أعلن باحثون بريطانيون عن اكتشاف أحد الجينات (المورثات) التي تؤدي
إلى الإصابة بسرطان الثدي، مما يتيح بارقة أمل جديدة على طريق مقاومة
المرض.
وقام الباحثون من وحدة الوراثة بمركز أبحاث السرطان التابع لجامعة
كامبردج البريطانية، بدراسة المحتوى الجيني (الوراثي) لنحو عشرة آلاف
امرأة مصابة بسرطان الثدي، كما أجريت الأبحاث أيضا على 9056 امرأة غير
مصابة بالمرض.
وكانت نتيجة الدراسة هي اكتشاف أن المادة الوراثية لمريضات سرطان
الثدي تحتوي على نسخة معطوبة من أحد الجينات، ويرمز للنسخة الصحيحة منه
بـ (CHEK2)، حيث وجد أن النسخة المعطوبة موجودة في 201 سيدة أي (1.9%)،
بينما ظهرت هذه النسخة في 61 سيدة فقط (0.7%) من غير المصابات بالمرض.
ومن هنا استخلص الباحثون –رياضيا– أن وجود النسخة المعطوبة من الجين
يضاعف تقريبا من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، حتى ولو لم يكن هناك
تاريخ مرضي للسرطان في الأسرة. ففي بريطانيا مثلا، وحيث يصيب المرض
عموما واحدة من كل 9 سيدات، تصل نسبة الإصابة بين اللائي يحملن ذلك
الجين المعطوب إلى واحدة من كل 4 سيدات.
وكانت أول إشارة إلى العلاقة بين سرطان الثدي وجين CHEK2 قد ظهرت
عام 2002 عندما تواتر ظهور النسخة المعطوبة من الجين في السيدات اللائي
يأتين من أسرة ذات تاريخ مرضي مؤكد، أي تلك التي أصيب اثنان من أفرادها
على الأقل بالمرض.
ويعتبر جين CHEK2 من الجينات منخفضة الخطورة فيما يتعلق بسرطان
الثدي، مقارنة بجين BRCA1 وجين BRCA2 اللذين يصنفان باعتبارهما أكثر
خطورة وكانا قد اكتشفا منتصف التسعينيات. وتجري الآن اختبارات روتينية
للكشف عنهما كمؤشر -في حالة الشك- بأن مريضة ما مصابة بسرطان الثدي.
ولكن لم يتقرر بعد إن كانت ستصمم اختبارات مماثلة لرصد جين CHEK2 أيضا.
ويعتقد الباحثون أنه لا يزال هناك الكثير من الجينات منخفضة الخطورة
التي لم يكشف عنها، والتي يؤدي تأثيرها مجتمعة إلى رفع خطر الإصابة
بمرض سرطان الثدي. ولذا ينتظر أن تتواصل الأبحاث لتحديد أكبر عدد ممكن
من الجينات ذات الصلة بالمرض إلى أن يصير بالإمكان تصميم اختبار وراثي
متكامل يرصد بدقة قابلية توريث المرض أو الإصابة به.
يذكر أن دراسة قام بها باحثون ألمان، ونشرت يوم الاثنين الماضي في
المجلة الدولية للسرطان، قد أشارت إلى أن ثمة علاقة طردية بين السمنة
واحتمال إصابة النساء بسرطان الثدي. وكذلك بين طول الجسم وخطر الإصابة
بالمرض. وأجريت الدراسة على 180 ألف امرأة من أنحاء متفرقة من القارة
الأوروبية. |