إتصلوا بنا

الصفحة الرئيسية

قراءة في كتاب: موسوعة الإمام علي عليه السلام حياته وفضائله

على أساس المبادئ وتقديسها نتحدث عن المعاني الفاضلة والمثل الرفيعة، والعمل الذي أنتج للإنسانية أطيب الثمار، نتحدث عن النبأ العظيم الذين هم فيه مختلفون، وعنه يتساءلون، عن أول من آمن بالله، وصدق الرسول، عن أمير المؤمنين الذي شرفه التنزيل، وعظمه الجليل.

نقرأ في (مقدمة الناشر) هذا التوضيح عن جمع مادة الكتاب:

لقد كتب محمد جواد مغنية رحمه الله في الإمام علي (ع) طوال مدة حياته كلمة (علي) آخر كلمة كتبها قبيل وفاته واليوم، رأينا أن نجمع مؤلفاته الأربعة (علي والقرآن) (إمامة علي والعقل) و(علي والفلسفة) و(فضائل الإمام علي) في كتاب واحد أسميناه (موسوعة الإمام علي (ع).. راغبين أن يكون هذا الكتاب الموسوعة زخراً للمكتبة الإنسانية والإسلامية هدىً للقارئ، عوناً للطالب ومرجعاً للباحث على حد سواء والله ولي الأمر والتوفيق.

ونقرأ في جزء (علي والقرآن) وتحت عنوان (الإسلام وضربة علي يوم الخندق) هذه السطور المضيئة:

أين نزل القرآن؟ وفي أي بيت ولد الإسلام ونشأ وترعرع؟ ومن الذي تعهده ورعاه حتى أصبح قوياً منيعاً؟ ومن الذي كدح في سبيله، وتحمل الأذى وضحى بالنفس والأهل والأولاد من أجله؟ وما الذي فدى الرسول بمهجته وسبق إلى دعوته؟ ومن ذا الذي قاتل الأقارب والأرحام وشهر سيفه في وجوه الأبطال والشجعان، ولم يدع بيتاً في العرب إلا ترك فيه ناعياً أو ناعية من أجل كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ومن الذي سبح أبناؤه في بحر من دمائه، وذبحت الرضع من أحفاده في حجور الأمهات، وتقيأ ولده البكر كبده قطعاً قطعاً من شدة السم، وسبيت بناته على رؤوس الأشهاد وأي شهيد أنجب من الشهداء أولاداً وأحفاداً وأبناء أصفاد كما أنجب علي؟" ومن الذي أحرقت بيوته ومساكنه بعد السلب والنهب، كل ذلك من أجل القرآن وإحياء مبادئه والعمل بتعاليمه.

إن هذه الصفات لم توجد مجتمعة إلا بما لإمام علي بن أبي طالب (ع).

ثم نقرأ في جزء (إمامة علي والعقل) تحت عنوان (أكثر للحق كارهون) وبالذات في جزئيه العنوان الفرعي (لا إمام سوى الحق) هذه الكلمات:

كلنا يقول: لا إمام سوى الحق ولكن الكثرة الغالبة تقول هذا وفي الوقت نفسه ترفض الحق، ولا تعمل به!

أما في جزئية العنوان (لا إمام سوى العقل) فنقرأ هذه الإشارات: لا إمام سوى العقل.. هذه حقيقة نزل بها القرآن الكريم وصدع بها الرسول العظيم (ص) وخاطب بها النوع البشري بكامله، وأمر كل إنسان أن يتخذ العقل إماماً، ورائداً له في كل شيء فقد جاء في الحديث: (اصل ديني العقل).

وبديهة ليس العقل شيئاً نراه بالعين، ونسمعه بالأذن، وإنما هو قوة خفية فينا نحسها ولا نلمسها ومعنى الإمامة العقل هو إمامة الحق الذي يأمر العقل بإتباعه وطاعته فكل من كان دائماً مع الحق، والحق معه فهو إمام بحكم العقل والدين.

ونسأل؟ هل يوجد رجل بهذا الوصف؟

أجل، أن رسول الله (ص) على هذا الوصف؟

سؤال ثانٍ: وهل يوجد غير محمد بن عبد الله (ص) على هذا الوصف؟ أجل من شهد محمد (ص) بأنه دائماً مع الحق، والحق معه فهو على هذا الوصف.

والمعروف بين المسلمين جميعاً أن محمداً شهد بذلك لعلي بن أبي طالب.

ومما نقرأ في جزء (علي والفلسفة) وبالذات في جزئية العنوان (نهج البلاغة) هذه الكلمات المنيرة ذات السبق العلمي على مستوى الفكر البشري:

إن قول علي: الأرض متحركة، وأنها معلقة بالفضاء، سابق للاكتشافات العلمية العصرية، ما في ذلك ريب، ولكن هذه الفكرة وهذه الصورة عن الأرض هي للغيب لا لعلي، هي للذي سبق وجوده العقول والعلوم، والكون بكامله وليس لعلي منها إلا الأخبار عن النبي عن جبرائيل عن الله.

كان المسلمون في عصر الشريف الرضي يعتقدون بأن الأرض ساكنة والشمس تدور حولها، وأخذوا ذلك عن اليونان، وبصورة خاصة عن بطليموس، ولم يكن أحد في الشرق والغرب يرى أن الأرض متحركة حتى ظهر (كوبرينكوس) سنة 1530م – إذن – من أي مصدر استقى الشريف الرضي ما جاء في نهج البلاغة هذه الجملة (فسكنت الأرض على حركتها)؟ ولو صح القول بأن نهج البلاغة من وضع الشريف لجاز لنا أن نقول: أنه من وضع كوبرينكوس البروسي.

ونقرأ كذلك في جزء (فضائل الإمام علي) تحت جزئية عنوان (عقيدة الشيعة) هذه التذكيرات:

لقد حدد الإمام صحة ما يعزى إليهم من الفضائل بأنها من صفات المخلوق دون الخالق، ووضع بهذا الحد الفاصل بين قول الحق والصدق فيهم، وبين قول الكذب والافتراء عليهم، وبهذا تجسد عقيدة الشيعة الإمامية في أئمتهم على حقيقتها وأنهم يؤمنون إيماناً لا يشوبه ريب بأنه لا شريك لله في الخلق، ولا في الرزق، ولا في علم الغيب، وأنه جل وعلا لا يحل بأحد، أو يتحد به، وأنه لا نبي ولا وحي بعد رسول الله، وأن معرفة الأئمة وحدها لا تغني شيئاً بدون العبادات وسائر الطاعات.

المؤلف: محمد جواد مغنية

المواصفات: الطبعة الأولى 1994 – 1414هـ

(591) صفحة من القطع الكبير

الناشر: (دار التيار الجديد) و(دار الجواد)

بيروت - لبنان

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 13/6/2004 - 25/ ربيع الثاني/1425

^

إتصلوا بنا

الصفحة الرئيسية