يحتفل العالم اليوم السبت بذكرى اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
والمتاجرة بها والتي تسبب مشكلات عديدة في معظم دول العالم وتكلف
الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية الجسيمة.
ويأتي احتفال دول العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات للفت انتباه
المجتمع وتوعية افراده بمخاطر السموم البيضاء وذلك بالتعاون مع برنامج
الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة الذي يقع مقره في العاصمة
النمساوية فيينا.
وتعتبر مشكلة المخدرات اشبه بحرب ضروس تفتك بالمجتمعات وظاهرة تشكل
واحدة من أكبر المخاطر والمشكلات في العصر الحديث وتفتك بجميع طبقات
وفئات المجتمع. وبدأت مكافحة المخدرات في عام 1912 بتوقيع معاهدة
لاهاي التي وضعت انظمة وقوانين لتجريم تجارة الأفيون الخام أو المصنع
والمورفين والكوكايين أو املاحهما حيث وافقت الدول الموقعة على
الالتزام بتلك القوانين وتطبيقها بصرامة وكانت هذه البداية الفعلية
لمكافحة المخدرات في التشريع الدولي.
وبعد ذلك صدرت معاهدة جنيف لعام 1925 لمحاربة المخدرات بكل انواعها وخصوصاالأفيون
وفيها تعهدت الدول الموقعة بوضع قوانين لمراقبة صنع وانتاج هذه المواد
وحظر الاتجار بها داخليا.
وفي 26 يونيو عام 1987 اجتمعت 138 دولة من جميع أنحاء العالم واتفقت
على اصدار بيان مكافحة المخدرات في العالم وأصبح يسمى (باليوم العالمي
لمكافحة المخدرات) وبموجب هذا البيان يصدر السكرتير العام للأمم
المتحدة تقريرا سنويا احتفالا بهذه المناسبه يبين من خلاله خطورة
المخدرات ومدى فعالية الجهود سواء بالنجاح أو الفشل في القضاء على
انتشارها.
وعلى هذا فان عمليات مكافحة المخدرات ومكافحة عصابات الاجرام هي مسؤولية
عالمية ينبغي أن تشترك فيها جميع دول العالم ومنظماته الدولية وتوجد العديد
من المنظمات والنشاطات والمبادرات التابعة للأمم المتحدة التي تهتم بمكافحة
مخدرات وما يرتبط بها من قضايا ومنها برنامج الامم المتحدة الدولي لمكافحة
المخدرات وقسم المخدرات في المنظمة الدولية للشرطة الجنائية. ومن هذه
المنظمات ايضا الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ومنظمة الصحة العالمية
ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة والمجلس الدولي لمكافحة
الادمان على الكحول والمخدرات وصندوق برنامج الأمم المتحدة الدولي
لمكافحة المخدرات والوقاية منها ويختص بدعم البلدان التي تعاني من
مشكلات في زراعة المخدرات أو الاتجار فيها أو تعاطيها.
اما بالنسبة للدول العربية فقد اهتمت بتنسيق جهودها فيما يتعلق بوضع
التشريعات والقوانين التي من شأنها التصدي والحد من هذه الظاهرة
الخطيرة وردع عصابات المخدرات. وقد طالبت الأمانة العامة لمجلس وزراء
الداخلية العرب بتنمية التعاون بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة
المخدرات حيث تم اعداد أول قانون نموذجي لمكافحة المخدرات تم اعتماده
من وزراء الداخلية العرب في عام 1986. وتعد مشكلة المخدرات بأنواعها
وأصنافها المختلفة خطرا فتاكا يواجه العالم بأسره وبخاصة فئة الشباب
وقد زادت خطورة هذه الظاهرة مع تطور المستجدات التقنية والعلمية وتعد
مشكلة اساءة استخدام العقاقير وتعاطيها من المشكلات الاجتماعية الخطيرة
التي تهدد أمن المجتمعات وتساعد على هدمها وتفكيكها.
يذكر أن هناك 170 دولة يتم تهريب المخدرات من خلالها وتشير الاحصاءات
أيضا الى أن 1514 من كل مليون يجدون علاجا للادمان في الدول
المتقدمة وأن هناك 165 من كل مليون في الدول النامية الآسيوية يجدون
العلاج أما بالنسبة لدول أفريقيا فهناك 25 شخصا من كل مليون يجدون
العلاج في افريقيا. |