نشرت التوصيات التي خرجت بها لجنة التحقيق المستقلة في هجمات 11
أيلول والمتوقع أن يتحرك الرئيس جورج بوش في خلال أيام لتبني هذه
التوصيات، ومن أهم التوصيات إنشاء منصب مدير الاستخبارات للإشراف على
جميع الأجهزة الاستخباراتية وإنشاء مركز وطني لمكافحة الإرهاب، ويدرس
الكونغرس أياً من الاقتراحات الأربعين التي عرضتها اللجنة يمكن أن تنفذ
بأمر تنفيذي، وأياً منها تتطلب موافقة من الكونغرس وأياً منها يمكن أن
تعزز الأمن القومي، وكان بوش قد أمر رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض
اندروكارد بمراجعة الاقتراحات، وستبدأ هذه المرحلة بوصول مستشارة الأمن
القومي كوندليزا رايس إلى مزرعة بوش في كراوفورد وقال مسؤول رفيع
المستوى في الإدارة الأمريكية ستتحرك قدماً بأسرع ما يمكن وأضاف بعض
الاقتراحات ستنفذ خلال أيام، وبعضها الآخر سيأخذ المزيد من الوقت، ومن
جهته قال رئيس اللجنة توماس كين ثمة خطة طوارئ وهؤلاء الإرهابيون
يريدون مهاجتمتنا مجدداً في أقرب فرصة ممكنة، وعليه يتعين على الكونغرس
أن يتحرك الآن وليس العام المقبل وأوضح كين أن جميع الخبراء الأمنيين
يفقتدون أن القاعدة مصممة على شن هجوم كيميائي وبيولوجي ونووي على
الولايات المتحدة الأمريكية، ومن جانبه قال نائب رئيس اللجنة لي
هاملتون كل يوم يمر هو يوم خطر ما لم نجر تغييرات وأضاف من الواضح أن
هؤلاء يريدون قتلنا، وشدد هاملتون على أن اللجنة تجنبت النقاش حول غزو
العراق لأن الكونغرس لم يطلب منها ذلك ولأنها ما كانت لتتفق على تقرير
لو حصل ذلك، ذلك أنها تتألف من أعضاء جمهوريين وديمقراطيين وأضاف لو
تطرقنا إلى الحرب على العراق، لكان الأمر حاسماً للغاية، وما كنا لنكون
قادرين على الاتفاق على السجل الحقيقي وتابع على المرء أن يتخذ قرارات
براغماتية واعتقد أننا توم كين وأنا أتخذنا تلك القرارات، وكان أحدها
التركيز بشكل مطلق على 11 أيلول، وعلى الأدوات التي استتبعته إلى ذلك
كتبت مسؤول مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض ريتشارد كلارك في
مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز من بين الحقائق الواضحة الموثقة ولكن
لم تذكر حقيقة أن إدارة بوش لم تفعل الكثير بشأن الإرهاب وأن تلك
الإدارة بغزوها العراق جعلت بلادنا أقل أمناً وأضاف كلارك أن اثنتين من
توصيات اللجنة وهي إنشاء منصب مدير الاستخبارات للإشراف على جميع أجهزة
الاستخبارات وإنشاء مركز وطني لمكافحة الإرهاب، وهي أفكار جيدة مشيراً
إلى أنها لن تحقق سوى تحسين هامشي لقدراتنا على القضاء على تنظيم
القاعدة الجديدة والمتشعب، وأضاف لسنا بحاجة فقط إلى شخص أكثر قوة
ليرأس جهاز الاستخبارات بل أننا بحاجة كذلك إلى أشخاص يتمتعون بالقدرة
في كافة الأجهزة وخاصة مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة الاستخبارات
المركزية واعتبر أن الطريقة الوحيدة لضخ دماء جديدة في تلك الأجهزة هي
إعادة النظر في طرق التعيين والترقية لاجتذاب أشخاص لا يعانون من
اخفاقات في التصور تحدث عنها التقرير.
وركز كلارك على أهمية كسب العقول والقلوب في العالم الإسلامي وقال
يجب أن تقدم للعالم الإسلامي قيماً أكثر جاذبية من قيم المجاهدين وهذا
يعني دعم التنمية الاقتصادية والانفتاح السياسي في البلدان المسلمة
وكذلك بذل جهود لإحلال الاستقرار في أماكن مثل باكستان والسعودية وشدد
كلارك على أن استئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية أمر مهم
وقال لسوء الحظ فأنه بسبب مكانة أميركا المتدنية في العالم الإسلامي
فإننا الآن في وضع سيء فيما يتعلق بمعركة الأفكار وأن ذلك يعود بشكل
اساسي إلى غزو العراق غير الضروري والذي أدى بنتائج عكسية وأكد أن
اللجنة فشلت في تأكيد الأمر الواضح أننا أقل قدرة على هزيمة الجهاديين
بسبب الحرب على العراق، والملفت للانتباه غزيزي المتابع لمواقف
المسؤولين الأمريكيين، موضوعيتهم وقراءتهم لأوضاع منطقة الشرق الأوسط
بعد خروجهم من دائرة القرار، في مؤشر هام نعتقد أن ثمة مؤشرات وضغوطات
حاصلة تمنعهم من ذلك. |