إستبشر شعبنا العراقي في الداخل والخارج تشكيل الحكومة العراقية
الإنتقالية تحت ظروف قاهرة وصعبة وأيدتها بحذر أكثر من أربعة ملايين
عراقية وعراقي المهجرين والمغتربين والمنتشرين في معظم بقاع العالم
هربا من جور وقمع نظام البعث الفاشي وطاغية العصر المخلوع .
وهذه الملايين من جماهير شعبنا التي ناضلت من أجل الإطاحة بالنظام
الفاسد كل حسب طريقته، لابد أن تحظى بكافة حقوقها ومساهمتها الفعلية مع
أهلنا والحكومة الإنتقالية في العراق من أجل إرساء دعائم الحرية
والديمقراطية في البلاد، بعد أن ذاقت شتى أنواع العذاب والحرمان
والمعاناة في ديار الغربة، بحيث أصبح لا ليلا ولا نهارا لديها بعد فراق
الوطن والأحبة . وهي مازالت تفكر في مصير العراق وتعد الأيام والأشهر
لحظة بلحظة من أجل العودة بلهفة شديدة إلى بلدنا الحبيب مهد الحضارات
والإنسانية .
لذلك نؤكد على ضرورة مشاركة وتمتع كل عراقية وعراقي في الداخل والخارج
بالحقوق الكاملة لا سيما في تقرير مصير البلاد وإدلاء الأصوات بحرية
تامة لانتخاب الحكومة الوطنية العراقية الدائمة وفق القوانين والدساتير
العراقية والدولية، بحيث يصبح العراق لكل العراقيين دون تمييز بين
القوميات والأديان والمذاهب والأحزاب ويتمتع جميع أبنائه البررة بحرية
الرأي والتعبير والإعتقاد تحت ظلال الحكومة الديمقراطية الفيدرالية
التعددية التي ستنتخب في مطلع العام القادم بإذن الله .
فمن أجل أن تنجح الإنتخابات في العراق، لابد من إجراء إحصاء النفوس
العامة للعراقيات والعراقيين في الداخل والخارج لتفادي التزوير، لكي
نعرف من هو الناخب ومن هو المنتخب وبعبارة أخرى من ينتخب من؟
فمن يعتقد بأن بطاقات التأمين التي وزعت على بعض العوائل العراقية
كافية لإجراء الإنتخابات في العراق فهو مخطئ . ومن يتصور أن مصير الشعب
العراقي وسيادته تتمان بهذه الصورة المستعجلة فهو أيضا مشتبه .
ومع كل إحترامنا وتقديرنا للقائلين بهذا الإقتراح، فإننا نرى من
الضرورة الإسراع في إجراء عملية إحصاء النفوس العامة للعراقيين في
الأرياف والقرى والأقضية والمحافظات والمدن كلها، إضافة إلى أكثر من
أربعة ملايين عراقية وعراقي مهجرين ومهاجرين ومغتربين .
وإذا أردنا إجراء إنتخابات ديموقراطية تمثل كافة القوى الوطنية
والقومية والأديان والمذاهب والأحزاب الوطنية في العراق، كما تعهد كل
من السيد رئيس الجمهورية الحالي الشيخ غازي الياور والسيد رئيس الوزراء
الدكتور أياد علاوي بالإضافة إلى تأكيدات رئيس الولايات المتحدة
الأمريكية السيد دبليو بوش ورئيس وزراء المملكة المتحدة البريطانية
السيد توني بلير وكذلك مبعوث هيئة الأمم المتحدة الدكتور الأخضر
الإبراهيمي، فعلينا اتباع الخطوات اللازمة التالية :
1 – إجراء عملية إحصاء النفوس العامة في
العراق (الضواحي والأرياف والقرى والأقضية والمدن في كافة المحافظات).
2 - إصدار شهادات جنسية وبطاقات (هويات)
شخصية جديدة يثبت فيها الإسم الكامل والجد واللقب والعنوان الكامل،
المدينة والمحلة والزقاق (العگد، الدربونة) ورقم الدار.
3 – تقسم المدن إلى محلات أو أقسام مثلا
القسم الشرقي والقسم الغربي والقسم السمالي والقسم الجنوبي).
