قالت المترجمة الصربية والباحثة في كلية اللغات والاداب بجامعة
بلجراد إن للادب العربي مكانة بارزة على خريطة الثقافة في العالم غير
أنه لا يجد طريقه بسهولة إلى القارئ الغربي نظرا لقلة الترجمات.
وقالت دراجانا جورجيفيتش في مقابلة يوم الجمعة مع رويترز إن الادب
العربي "من جانبه الفني والابداعي" له مكانته الرفيعة لكن طريقه إلى
القاريء في الغرب "صعب جدا نظرا لقلة الترجمات التي تكون عادة بدون
مشروع أو تعتمد على مبادرات شخصية لمترجمين أفراد."
وقالت جورجيفيتش إنها لا تعترف بفروق بين قاريء غربي وقاريء شرقي
مشددة على أن "الادب هو الأدب في أي مكان وأن الأدب العربي غني جدا
بأعمال عظيمة وأساليب مبتكرة. وأن مفهوم العالمية في الادب يعني طريقة
خاصة في التعبير والمعالجة ذات توجه انساني.
"لكن الادب العربي ليس موجودا في مسرح الأدب المترجم إلا قليلا جدا
لأن عدد المترجمين قليل جدا وهم يعتمدون على ذوقهم الشخصي عند اختيار
عمل ابداعي (للترجمة) وعادة ما تكون الترجمة بدون مشروع."
وترجمت جورجيفيتش إلى الصربية قصصا قصيرة لأدباء عرب منهم السورية
هيفاء بيطار والاردني هاشم غرايبة والكويتية ليلى العثمان كما صدرت في
الآونة الأخيرة ترجمتها لرواية (نقطة النور) للمصري بهاء طاهر وتصدر
قريبا ترجمتها لروايته (خالتي صفية والدير).
وأشارت إلى "عادة سيئة جدا عند قراء غربيين" يبحثون في الأدب العربي
عن موضوعات يتخيلونها رموزا للتخلف قائلة إنهم "سطحيون جدا وأشك أنهم
يستطيعون أن يقبلوا أي عمل ابداعي بطريقة عميقة حتى لو كان لكاتب غربي.
هم لا يقرؤون كي يكرموا الروح والعقل وهم أحرار في نواياهم القرائية
الغريبة.
"الأدب أصبح نوعا من التجارة وهناك أدباء وبينهم عرب يكتبون كي
يرضوا مثل هؤلاء القراء."
وقالت جورجيفيتش التي تزور القاهرة حاليا ان على الجامعات والهيئات
الثقافية العربية أن تقوم بدور فاعل في مجال التبادل الثقافي والترجمة
بين العربية والصربية تمهيدا لتعاون ثقافي حقيقي مشيرة إلى أن اللغة
العربية بدأ تدريسها بقسم اللغات الشرقية بجامعة بلجراد عام 1926 قبل
اللغة الانجليزية.
وأضافت أن القاريء في بلادها منذ أيام المملكة اليوغوسلافية ثم في
يوغوسلافيا الاتحادية في عهد تيتو (1892 - 1980) استوعب الأدب العربي
في عصوره المختلفة حيث ترجمت أعمال لاسامة بن منقذ وأبي العلاء المعري
وابن خلدون فضلا عن أعمال جبران خليل جبران. وقالت "الآن قل عدد
المترجمين وازدادت أوضاع النشر صعوبة."
إلا أن بعض المبادرات الفردية أتاحت وجود ترجمات لأعمال بعضها ترجم
عن لغة وسيطة لكتاب منهم المصريون نجيب محفوظ ويوسف ادريس وطه حسين
وتوفيق الحكيم والشاعر الفلسطيني محمود درويش والروائي العراقي فؤاد
التكرلي والسوري زكريا تامر والسوداني الطيب صالح والجزائري محمد ديب
واللبناني أمين معلوف والمغاربة الطاهر بن جلون ومحمد شكري وفاطمة
المرنيسي.
وأشارت دراجانا جورجيفيتش إلى أن "هناك أكثر من مشكلة في غاية
التعقيد بالنسبة لترجمة الأدب العربي أولها أن دور النشر تفضل الادب
الغربي لأسباب اقتصادية وحتى لو اهتمت بالادب العربي فلن تستطيع الحصول
على كتب جديدة تمثل تيارات جديدة في الابداع العربي."
وتابعت "توجد حقيقة بسيطة هي أن البلد الذي يدعى اليوم صربيا والجبل
الاسود قطع علاقاته مع معظم البلدان العربية" مشيرة إلى أنه لا يبدو
متلهفا "لتجديدها فحتى عندما نطلب مساعدة في كتب ومراجع يردون علينا
بأنهم آسفون نظرا لعدم وجود اتفاقية ثقافية بين البلدين." (رويترز) |