(... قال ابن عباس: لو أن الشجر أقلام، والبحر مداد، والأنس والجن
كتَّاب وحسَّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين (ع)).
كتاب: تذكرة الخواص: 8
نقرأ في استهلال الكتاب (الإمام مجمع الفضائل) هذا النص:
لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق بعد الرسول الأعظم
(ص) كالإمام أمير المؤمنين (ع) فقد سبق الأولين، وأعجز الآخرين،
ففضائله (ع) أكثر من أن تحصى ومناقبه أبعد من أن تتناهى، وكيف تعد
مناقب رجل قال فيه الرسول الأعظم (ص) يوم برز لعمرو بن عبد ودي العامري:
(برز الإيمان كله إلى الشرك كله) وقال فيه بعدما قتله: (ضربة علي لعمرو
يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين).
ونقرأ في محور (نهج البلاغة) الإشارة إلى سند الكتاب من الناحية
التوثيقية المعتمدة التي ركن إليها المؤلف في شرحه.
وهو ما اختاره الشريف الرضي رضوان الله عليه من أعلام القرن الرابع
من كلام الإمام وخطبه ورسائله.
ومن عصر الشريف وحتى اليوم وهو محط أنظار أهل الدنيا مبين شارح له
وحافظ لنصوصه، ودارس له ومستمع إلى تلاوته، لقد زين الكتاب به كتاباتهم،
والخطباء خطبهم.
قال عبد الحميد بن يحيى الكاتب: حفظت سبعين خطبة من خطب.... ففاضت
ثم فاضت.
وقال ابن نباته: حفظت من الخطب كنزاً لا يزيده الاشفاف إلا سعة
وكثرة، حفظت مأئة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب.
وهذا معاوية بن أبي سفيان على عداوته للإمام (ع) وكيده له يقول: ...
فوالله ما سنَّ الفصاحة لقريش غيره
وأعلم – رعاك الله – أن مرتبة نهج البلاغة في الكلام تأتي بعد كلام
الله جل جلاله، وكلام الرسول الأعظم (ص) ولذا قيل فيه: فوق كلام
المخلوق ودون كلام الخالق...
وبعودة إلى ما دوَّن من كلام فرعي تحت عنوان الكتاب وعلى غلافه هذه
التعريفات (خطب، رسائل، كلام، وصايا، عهود، حكم، ومواعظ) لخلق مع الجزء
الأول فيلاحظ أنه قد رتب بين عنوان خطبة للإمام (ع) وبين عنوان من كلام
له (عليه السلام) ويستمر هذا النسق في عرض مادة الكتاب من (صفحة 15)
إلى (صفحة 222) حيث نقرأ تحت عنوان (ومن خطبة له عليه السلام) هذا النص
ضمن عنوان (يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم).
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون،
ولا يؤدي حقه المجتهدون.. فطر الخلائق بقدرته، ونشر الرياح برحمته،
ووتد بالصخور ميدان أرضه، أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به،
وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له
نفي الصفات عنه.. انشأ الخلق إنشاءً، وابتداه أبتداءً .. أحال الأشياء
لأوكاتها، ولأم بين مختلقاتها، وغرز غرائزها،... عارفاً بقرأئنها.. ثم
انشأ سبحانه فتق الأجواء، وشق الأرجاء، وسكائك الهواء، وجوء منفهق فسوى
منه سبع سموات...
كما أعتمد الكتاب في ترتيب كلام الإمام علي (ع) بإضافة عبارة عنوان
(ومن دعاء له (ع) ثم (ومن خطبه له (ع) وكذلك من كتاب له (ع) ثم ومن
وصية له (ع).
ومن ثم اعتمد المؤلف شارح الكتاب على نمط أخر من الترتيب في الكتاب
من قبيل (وقال (ع) و(سئل – ع -) وثم شرح لحالات اجتماعية من مثل (وسمع
رجلاً يقول..) و(مدحه قوم..) وتخلل هذا الترتيب العودة إلى صيغة (ومن
كلام له ع) وكذلك صيغة ترتيب من قبيل (وروي في خبر آخر أنه قال).
وبعد ذاك نقرأ تحت عنوان (فصل يذكر فيه شيئاً عن اختيار كلامه
المحتاج إلى تفسير) تحت صيغة لعنوان يبدأ (في حديثه –ع-) أو (في حديثه
–ع-)
وعما يروى نقرأ من صيغة (وقبل...) وكذلك بعض متابعات الإمام علي (ع)
لما كان يطلع عليه عن طريق الصدفة أثناء تفقده لشؤون الناس واستماعه
لما يتداولون من كلام وما يريدوا إيضاحه من أحكام، ومن أقواله العظيمة
التي أختتم به الكتاب أنه قال (ع) (ما المجاهد الشهيد في سبيل الله
بأعظم ممن قدر فعفّ).
شرح:
علي محمد علي دخيل
الناشر:
دار المحجة البيضاء (بيروت – لبنان)
الطبعة الأولى 1422هـ
- 2002م
783
صفحة من القطع الكبير |