4 – تطبع سجلات (دفاتر ضخمة) لكل قسم أو
محلة ويذكر إسم الشخص وعنوانه الكامل ورقم بطاقته الشخصية ورقم صفحة
السجل).
5 – ترسل بطاقة دعوة لحضور موعد الإنتخابات
وفي أي قاعة (مدرسة، جامع، بناية) إلى كل شخص حسب محلته وإقامته.
6 – تشكل لجان للإنتخابات في كل محلة مكونة
من عدة أشخاص مثلا خمشة أو ستة، وتوضع في قاعة الإنتخابات صناديق
للإقتراع ومقصورات أو كابينات خلف ستائر وفيها طاولة للكتابة.
7 – تزود لجان الإنتخابات باستمارات تحمل
أسماء المرشحين مع صورهم وصورهن وأمام كل مرشح دائرتان صغيرتان كتب في
إحداها (نعم) وفي الأخرى (لا).
8 – دعوة مراقبين دوليين من قبل هيئة ألمم
المتحدة للإشراف على سير الإنتخابات بصورة نزيهة وإحصاء نتائجها .
9 – تحدد مدة إفتتاح الإنتخاب، مثلا من
الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة مساءا .
10 - وعندما يستلم المواطن العراقي دعوة
للإنتخاب يذهب في اليوم المحدد إلى قاعة الإنتخاب المذكورة في الدعوة
إلى قاعة الإنتخاب في المدرسة أو الدائرة المثبتة في الدعوة، حاملا معه
هويته الشخصية أو جوازه أو جنسيته . ويسلمها لعضو لجنة الإنتخاب الذي
سيقوم بمراج عة السجل وبمقارنة رقم الدعوة وإسم حاملها مع الإسم المثبت
في السجل .
11 – وعندما يتأكد المسؤول في اللجنة عن
هوية صاحب الدعوة، فإنه سيسلمه إستمارة المرشحين، حيث يذهب الناخب إلى
داخل المقصورة (الكابينة) ويضع إشارة (X) فوق كلمة (نعم) بجانب المرشح
الذي يرغب في إنتخابه . ثم يطوي الإستمارة ويرميها داخل صندوق الإقتراع
الموجود أمام لجنة الإنتخاب، ويأخذ هويته ويخرج .
و بهذه الطريقة يمكننا تفادي تزوير الإنتخابات، لأن المنتخب في هذه
المحلة لا يستطيع أن ينتخب في محلة أخرى، لأن إسمه غير موجود في سجل
المحلة الثانية .
أما فيما يخص إدلاء أصوات الإخوة العراقيين والأخوات العراقيات خارج
العراق، فعلى السفارات والقنصليات العراقية إرسال دعوات واستمارات
أسماء المرشحين للإنتخابات، وقبلها طبعا تجدد هويات وجوازات سفر كل
عراقية وعراقي .
وهذه الطريقة حسب خبراتنا واشتراكنا في الإنتخابات الألمانية ناجحة
للغاية، ونأمل أن تطبق في عراقنا العزيز .
وفي الختام نوجه نداءنا إلى فخامة رئيس الجمهورية العراقية الشيخ غازي
الياور والسادة المحترمين أعضاء حكومته بألاّ يهملوا أصوات أربعة
ملايين عراقية وعراقي أي ربع أو ثلث نفوس العراق، في الخارج.
وإذا تم إغفالهم، لا سمح الله، فمعنى ذلك أن الحكومة العراقية
والجهات المذكورة أعلاه قد ناقضت تعهداتها والتزاماتها أمام الشعب
العراقي والعالم أجمع وأنها خالفت إدعاءاتها من أجل بناء عراق حر متحرر
ديمقراطي فيدرالي تعددي يحترم الإنسان العراقي والهوية العراقية .
نأمل أن ينتبه السادة الإخوة المسؤولون عن الإنتخابات والإحصاء
العام لنفوس العراقيين إلى هذه الملاحظات، متمنين إجراء الإنتخابات
بصورة عادلة وصائبة، والله ولي التوفيق .
ماربورغ في 10 / 6 / 2004
adnan_al_toma@hotmail.com |