أبرز تقرير متابع لفضيحة الإساءة للمعتقلين
العراقيين حيث تمت على أثر رسالة صغيرة من مجهول دسها جندي أمريكي تحت
باب قائده بعد أن روعه ما شاهده في سجن أبو غريب وكشف وزير الدفاع
الأمريكي دونالد رامسفيلد اسم كاتب الرسالة بعد ذلك وهو جوزيف داربي
جندي الاحتياط في فرقة 372 للشرطة العسكرية وكان وزير الدفاع الأمريكي
قد هنأ جوزف داربي لتحرك بما يمليه عليه ضميره، يذكر أن عدد كبير من
البرلمانيين ووسائل الإعلام قد طالبوا رامسفيلد باستقالته، فيما أظهر
استطلاع للرأي أن غالبية الأمريكيين يعارضون استقالة وزير الدفاع
رامسفيلد بعد قضية سوء معاملة سجناء عراقيين من قبل عسكريين أمريكيين
وعبر 20% فقط من الاشخاص الذين شملهم الأستطلاع عن تأييدهم لاستقالة
وزير الدفاع بينما قال 69% أنهم يؤيدون بقاءه في منصبه، وكشف رامسفيلد
خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ والنواب أن
هناك الكثير من الصور والأشرطة المصورة لم تنشر بعد وتثبت وقوع تجاوزات
وأكد رامسفيلد أنه لن يستقيل بسبب تسيس هذه القضية وأشار الإستطلاع
نفسه إلى أن ثلثي الأشخاص الذين استطلعت أراؤهم يؤيدون توجيه تهم
جنائية إلى الجنود المتورطين في هذه الفضيحة وفي الوقت نفسه عبر 54% من
الأشخاص أن العقوبة يجب أن تطال أيضاً سلسلة القيادة لتصل إلى مستوى
الضباط الكبار وعبر 48% عن موافقتهم على الطريقة التي تعامل فيها
الرئيس بوش مع هذه الفضيحة فيما قال 35% أنهم غير موافقين عليها ولم
يعط 17% رأياً، واعتبر 62% أن هذه التجاوزات تشكل عدداً صغيراً من
الحوادث المعزولة، وليس ممارسات شائعة.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد قال (أنها
وصمة على جبين بلادنا وسمعتها ومما رأيته يثير اشمئزازي كما عبر عن
أسفه للإذلال الذي تعرض له الأسرى العراقيون وللإهانة التي تعرضت لهم
عائلاتهم، مذكراً في الوقت نفسه بأن أفضل صفات أمريكا هي الشجاعة، وحب
الحرية، والتعاطف واللباقة، ولم تسفر الصور التي فجرت عاصفة من الضغب
في أرجاء العالم سوى أن جعل الرئيس الأمريكي وإدارته يقدمون الاعتذارات
عوضاً عن ملاحقة دول أخرى بدعوى انتهاك حقوق الإنسان، بل إن هذه الضجة
تسببت في تأجيل إصدار التقرير الأمريكي السنوي لحقوق الإنسان فيما خرجت
أقوى موجهة من الانتقادات من الدول الأوروبية بصفة خاصة حسبما قال
ارميتاج وأكد ارميتاج أيضاً أن التقرير السنوي الثاني حول دعم حقوق
الإنسان والديمقراطية التقرير الأمريكي الذي كان مقرراً نشره الأسبوع
الماضي أرجئ صدوره بسبب مستوى الضجيجة حول مسألة الأسرى العراقيين
ويتناول التقرير الجهود الموثقة التي تتخذها الحكومة الأمريكية لتشجيع
مراعاة حقوق الإنسان إلى جانب تقرير مرفق عن سجل حقوق الإنسان في
العالم على ضوء ممارسات الحكومات والدول.
يذكر أن عدداً من الصحف الأوروبية قد أشارت إلى
فشل السياسة التي يتبعها بوش في العراق ودعت رامسفيلد إلى تقديم
استقالته وقالت صحيفة البابيس الأسبانية إذا اكن رامسفيلد يتحمل
المسؤولية عما حدث في السجون العراقية كما أعلن أمام مجلس الشيوخ فيبقى
أمامه احتمال وحيد وهو تقديم استقالته وقالت صحيفة ليبراسون الفرنسية
استقالة رامسفيلد ستكون اعترافاً بالفشل الذي سيصب على بوش التغلب عليه،
التعذيب لم يكن من عمل حفنة من المجرمين الفاسدين بل كانت من عمل افراد
نظام يجهل اتفاقية جنيف المعاملة الأسرى والمعتقلين، والمهم ما قاله
وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إن العدالة ستأخذ مجراها بطريقة
ستكون واضحة للعالم أجمع، ومن السخرية أن شعوب الدول العربية الذين
ثاروا بشدة من جراء عمليات التعذيب يعيشون في مجتمعات يصعب على قادة
الحكومات محاسبتهم عن أخطائهم وهي الملاحظة التي نوه بها رامسفيلد خلال
جلسة الكونغرس الأمريكي حيث قال العالم يرى ما الذي تفعله الديمقراطية
مضيفاً والعالم يرى كذلك كيف يتصرف الناس الذين يهتمون بحقوق الإنسان. |