطوطات
العربية غالبية المكتبات العربية كذلك المعاهد والمكتبات الأوروبية
التي تمتلك آلاف النسخ من المخطوطات. |