|
|
حقائق الدين
والسياسة في أمريكا |
|
أوضحت دراسة تتعلق بحوار الأديان، وأهمية التواضع الذي تصنع المعرفة،
والمحبة التي تبعد الالتزام عن التعصب والعنصرية، وذلك في الكشف عن
العناصر التي تتشكل منها الولايات المتحدة الأمريكية، المتدينة وأضاءات
الدراسة بعض جوانب الأساسية عن علاقة الدين بالأيدولوجيا حيث جمعت بين
التحليل السوسيولوجي – السياسي، وأشارت الدراسة إن غياب الدراسات
الأمريكية عن الثقافة العربية شكلت غياب معرفة الحقائق فيما بقيت معرفة
أمريكا حكراً على جزء صغير من النخبة المهاجرة، في حين سادت الصورة
النمطية في وجهيها السلبي أو الإيجابي، ومما عطل المعرفة وجعل القراءة
السياسية للإمبراطورية أسيرة فهم مبستر، يعطل إمكان بناء رؤية سياسية
للعلاقة مع أمريكا بعيداً عن الكره المطلق أو الإعجاب المطلق، ودعت
الدراسة إلى الكشف عن العناصر الغرائبية في المجتمع الأمريكي، والتي هي
كغيره من المجتمعات كما لا يسقط في سحر نموذج المتقدم، الذي حجب عن
أعين الكثيرين من المثقفين في العالم، وخاصة العامل النسبي في الظواهر
الاجتماعية والفكرية، والسعي إلى ترابط الفهم للعناصر التاريخية ومحللاً
الصحوة الأصولية كي تتقدم الصورة الملموسة عن تفاعل الدين والسياسة
باعتباره مجتمع من المهاجرين كان الدين جزءاً أساسياً من تكوينه
الأيدلوجي، وأشارت الدراسة لتاريخ علاقة الدين بالمجتمع الأمريكي، حيث
لعبت الجماعات البروتستانتية المهاجرة في تأسيس صورة أمريكا عن نفسها
وذلك بالاستلهام المتكرر لرموز التوراة والإنجيل الخروج، الشعب المختار،
أرض الميعاد، أورشليم الجديدة، وصبغ صورة أمريكا بالبروتستانتية وهي
صورة سوف تتمتع كي تستوعب الكاثوليك واليهود، لكنها سمة أمريكية نجحت
في فصل الدين عن الدولة، وفي سياق التأكيد على دور الدين في المجتمع،
هذه الخصوصية في المجتمع الأمريكي شكل الفرق الجوهري بين العلمانية
الأوروبية اللادينية (وخصوصاً نموذجها الفرنسي) وعلمانية أمريكا حيث
نجحت في تأسيس ما يمكن تسميته الدين المدني وقد لاحظ دوتوكفيل في مطلع
القرن التاسع عشر هذا الفرق، واعتبر أن قوة الدين تعود إلى الفصل بينه
وبين المؤسسات السياسية، وأسندت الدراسة قراءتها للدين في أمريكا،
يتزاوج بين قراءتين، الدين المدني، وهو مجموع من الطقوس والرموز
الدينية وشبه الدينية التي تطبع الحياة الأمريكية، والدين المتدين الذي
يتشكل في جماعات وكنائس مختلفة، إذ يبدو أن الصراع يتركز بين الجماعات
المختلفة في إطار دائرة التأثير في حقل الدين العام، وهو حقل معقد تلعب
فيه العناصر الدهرية دوراً موازياً للعناصر الدينية، وأبرزت الدراسة ما
موضوعه، صعود الأصولية والأنجليين في عهدين ريغان وبوش الأبن، لا يختزل
تاريخ البروتستانتية الأمريكية من الطهرانية إلى الأصولية، لكنه يشكل
علامة أيدلوجية في إطار الصراع على الدين العام، الذي تلعب التيارات
المسيحية الليبرالية والتي تسيطر على الخط الرئيسي دوراً حاسماً فيه
والمفارقة التي أشار إليها الدراسة حول علاقة المؤسسات بالتيارات
الدينية، تكشف أن المحافظين يحاولون اختراق جميع كنائس التيار الرئيسي،
وأن الصراع لا يتخذ شكلاً مؤسسياً، كما في الكنائس الكاثوليكية أو
الأرثوذكسية، بل هو صراع أيدلوجي مفتوح، إذ على الرغم من معارضة كنائس
الخط الرئيسي للحرب الأمريكية على العراق، فإن ثلثي أعضائها أعلنوا
تأييدهم لها، فقراءة التيارات الدينية، وأثر الدين في المجتمع والسياسة
الأمريكيتين، يجب أن تعي أن حقل الصراع في مجتمع يؤله السوق والحرية
الفردية، هو حقل مفتوح لا تحده المعتقدات اللاهوتية وحدها، بل يقيم
مزجاً جديداً لحقل الروحانية يجعلها شفافة أمام التجاذبات التي تعصف في
المجتمع في إشارة لتحليل العلاقة بين اليمين في الحزب الجمهوري
والماسينانيشين اليهودية والأغلبية يضيء الكثير من التناقضات الداخلية
التي تعصف بحلف يبدو متيناً من الخارج، لكن هش وسريع العطب. |
شبكة النبأ المعلوماتية -
الأحد 27/6/2004
- 8/
جمادى الأولى/1425 |
|