يخشى انصار حقوق المرأة في ايران من توقف الجهود الحثيثة لتحسين وضع
المرأة في البلاد عقب انتصار المحافظين الاسلاميين في الانتخابات
البرلمانية في فبراير شباط الماضي.
وبجهود مجموعة عنيدة من 13 نائبة سجل البرلمان السابق تحت قيادة
الاصلاحيين انتصارات لحقوق المرأة التي وان كانت صغيرة الا انها ضمنت
ان تحظى القضية بمزيد من الاهتمام اكثر مما كان في اي وقت منذ الثورة
الاسلامية في 1979. واقصي الاصلاحيون في الانتخابات الاخيرة التي ندد
بها حلفاء الرئيس محمد خاتمي بعدما منع الالاف من الاصلاحيين من خوضها.
وتعكس تصريحات عشر نساء انتخبن في البرلمان الجديد الذي يهيمن عليه
المحافظون لوسائل الاعلام المحلية تحولا جذريا عن مواقف نائبات سابقات
بالدفاع عن تعدد الزوجات ومعارضة ميثاق للامم المتحدة عن مناهضة
التمييز ضد النساء. وتقول النائبة رأفت بيات كما جاء في موقع للبرلمان
على الانترنت (المعاهدة الخاصة بمكافحة
التمييز ضد النساء تتناقض مع الشريعة الاسلامية في بعض النواحي).
والنشطات من النساء المصممات على اعادة النظر في جميع القوانين التي
تقيد حق المرأة في الطلاق وحضانة الاطفال والميراث وتحرمهن من العمل او
مغادرة البلاد بدون اذن الزوج يتوجسن خيفة الان. وقالت فاطمة حقيقاتجو
النائبة السابقة (اغلب النواب الجدد ينظرون
للنساء باعتبارهن مواطنات من الدرجة الثانية ومن ثم فانهم سينظرون
لقضايا المرأة من هذه الزواية ولن يعترفوا باي حق اكثر من ذلك).
وتابعت (مساندة تعدد الزوجات ومعارضة
مشروع قانون ازالة التمييز ضد النساء يثبت رجعية هاتيك النائبات).
وكانت الاجراءات الصارمة بشأن فرض الحجاب وحظر سماع الموسيقى الغربية
والاختلاط بين الجنسين قد تراخت اكثر منذ انتخاب خاتمي في 1997 استنادا
الى برنامج اصلاح سياسي واجتماعي. وبدأت الشابات المتشجعات على تحدي
الاجراءات المفروضة فيما يتعلق بشكل الملابس ارتداء ملابس ملونة اضيق
وشفافة اكثر ووضع مساحيق تجميل اوضح. بل ان الايرانيات تذوقن قيادة
الدراجات بحرية في شوارع شمال طهران وهو ما كان يثير امتعاض بعض
المحافظين.
وعلى عكس بعض النائبات السابقات اللائي كان بعضهن يرتدي معاطف فضفاضة
وأغطية رأس براقة تحرص النائبات الجديدات على ارتداء الشادور الاسود
الكامل الذي يدافع عنه رجال الدين. وقالت صحيفة محلية ان النائبات
الجديدات لن يشتركن بعد الان في مائدة طعام واحدة مع زملائهن الرجال
كما كان يحدث في البرلمان السابق الذي كان يسيطر عليه الاصلاحيون.ورفضت
النائبات الجديدات الادلاء باي تصريحات تعليقا على ذلك.
وعمل البرلمان السابق على تحسين حقوق الحضانة بالنسبة للمرأة وزاد من
الحد الادنى لسن الزواج للفتيات الى 15 عاما من تسعة اعوام. الا ان
مشروعات قوانين اخرى تتعلق مثلا بالميراث وتبني ميثاق الامم المتحدة
بشأن التمييز ضد المرأة تواجه صعوبات من جانب مجلس صيانة الدستور الذي
يهيمن عليه المتشددون.
ويقول نشطاء ان النائبات الجديدات لا يمكن لهن التخلي عن مطالب النساء
في بلد ثلثي سكانه تحت 30 عاما واكثر من 60 في المئة من خريجي الجامعات
من النساء. واقتحمت المرأة الايرانية معترك
السياسة واسواق الاعمال في السنوات الاخيرة. وشيرين عبادي المدافعة عن
حقوق الانسان واول قاضية في ايران حصلت على جائزة نوبل للسلام في
اكتوبر تشرين الاول من اجل دفاعها عن المرأة وحقوق الاطفال في
الجمهورية الاسلامية. وقالت النائبة السابقة ايلاهيه كولاي ان ثمة امل
في المستقبل.
وتابعت (اعتقد انه لن يكون ثمة مجال
للاختيار امام النائبات سوى ان يكن عند مستوى توقعات النساء وتبني
مطالبهن). |