(من
أجمل أوصاف الحور العين في القرآن الكريم هو وصفهن بالستر والحجاب،
فتعبر لنا الآيات الشريفة هذا الوصف الجميل للحور العين بالقول (حور
مقصورات في الخيام) أي غير مبتذلات بل محجوبات في الخيام فلا نصيب لأحد
فيهن غير أزواجهن المؤمنين في الجنان..).
نقرأ في عنوان الفصل الأول (المرأة والسفور.. المرأة سلعة للبيع
والشراء) هذه السطور:
لا تزال المرأة اليوم تستفاد كسلعة للبيع والشراء من قبل العديد من
المستغلين والشركات التجارية وبدأت هذه المأساة بالتفاقم بعد انتهاء
الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث زجت المرأة في أتون المصانع
من أجل تحريك ماكينة الإنتاج وبأجور متواضعة، بعد أن حصدت هذه الحروب
الملايين من الرجال، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عجلة استغلال المرأة في
العمل وطردها من بيتها، ولم يتوقف جشع أصحاب المال في زيادة أرصدتهم
البنكية عند تشغيل النساء في المصانع، فبدأوا باستغلال المرأة في ترويج
بضائعهم تحت بريق الأنوثة والاستقلالية الاقتصادية، فاستخدموا المرأة
في شتى الصور والأوضاع المثيرة في إعلاناتهم وطبع صورها على بضائعهم،
واستعرت حمى عرض مفاتن المرأة في الإعلانات بشكل يثير الاستغراب
والاشمئزاز، وخصوصاً بعد أن زجت المرأة في الدعاية لصالح لا ربط
للأنوثة بها، في إطارات السيارات ومكائن حلاقة الرجال وأدوات تصليح
الجرارات وغيرها!
ونقرأ في عنوان الفصل الثاني (المرأة والحجاب) هذه النصوص:
الحجاب إضافة لكونه واجباً إلهياً فهو أمر تعارفت عليه الأمم من قبل،
ولا يعتبر أمراً خاصاً بالإسلام، كما يعتقد البعض، وأن الحجاب واجب على
المرأة المسلمة فقط، بل هو واجب على كل امرأة سواء كانت مسلمة أم لا،
وهذا ما تعارفت عليه الأديان السماوية السابقة.
ومما نقرأ في عنوان الفصل الثالث (النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وأهل البيت عليهم السلام القدوة الصالحة) هذه الكلمات:
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) هم
القدوة والمثل الأعلى في بيان أحكام الشرع وتوجيه المسلمين لها، والنبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) شددوا في إعطاء
المرأة حقوقها كمخلوق له كرامة مثله مثل الرجل، وللحفاظ على المرأة
أعطى الإسلام لها حقوقها في المجتمع وأمرها بأوامر النبي منها الحجاب،
والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) بينوا
موقعهم من الحجاب ليكونوا قدوة للرجال والنساء في الالتزام بهذا الأمر
الإلهي ونستعرض فيما يلي جملة من الشواهد التاريخية التي تبين الموقف
الصريح في موضوع حجاب المرأة المسلمة.
فتحت العنوان (من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما جاء في
عنوانه الملحق به ما شاهده (صلى الله عليه وآله وسلم) في المعراج نقرأ
ما يلي:
في رواية طويلة من حادثة الإسراء والمعراج حين خرج النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) إلى السماء، كان من جملة من رآه أناس يعذبون عقاباً
لهم على أعمالهم في الدنيا، ومن جملة هؤلاء الناس الذين كانوا يتعذبون
هم النساء السافرات اللاتي يبدين شعورهن أمام الرجال دون رعاية لحكم
الله سبحانه وتعالى.
وكذلك نقرأ في عنوان الفصل الخامس (الحجاب الناقص) بين الحجاب
الشرعي والحجاب الاجتماعي) هذه الخلاصات:
هل الحجاب يفرضه الدين أو المجتمع؟ بين هذين الاعتقادين بون شاسع
يؤثر على مدى التزام المرأة بالحجاب، فترى على سبيل المثال في بعض
المجتمعات شابة ترتدي حجاباً يغطي رأسها إلى أخمص قدميها ولا يبدو منها
إلا قرص الوجه، والى جانبها محجبة أخرى ترتدي بنطال الجينز وعلى رأسها
منديل قصير والى جانبهم محجبة أخرى ترتدي تنورة أو شورت وقميص ضيق يكشف
كتفيها، هذا المشهد الذي يعتبر مألوفاً في بعض المجتمعات الإسلامية،
يكشف مدى الاختلاف في مفهوم الحجاب والالتزام به، ويمكنك أن تقيس
الفارق في القناعات بلبس الحجاب وتأثره بالدين أو المجتمع، عندما تقارن
حجاب امرأة (الجدة) تجلس إلى جانبها أم (ابنتها) وفي الأخير تجلس فتاة
(الحفيدة) حيث ترى الفارق في اللباس وتعرف كيف أن شكل الحجاب يختلف
تماماً من جيل لآخر.
الكتاب: رسالة الحجاب
المؤلف: الشيخ يعقوب يوسف سلطان
المواصفات: الطبعة الأولى 2004م – 1425هـ
(148) صفحة من القطع المتوسط
الناشر: لجنة سيد الشهداء (عليه السلام) الخيرية - الكويت |