نقرأ
مع متن الـ(مقدمة) هذه الإضاءات:
كان إرسال الأيدي معمولاً به في سائر أنحاء المغرب وغيره من البلدان
المجاورة طيلة قرون من الزمن حتى العقود المتأخرة ولم تكن ظاهرة القبض
في الصلاة قد انتشرت بشكل واسع كما هو عليه الحال الآن، ومع بداية
الثمانينات أو قبلها انتشرت حمى الجدل بين المصلين الذين يقبضون أيديهم
خاصة منهم الشباب. فكان القبض في الصلاة مظهراً من مظاهر التجديد
والالتحاق بجيل الصحوة الإسلامية والعودة إلى السنة الصحيحة.
وعندما كان الذين يُصلّون بالإرسال يحتجون بما جاء في المذهب
المالكي الذي يقرر الإرسال. كان القائلون بالقبض يردون عليهم بأن
الإمام مالك كان يصلي بالقبض ولكنه حين جُلد لم يعد قادراً على وضع
إحدى يديه على الأخرى فأرسلهما، وهذه فرية لا أصل لها في أي مصدر فقهي
أو تاريخي إلا خيالات المستخفين بعقول الناس لإقناعهم بأي وجه كان
ولكنه كلام انتشر وسرى مفعوله في الناس بما صاحبه من نشر الأحاديث
الضعيفة في القبض، على ما سنبينه...
ونقرأ مع محتوى (الفصل الأول – ما يدل في السنة على أن الإرسال هو
الأصل) وفي الفقرة (1- حديث أبي حميد الساعدي (رض):
روى أبو داود في سننه: حدثنا أحمد بن حنبل.. وحدثنا مسدد.. قال
أخبرنا عبد الحميد يعني ابن جعفر.. قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة
من أصحاب رسول الله (منهم أبو قتادة خال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة
رسول الله... قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قام
إلى الصلاة.. مُعتدل.. قالوا صدقت هكذا كان يصلي (صلى الله عليه وآله
وسلم).
كما نقرأ مع مضمون (الفصل الثاني – القول بالإرسال عند التابعين ومن
بعدهم) ما يلي:
بعد أن طالعنا الآثار الصحيحة التي تدل على أن الأصل في هيئة الصلاة
هو الإرسال نورد في هذا الفصل.. أسماء جماعة من أشهر التابعين ممن
كانوا يرسلون أيديهم في الصلاة ومنهم من كان يرى الوجهين وهم:
(الترتيب حسب تاريخ الوفاة)
1- عبد الله بن الزبير...
2- سعيد بن المسيب...
3- سعيد بن جبير...
4- إبراهيم النخعي...
5- مجاهد...
6- ابن سيرين...
7- الحسن البصري...
8- عطاء بن أبي رباح...
9- الليث بن سعد...
10- مالك بن أنس...
11- ابن جريج...
12- الأوزاعي...
ونقرأ أيضاً في (الفصل الثالث – أحاديث القبض في الصلاة) هذه الشروح:
جاء في سنيّة القبض في الصلاة وأمر النبي بذلك ثمانية أحاديث رُوي
بسندين يمكن باجتماعهما القول بصحته على ما يأتي تفصيله... مع بيان
السبب الذي لأجله قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يديه في
الصلاة.
وأما الأحاديث الأخرى فهي كالآتي مع بيان العلة في كل واحد منها:
الحديث الأول:
حديث: (إنا معشر الأنبياء) والذي ذُكر فيه القبض في الصلاة، وهو
أشهر الأحاديث في القبض، رُوي عن أربعة من الصحابة هم عبد الله بن عباس
وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وعائشة (ر) وقد وجدنا له ثمان روايات
بأسانيد مختلفة كلها ضعيفة لا يعتمد عليها..
وكذا نقرأ في (الفصل الرابع – ما هو أصل قبض اليدين في الصلاة؟) هذا
الإيضاح:
رأينا أن سائر الأحاديث التي تنص على القبض لا صحة لها، وأن ما صح
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هيئة الصلاة هو إرسال
اليدين..
الكتاب:
سلسلة صلوا كما رأيتموني أصلي نحو تحقيق شامل.. في.. الصلاة
المؤلف:
بدر الدين بن الطيبّ كسوية
التفاصيل:
طبعة خاصة
(57) صفحة من القطع الصغير |