ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

الدكتور أحمد الجلبي و حقول صدام للقتل

د . عدنان جواد الطعمة

في اليوم 16 / 4 / 1991 بثت الفضائية الألمانية WDR فلما أخرجه الصحفي البريطاني مايكل وود Michael Wood مع الألماني يوآخيم شرويدر Joachim Schroeder بعنوان : حقول صدام للقتل

قام الصحفي البريطاني مايكل وود مع فريقه بزيارة مناطق الأهوار التي سممها و جففها النظام الفاشي المقبور ، حيث تحدث مع المواطنات العراقيات و المواطنين العراقيين و صوّر أساليب و آثار التهجير و القتل الجماعي و تسميم المياه و تلويث البيئة التي اقترفها و خلفتها قوات طاغية العوجة المخلوع إبان الإنتفاضة الشعبانية في يوم 26 آذار عام 1991 و التي قتلت أكثر من 300 ألف نسمة لغاية شهر أبريل 1991 أي خلال أسبوع أو أسبوعين .

كما قام مايكل وود بتصوير المدن العراقية التي دمرها نظام البعث الفاشي بصواريخ إسكود و بالمدفعية و القصف الجوي . وكانت من بين تلك المدن مدينتي الحبيبة كربلاء المقدسة ، حيث قتل جنود الحرس الجمهوري و أعوان النظام أكثر من خمسين ألف شخص لدى احتلالها لكربلاء . و تفيد التقارير التي وصلتنا بأن قوات الحرس الجمهوري قد أرغمت العشرات من الشبان في كربلاء بشرب البانزين ثم أطلقت النيران الموجهة على بطونهم ، كما قامت تلك القوات الفاشية برمي عشرات الشباب من الطائرات المروحية (الهيلوكوبتر) .

إن صور و مشاهد هذا الفلم رهيبة و مروعة عن الدمار الشامل و القتل الجماعي و تلويث و تسميم المياه و البيئة و التربة في العراق .

توجه مايكل وود بعد زيارته لمدن و محافظات الجنوب إلى شمال العراق ، إلى مناطق كردستان الحبيبة ، قلاع زعماء الأكراد الشجعان و الأبطال أمثال المرحوم ملا مصطفى البرزاني و نجله الأستاذ مسعود البرزاني و الدكتور مام جلال الطالباني و الدكتور محمود عثمان و الأستاذ هوشيار زيباري و غيرهم من القادة الأشاوس الأكراد.

و لغرض البحث عن شهود عيان على إبادة الشعوب و القتل الجماعي بعد مناطق الأهوار ، وصل الصحفي البريطاني مايكل وود مع فريقه إلى مخيم للاجئين العراقيين من الشيعة و الأكراد الذي هيئته القيادة الكردية في مطلع عام 1991 .

وفي مقطع من الفلم ذكر مايكل وود : " وبخلاف عن الشيعة ، فإن الأكراد حصلوا على ضمانات و حماية دولية تمنع قيام صدام حسين من شن الهجمات على الأكراد . إن الشعب الكردي مقسم و موزع في خمس دول يعيش فيها كأقلية لا يعرف حدودا محددة له . و ان مستقبل إعلان الأكراد كجزء من الدولة في خريف عام 1992 أصبح مهددا و غير مؤكد . لكن وجود و حضور مراقبين من هيئة الأمم المتحدة بقى مستمرا . وفي مطلع عام 1994 إحتج و طالب أعضاء الدول الأربع الدائمة في مجلس هيئة الأمم المتحدة على إنهاء الحصار الإقتصادي ضد الأكراد و مطاردة الشيعة في الجنوب .

وقد علق رئيس المعارضة الديمقراطية الدكتور أحمد الجلبي على سياسة الحكومة في بغداد قائلا : " ان تشابك و انخراط النظام في نسيج المجتمع العراقي هو إحدى مآسي الشعب العراقي ، بحيث ان النظام كان يحرض أهالي البيت الواحد و أفراد العائلة الواحدة على مراقبة و كتابة تقارير الواحد ضد الآخر و يسومه سوء العذاب .

كما توغل النظام في كافة ميادين و شرائح المجتمع و دمّر كل أنواع الحياة الخاصة للفرد في العراق . و حتى المدارس الأهلية و الجامعات الأهلية و الشركات الأهلية التي كانت لا تتماشى مع مزاج الحكومة و نزعاتها و تخضع لها ، أغلقت و ألغيت . قان النظام بمضايقة الحوزة العلمية الدينية في العراق بأبشع الطرق و الأساليب . وفي يوم من أيام الجمعة قام المواطنون الأكراد مع اللاجئين الشيعة بسفرة إلى إحدى مصايف كردستان الجميلة . و لم يصدق هؤلاء اللاجئون بأنهم نجوا من العنف و الوحشية التي كابدوها . وقد جرح الكثير من الشيعة من خلال إطلاق الصواريخ و قذائف المدافع عليهم . صرح أحد شهود عيان من اللاجئين أن الجنود العراقيين قاموا برمي الجرحى العراقيين من سطح مستشفى صدام وأنهم استخدموا البلدوزرات لدفن جثث الضحايا المدنيين في مقبرة جماعية خلف المستشفى .

