قالت مجموعة من العلماء البريطانيين إن طب الأعشاب يجب أن يخضع لنظم
دقيقة تحدد مجال استخدامه. وأشاروا إلى أن ما هو طبيعي قد لا يكون
بالضرورة مفيدا.
وقال البروفيسور بيتر هوتن من الكلية الملكية بلندن "يجب أن يطلع
المرضى الذين يلجؤون إلى استخدام الأدوية المصنوعة من الأعشاب إلى
مكونات ما هم بصدد استعماله وأن يضمن لهم أن تلك الأدوية لم تزيف بصورة
إرادية أو عن طريق الخطأ".
وأضاف "لا يمكن وصف شيء في هذه الحياة بأنه آمن كليا. والقول بأن
الشيء إذا كان طبيعيا فهو بالضرورة آمن لا يعدو كونه أسطورة لا أساس
لها".
وحذر هوتن من التفاعلات السلبية التي قد تحدث إثر استخدام أدوية
صناعية مع أعشاب معينة. وأوضح أن ربع البريطانيين يستخدمون الأدوية
المصنوعة من الأعشاب مرة واحدة على الأقل سنويا.
لكن الدكتورة أليزابيث وليامسن المتخصصة في الأعشاب الصينية ترى أن
أغلب تلك الأعشاب تؤتي نتائج جيدة لكن الطريقة التي يتم بها جمعها من
البراري تجعل من الصعب التحكم في جودتها.
وتضيف "إن الأدوية المصنوعة من الأعشاب يجب أن تخضع لقوانين تضمن
جودتها. لكن أي قوانين مستقبلية في هذا الشأن يجب أن تكون واقعية".
من جانب اخر أعلن فريق بحث من جامعة هونغ
كونغ عن نجاحه في وقف نمو سرطان المعدة باستخدام توليفة من الأعشاب
الطبية والخمائر.
استخدم فريق البحث الذي نشرت دراسته في العدد الأخير من المجلة
الدولية للعلوم الطبية مجموعة من الأعشاب والخمائر المنخفضة السمية
وتعرف مجتمعة بـCKBM، وتتكون من عشبة شيساندرا تشاينيسيس وعشبة جنسينغ
وعشبة هوثورن وعشبة جوجوبي وفول الصويا وخميرة الخبز.
ودرس الباحثون تأثير CKBM على نمو سرطان المعدة في الفئران عارية
الجلد باستخدام نموذج التطعيم الجراحي في الإنسان بأنسجة دخيلة. فقد تم
زرع أنسجة سرطان معدة (1.5 مليمتر مكعب) تحت الجلد في منطقة الظهر
اليمنى للفئران.
وبعد زرع الأنسجة بعشرة أيام تم تقسيم الفئران عشوائيا إلى مجموعتين
للعلاج وأطعموا بجرعات مختلفة من CKBM عبر المعدة يوميا، ولمدة 14 و28
يوما على الترتيب، بالإضافة إلى مجموعة مقارنة لم تتلق علاج CKBM.
وبينت النتائج أن CKBM قد منع بشكل ملموس نمو الورم (السرطان)
المعدي في الفئران. كما ظهر أن كفاءة العلاج متوقفة على حجم الجرعة في
فترة علاج 28 يوما، وأظهر CKBM فاعلية في وقف نمو الورم بعد 21 يوما من
بدء العلاج. وتراوحت الجرعات المؤثرة بين 0.4 و0.8 مليلتر لكل فأر مما
أدّى إلى إنقاص عدد الخلايا المصابة في أنسجة الورم وزيادة عدد الخلايا
التي تموت بشكل طبيعي مبرمج.
وأظهر العلاج بالأعشاب قدرة على تحسين الاستجابة المناعية من خلال
تحفيز إنتاج وسائط السيتوكاين، وهو بروتين موصل للرسائل فيما بين خلايا
الجهاز المناعي أو بينها وبين باقي الجسم.
ولم يترك علاج CKBM أي آثار على الأوعية الدموية، عندما كان يوقف
نمو الورم في مجموعتي العلاج، رغم أنها تزايدت مع الوقت بتزايد الورم
في مجموعة فئران المقارنة التي لم تعالج بـ CKBM.
ويتضح من النتائج أن CKBM قد كبح نمو السرطان المعدي، وذلك بخفض
انتشار الخلايا السرطانية، وتعزيز الطريقة الطبيعية المبرمجة لموت
الخلايا Apoptosis. تفتح الدراسة آفاقا مستقبلية لاستخدام CKBM كعلاج
ممكن لسرطان البشر.
وثمة حاجة لتجريب العلاج إكلينيكيا على البشر لدراسة الجوانب
المتعلقة بفعل العلاج في الجسم من امتصاص وتحويل وتوزيع ومدة التأثير،
ودوره العلاجي في الشفاء من السرطان. |