لا توجد دولة في العالم المتحضر تسمح بقيام حركة أو حزب أو عصابة
بتسليح ميليشياتها بحجة تأسيس جيش لها خارج عن جيش الدولة و رجال
شرطتها و أمنها كما حصل ذلك في العراق ، عندما أعلن السيد مقتدى الصدر
في شهر تموز عام 2003 تأسيس جيش المهدي . و الإمام المهدي عليه السلام
بريئ منه . لأن مثل هذا التصرف مرفوض من قبل الشعب و الدولة على حد
سواء . ومن الغباء أن يقحم المرء نفسه في مثل هذه الحالة مع علمه مسبقا
أن قوات التحرير و التحالف و الإحتلال كانت مسؤولة عن حفظ الأمن داخل
العراق و مخولة من قبل هيئة الأمم المتحدة بكافة الصلاحيات . فهذه
القوات المحتلة لم ولن تسمح على الإطلاق من قيام حزب أو حركة أو عصابة
بتسليح مؤيديها ، معنى ذلك تأسيس جيش و تشكيل دولة داخل دولة .
و قد نبهنا السيد مقتدى الصدر في تموز و آب عام 2004 و حذرناه من
قيام قوات الإحتلال بسحق و قتل أبنائنا و إخواننا من محبي السيدين
الشهيدين محمد صادق الصدر و محمد باقر الصدر رضوان الله عليهما .
و حصل للأسف الشديد ما توقعناه في يومي 29 /تموز و 4 آب عام 2004 من
قتل مئات المئات من شبابنا و تدمير مدينتي كربلاء المقدسة و النجف
الأشرف و تدمير المخيم في كربلاء و إصابة حرم و صحن الإمام علي عليه
السلام بالإضافة إلى قطع أرزاق أهالي العتبات المقدسة و منع زيارة
الملايين من المسلمين إلى العتبات المقدسة أو بمعنى آخر حطم السيد
مقتدى السياحة الدينية التي كانت تنعش المواطنين العراقيين و تدر عليهم
آلاف الدولارات و الأرزاق .
نوجه الأسئلة التالية إلى السيد مقتدى الصدر نرجو الإجابة عنها :
1 – لماذا أسستم جيش المهدي في حين أن أكثر من ثلثي مجلس الحكم
الإنتقالي كانوا شخصيات معروفة من خيرة العوائل الشيعية ؟
2 – لماذا هذا الإستهتار بقانون إدارة الدولة العراقية الإنتقالي و
برجال و وزراء الدولة العراقية الحالية ؟
3 – من خولكم تشكيل محكمة لقتل المواطنين العراقيين ؟
4 – لماذا لم تشكلوا جيش المهدي في عهد الطاغية صدام قاتل أبيكم ؟
5 – فإذا كنتم تحبون العراق و العراقيين ، فلماذا قمتم بتفجير إحدى
آبار النفط العراقية و هددتم بتفجير جميعها ؟ هل هذه وطنيتكم و محبتكم
للعراق ؟
6 – لماذا لم تسلموا أسلحتكم و تنقذوا شبابنا من طاحونة الموت و
الهلاك ؟
7 – فإذا كان لديكم حبا للعراق و العراقيين لحرصتم على سلامة
العراقيين و حاربتم الإرهابيين الذين قاموا بتفجير سيارات مفخخة في
معظم المدن العراقية و منها النجف الأشرف .
8 – طلب منكم سماحة المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي
السيستاني و علماء الحوزة العلمية بتجنيب العتبات المقدسة من الدمار ،
لكنكم فعلتم العكس ، حيث اختفيتم في حضرة الإمام علي عليه السلام مع
أسلحتكم ، لكي ترد قوات الإحتلال على مصادر قاذفاتكم .
9 – من سمح لكم تأسيس مكتبكم في مخيم كربلاء ، ومنه أطلقتم قاذفات
الآر بي جي على قوات الإحتلال فردت عليكم و دمر المخيم ، و قتل المئات
من شبابنا في محلة السعدية و المخيم و أطراف كربلاء .
10 – صرحتم أمام إحدى الفضائيات العربية بأنكم ستدافعون عن النجف
الأشرف إلى آخر قطرة من دمكم .
لكنكم تركتم أبناء الخايبة يقتلون بالمئات مضرجين بدمائهم الطاهرة
في الوقت الذي اختفيتم أنتم في حضرة سيدنا الإمام أمير المؤمنين علي
عليه السلام .
فلو كانت لديكم شجاعة لحملتم السلاح و حاربتم مع أنصاركم ، و نفس
الشئ فعل طاغية العراق المجرم صدام عندما كان يزور القطعات العراقية
على جبهات القتال ضد الجارة الإسلامية العزيزة إيران ، كان يختفي في
الملاجئ .
11 – لماذا قتلتم و تقتلون إخواننا من رجال الشرطة العراقية الوطنية
الذين يحافظون على أمنكم و أمن أهالي النجف الكرام ؟
يؤسفني أن أقول لكم و بنص العبارة أنكم مسؤولون أولا أمام القضاء
العراقي و ثانيا أمام الله لسفك دماء الأبرياء و تدمير منازل أهالي
النجف و كربلاء و قتل المئات بل الآلاف من أبنائنا المؤمنين .
لقد أسأتم إلى عائلتكم الكريمة بهذه التصرفات و مزقتم وحدة علماء
الشيعة الميامين .
ولا زلتم تصرون على عدم تسليم أسلحتكم للسلطة العراقية ، على الرغم
من أن معالي رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي وعدكم بالخير و تعهد أمام
الملايين بعدم ملاحقتكم و ملاحقة أتباعكم . وهذه فرصة ثمينة لصالحكم .
ليس لديكم أي خيار آخر ، فلابد أن يسود القانون و تسود العدالة .
ماربورغ في 20 / 8 / 2004
adnan_al_toma@hotmail.com |