و تحدثت سيدة عن إعدام زوجها باكية قائلة : لقد كبلوه و ربطوه ثم أطلقوا الرصاص عليه . و بعد ذلك طلبوا مني أن أعطيهم ثمن طلقات الرصاص . ثم علقوا الشبان على مواسير ( أنابيب ) الدبابات و ساروا بهم في المدينة و رموهم أخيرا أمام جنازير (سلاسل عجلات الدبابات ) و داستهم الدبابات . ثم أحرقوا بعض الجثث بالبنزين . و تشرح السيدة كيفية إعتقال زوجها ، قائلة : ألقوا القبض على زوجي و عذبوه أمام عيوننا ، و قمنا بتقبيل أحذيتهم و التمسنا منهم الرحمة دون جدوى . و قد أجبروني أنا و أطفالي أن نشاهد إعدام زوجي . قام صدام حسين بإذلال آلاف الناس و حتى النساء و الأطفال و الشيوخ . لقد توفي مالانهاية من العراقيين نتيجة التعذيب و القمع . أصبح الأمر لا يطاق من أن يعود المرء بذاكرته إلى التفكير عن أية ساعة مضت . كان المشهد في الشوارع رهيبا و مروعا أكثر مجزرة الأغنام .

مخيم واحد في كردستان لإيواء اللاجئين الذين نجوا بإعجوبة من المجازر . ومن استطاع أن يقتحم طريقه و يصل إلى هنا ( المخيم ) فإنه خلّف وراءه رحلة العذاب الخطيرة ، بعد أن رشا رجال نقاط التفتيش لتهريب الأطفال . يصل إلى المخيم كل يوم لاجئ ، و من بين الناجين وصل هذا الشاب الذي لا يحمل إسما ولا يستطيع التحدث ، فهو ضحية عبيد التعذيب الوحشي للدكتاتور .

يقول الدكتور أحمد الجلبي : لقد سألته عدة مرات عن الذي فعل ذلك به ، فكان يشير إلى المخابرات العسكرية العراقية . فهو يستطيع أن يقرأ ، و لكنه لا يستطيع التكلم و التحدث لأن المخابرات العسكرية العراقية قد قصت (إجتثت ) لسانه . ولا زال هذا الشاب الضحية في حالة صدمة نفسية عنيفة و كأنه مخدر ، فهو لا يستطيع أن يكتب و كانت يداه مشلولتين . هذا واحد من عشرات الآلاف من ضحايا حكم الطاغية صدام حسين .

و على هذا الشاب أن يشكر ربه و يبتهج لكونه هرب و نجا من قوات صدام حسين . ان مئات الآلاف المعذبين من الناس بهذا الشكل قابعون في السجون . فإن هذا الشاب محظوظ ، لأنه على قيد الحياة و يلقى العناية و الإهتمام هنا . آلاف ضحايا التعذيب يجلسون في السجون و يموتون فلا أحد يعرف شيئا عن مصيرهم . لقد ارتكب صدام أبشع الجرائم منذ الحرب العالمية الثانية ، و يمكن مقارنته بهتلر ، هكذا قال زعيم المعارضة الدكتور أحمد الجلبي " .

و مما تقدم يتضح لنا و للقارئ العزيز أن سيادة الدكتور أحمد الجلبي هو أحد الشخصيات الوطنية العراقية الأصيلة التي ناضلت من أجل فضح جرائم النظام السابق الدموية و الوحشية و إسقاطه و تخليص شعبنا من أبشع طاغية ديكتاتوري شهده العراق جثم على صدره لمدة ما يقارب أربعة عقود .

لم ننسى مواقف الأخ الدكتور أحمد الجلبي البطولية و مساعداته الإنسانية للعوائل العراقية المهجرة و الهاربة من النظام المخلوع إلى كردستان العراق الحبيبة ، فهو إبن الشعب العراقي البار .

و كيف أن الدكتور أحمد الجلبي كان يترجم و يشرح للصحفي البريطاني مايكل وود ، مآسي و معاناة و ضحايا الملايين من شعبنا العراقي بعربه و أكراده و تركمانه و غيرهم طوال 40 سنة تقريبا و الذي بلغ عددهم أكثر من أربعة ملايين نسمة من الرجال و النساء و الأطفال و الشيوخ من كافة طبقات المجتمع العراقي و القوميات و الأحزاب الوطنية العراقية .

وفي العام الماضي ألقيت محاضرة عن الوضع في العراق في مدينة كيرشهاين Kirchhain القريبة من مدينتي ماربورغ على الجمهور الألماني . و في نهاية المحاضرة عرضت عليهم هذا الفلم ، فبكى الألمان و بحزن عميق على شهداء العراق ، حيث تذكروا ضحايا هتلر و النازية في الحرب العالمية الثانية .

يمكن للقارئ الكريم رؤية هذا الفلم في موقع :

www.iraqcenter.com تحت كلمة أفلام .

وفي الختام نحيي الأخ المناضل الوطني الشجاع الغيور الدكتور أحمد الجلبي على مواقفه البطولية و الإنسانية لتطهير عراقنا الحبيب من القتلة و المجرمين العراقيين و العرب ، سائلين المولى تعالى أن يمده بالعون و العمر الطويل .

عاش شعبنا العراقي الكريم بعربه و أكراده و تركمانه و بقية القوميات و الأقليات و الأحزاب الوطنية العراقية .

النصر و السيادة للشعب العراقي ، و الله و لي التوفيق .

ماربورغ

adnan_al_toma@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 23/6/2004 - 4/ جمادى الأولى/1425