(قَدْ
جَاءَكُمْ مِنْ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ
مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ). سورة المائدة
15 – 16
نقرأ في (المقدمة) هذه السطور:
الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم، عبارة عن خلاصة لأفكار الإمام
الشيرازي (قدس سره) حول الوضع العام في العراق الجريح.. العراق المنكوب
بحضارته وسياسته وشعبه على أيدي موظفي الاستعمار الانكلو أمريكي
الصهيوني، الذين عاثوا في العراق.. عراق العتبات المقدسة.. فساداً
وتنكيلاً واضطهاداً و تشريداً وربطوا مصير هذا البلد الأقدس وسياسته
واقتصاده ومستقبل شعبه بالاستعمار حتى يشبعوا غرائزهم السلطوية،
ويستقلوا بالاستبداد والدكتاتورية، فاسميته: (عراق المستقبل في روى
الإمام الشيرازي قدس سره).
إن هذا الكتاب يتحدث عن المآسي التي يعيشها العراق شعباً وتاريخاً
ومستقبلاً.. وهذه المآسي أرقت جفون المخلصين وأسالت دموع الغيارى من
أبنائه.
ومن خلال هذه الرؤى نتطرق إلى أهم المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها
الحل في العراق، ونتحدث حول الأكثرية الشيعية في العراق وكيف حاول
الاستعمار أن يلغي دور الأكثرية بدعمه للأقلية وتمكينها من إدارة دفة
الأمور في العراق واضطهاد للأكثرية والى جميع الطوائف فإذا كانت
المشكلة العراقية تتلخص في الظلم الفاضح فإنه ليس هناك ظلم أشد من
إزهاق حقوق الأكثرية المتمثلة بالطائفة الشيعية.
ونظراً للمسؤولية الخطيرة الملقاة على عاتق كل فرد من أبناء هذا
الشعب وخصوصاً الشريحة المثقفة وأصحاب القلم النزيه في نشر المفاهيم
وتوعية الشعب وكشف الحقائق له حتى يتمكن من مواجهة مشاكله كي يستطيع أن
يصنع واقعه بيده لا بيد غيره.
لقد أراد الاستعمار أن يحطم كل ما بنته أيدي العراقيين من حضارة...
إذ كان العراق عاصمة للحضارة الإسلامية وإشعاعاً للعلم والمعرفة.
ومع ولادة قرن جديد يجب أن يعيد المستعمرون حساباتهم في العراق،
وعليهم أن يدركوا أن العراق ليس لقمة سائغة سيتناولونها متى شاؤوا، وأن
أبنائه ليسوا شاحنة يركبونها متى أرادوا.
ونقرأ في محور (الحضارة الإنسانية) هذه النصوص:
قال الله تعالى: (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف
تعملون).
خلق الله الإنسان من التراب، وقد أودع فيه كمالات تؤهله لكي يبني
حضارة إنسانية تحتضن جميع أفراد البشر... وبناء مجتمع تنتشر العدالة في
ربوعه، ويعيش ذلك الإنسان كما أراد الله تعالى.
إلا ان الإنسان وبما تنطوي عليه نفسه من طموح وهوى لا لهما، أخذ
يسير بعكس ما أريد له، فأخذ يتفنن في الظلم وفي سحق كرامة الآخرين.
كما نقرأ من محور (ظهور التشيع في العراق) هذه التوثيقات التاريخية:
إن زمن التشيع في العراق يعود إلى ما قبل الخلافة.. للإمام أمير
المؤمنين (عليه السلام) بسنوات عديدة، أي في زمن عمر بن الخطاب، فقد
انتشر التشيع بصورة واضحة في هذه الفترة، وذلك عندما رجعت جيوش
المسلمين إلى بلدانها، سكن الكثير من هذه الجيوش في الكوفة والبصرة بعد
رحيل الفرس عنها..
ولكن كان الأمر الأهم والأمر الأساسي في انتشار التشيع في زمن خلافة
الإمام عليه السلام عند إرجاع حقه المغصوب وتوليه عليه السلام أمور
المسلمين حين أتخذ الكوفة عاصمة له، وهذا ساعد كثيراً على انتشار
التشيع في الكوفة، وفي العراق من بعد..
وكذلك نقرأ من محور (الإصلاح الاجتماعي) هذه الخلاصة:
ومن الأعمال الإيجابية التي يجب أن تقوم بها الدولة أو الحكومة
المستقبلية هو تعديل مواطن الانحراف وتوجيه الانحرافات الاجتماعية نحو
الأعمال السليمة والشريفة عبر إيجاد الأجواء الصالحة لذلك...
الكتاب:
عراق المستقبل في رؤى الإمام الشيرازي (قدس سره)
المؤلف:
عبد الرسول الموسوي
المواصفات:
الطبعة الأولى 1425هـ - 2004م
(119) صفحة من القطع المتوسط
الناشر:
رابطة علماء الدين في العراق |