أبرزت نشرة شهرية لبعثة المفوضية الأوروبية في افتتاحيتها، أهمية
توسيع الاتحاد الأوروبي باعتبارها حدثاً تاريخياً، وذلك بانضمام 10 دول
أعضاء جدد اعتباراً من الأول من أيار 2004 وإذ ينهي أكثر من خمسين عاماً
من التجزئة المصطنعة؟! ليسمع العرب والأتراك وليرى من أراد أن يستفيد
من جبال الخطابات والمؤتمرات طيلة أكثر من عقد من سنين حول موضوع
التعاون العربي المشترك؟!! مضيفاً التجزئة المصطنعة في أوروبا سببتها
الحرب العالمية الثانية، وشعوب أوروبا بمشاركة السيادة فيما بينها
مبتكرة صفة جديدة تجعل من الحرب أمراً لا يمكن التفكير به في القارة؟
عجباً هما الآن في أراضينا بل يقدمون أنفسهم بنصائحهم حول ضرورة التكتل
الاقتصادي ونحن نسمع ذلك نوافقهم، ولكن ما اليد حيلة ترى أين السر في
ذلك، وأضافت النشرة ويشير التوسع كذلك إلى نهاية رحلة مذهلة من
الديكتاتورية الشيوعية إلى العضوية في الاتحاد الأوروبي، وهذه إشارة
لإصرار شعوب شرق أوربا على متابعة الإصلاحات المؤلمة على الأغلب؟ هل
سمع هذا الاعتراف من أحد الإصلاحيين العرب؟!! لنتابع الإصلاحات المؤلمة
نحو مجتمعات ديمقراطية تحترم الحريات الإنسانية والاقتصادية ولمدة فاقت
15 سنة، وفي سؤال كيف سيؤثر هذا التوسع على شركائنا المتوسطيين؟ أوضحت
النشرة تشير السجلات القديمة أن المخاوف من التجارة والاستثمار لا
أرضية لها بل العكس، فأوروبا الموسعة ستمنح الشركاء المتوسطيين مدخلاً
متطوراً لسوق يضم أكثر من 450 مليون مستهلك وستبدو هناك فرصاً جديدة
للمصدرين المتوسطين كل ما زاد اندماج اقتصاديات الأعضاء الجدد في
الاتحاد وتظهر دروس الماضي أيضاً أن الشركاء المتوسطين سيتمكنون من
الاستفادة بشكل كامل من مثل هذه الفرص فقط في حال قيامهم بإصلاحات
مماثلة، ومن أهم الأمور لتحسين قدراتهم التنافسية هو تعزيز تحرير
التجارة فيما بينهم، وكان التوقيع على اتفاقية أغادير في 25 شباط خطوة
موفقة على هذا الطريق حيث قام المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس
باثن بحضور الاحتفال المقام في الخامس والعشرين من فبراير على اتفاقية
أغادير للتجارة الحرة بين مصر والأردن وتونس والمغرب، وتعد تلك
الاتفاقية المعروضة باسم اتفاقية أغادير خطوة هامة تجاه السوق الأور –
متوسطية الحرة المزمع استكمال إقامتها بحلول 2010 والمفوضية الأوروبية
من أكبر المؤيدين السياسيين لتلك المبادرة منذ تم التوقيع عليها في
مايو 2001 تدعم المفوضية المبادرة بمبلغ 4 مليون يورو من خلال برنامج
ميدا وقال باثن الاتفاقية تقربنا من هدفنا المشترك والمتمثل في إقامة
منطقة تجارة حرة أور- متوسطية بحلول عام 2010 فتلك المنطقة الحرة ستدفع
بالمنطقة إلى المزيد من التضامن كما ستحتضن الاستثمارات الخاصة بها،
وأنني لأشجع وبشدة انضمام الشركاء الأور – متوسطين الآخرين إلى تلك
الاتفاقية، ويهدف الاتحاد الأوربي من خلال اتفاقاته إلى تشجيع المزيد
من الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع دول المنطقة، حيث أشار
تقرير إلى أن اتفاقية أغادير ستخلق سوقاً متكاملاً لأكثر من 100 مليون
شخص في الدول الأربع المشتركة وبالتالي فرص مغرية للمستثمر الأوروبي في
المنطقة، وتعد عملية أغادير مبادرة شبه إقليمية بدأتها المغرب، تونس،
مصر، والأردن في أغادير عام 2001م وقد عبر الشركاء في الإعلان عن عزمهم
إقامة منطقة تجارة حرة فيما بينهم وتبرز تلك المبادرة حيث أنها تربط
بين دول المشرق والمغرب يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد تعهد بدعم عملية
أغادير من الناحية المادية والفنية وقد أنطلق في عام 2003م برنامج
مساعدة الدول المبرمة لاتفاقيات شراكة على تنمية التجارة الحرة فيما
بينهم ومع الاتحاد الأوروبي ويهدف البرنامج ذا الأربع مليون يورو والذي
يمول من خلال ميدا على تشجيع التجارة والتضامن بين الجنوب والجنوب
ويبدأ على أسس ستة إقليمية كما يمهد لتراكم المنشأ الأور – متوسطي
ويعمل برنامج على خلق تجمع من المساعدة الفنية لمساندة التقدم لتجارة
حرة بين الجنوب والجنوب.
ومما أوضح كريس باثن المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الاتحاد
الأوروبي بدأ من اتحاد للجمارك في فترة الستينات إلى الوحدة الأوروبية
النقدية الحالية والسياسة الخارجية والأمنية المشتركة، وهي عملية امتدت
على مدار 40 عاماً وأتت بالسلام والاستقرار والازدهار لقارة أوروبا،
وقد كانت البداية اتفاقية بين مجموعة من 6 دول لتجميع موارد هم من
الصلب والفحم وتطورت تدرجياً بحيث أنه في 1 أيار 2004 ستحتد 25 دولة من
غرب وشمال وشرق وجنوب أوروبا في مشروع الأول من نوعه يقربنا أكثر في
مختلف النواحي السياسية والاقتصادية وسعت الدول الأعضاء في الاتحاد
الأوروبي عام 1995 على تقاسم خبراتها في بناء السلام من خلال الازدهار
والحرية مع شركاءهم من دول حوض المتوسط عن طريق توقيع إعلان برشلونة،
وأن الشراكة الأوروبية المتوسطية التي نتجت أعطت صوتاً للطموحات
المشتركة لـ27 دولة تتطلع إلى سلام وازدهار في حوض المتوسط وتفقد تلك
الشراكة بين دول ذات سيادة ومواطنون مؤيدون لها ويرغبون في الالتزام
بعملية متكاملة تتضمن إصلاحات وتحديات وفرص ومكافآت. |