وصف وزير الخارجية الإيراني حميد رضا آصفي المحادثات الأوروبية
الإيرانية بأنها حساسة للغاية، وخاصة فيما يتعلق بمواقفهم ونعلم أن
الأوروبيون يتعرضون لضغط أمريكي أيضاً وأضاف آصفي تعليق التخصيب لا
يزال مستمراً لكن مسالة إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي مسألة منفصلة
ولا بد أن يجري التمييز بين الأمرين، وأوضح المسؤول الإيراني أن كبير
مسؤولي المحادثات النووية الإيرانية حسن روحاني سيقوم بزيارة إلى
هولندا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مضيفاً أن
الدكتور روحاني سيتحدث عن قرارنا في مواصلة التعاون مع الأوروبيين لكنه
سيؤكد أيضاً حقنا في امتلاك هذه التقنية السلمية وكان آصفي قد دعا إلى
التصدي للاتهامات الأمريكية لإيران والتعامل بحذر مع ملفها النووي فيما
تجري مناقشات حساسة بين الطرفين حول استئناف التعاون لتطبيق اتفاقات
وقف تخصيب اليورانيوم وبناء آلات الطرد المركزي، وتأتي الدعوة في أعقاب
توجيه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي انتقادات حادة لطهران الأسبوع
الماضي بعدما بحثوا ما إذا كان يجب عليهم توبيخها أمام مجلس الأمن
الدولي لفشلها في الوفاء بالتزاماتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية،
وعن التهديد الإسرائيلي بضرب المنشأة النووية الإيرانية.
وصف المتحدث الإيراني بضرب منشأة إيران النووية بالمزحة الغبية
ومجرد حرد نفسية وقال يدرك الإسرائيليون جيداً إمكاناتهم وإمكانات
إيران، كما يعرفون أن القيام بهذا الهجوم سيترجم برد فوري وأكيد للكيان
الصهيوني، وأمام الشكوك المستمرة في الطبيعة المدنية للبرنامج الإيراني
النووي وإصرار إيران على المضي فيه، بدت احتمالات توجيه ضربة وقائية
كبيرة إلى إيران على غرار تلك التي شنتها طائرات حربية في 7 حزيران
1981 على مفاعل تموز العراقي وتريد واشنطن إحالة الملف الإيراني إلى
مجلس الأمن الدولي لعدم وفائها بالتزاماتها تجاه وكالة الطاقة فيما
تنفي طهران الاتهامات الأمريكية لها بأن برنامجها النووي واجهة تخفي
وراءها سعيها لإنتاج أسلحة نووية، وتقول أنها تحاول الوفاء باحتياجاتها
المحلية المتزايدة من الكهرباء، ويذكر أن طهران قد اتفقت مع بريطانيا
وفرنسا وألمانيا العام الماضي على تعليق أنشطتها المرتبطة بتخصيب
اليورانيوم، وحالياً تعكف الدول الأوروبية الثلاث الكبرى على صياغة
مشروع قرار حول إيران لعرضه على مجلس أمناء الوكالة الطاقة الذرية في
13 أيلول الجاري، إلى أن التساؤل المهم عن ازداوجية المواقف والمعايير
الدولية اتجاه بعض الدول واستثناء دولة الكيان الصهيوني من كل القرارات
الدولية التي تتعلق بالأسلحة التدميرية وخاصة منها النووية، وباعتراف
قادة الكيان عن امتلاك هذا السلاح الخطير الذي يهدد شعوب الشرق الاوسط
والعالم، ومع ذلك فدولة الكيان تحظى بتفهم أوروبي؟!! ودعم أمريكي؟!!
وما يثير العجب أن يتحول هذا الكيان الفاشي بنظر البعض إلى شرطي في
المنطقة يطلق تهديداته هنا وهناك، ولا يعترف لا بالأمم المتحدة ولا
بالشرعية الدولية معتبراً أن مجلس الدفاع الإسرائيلي أجدر بمعرفة مصير
البشرية والعالم؟!! وما على العالم سوى السير بخطى هذا الكيان الهمجي
البربري. |