التجربة السياسية في ايران في العقود الاخيرة
خلقت في سلوك المجتمع الايراني انماطا وقيما جديدة قد تعبر عن عدم تحقق
التنمية الثقافية التي تخرج من رحم نجاح التنمية السياسية، فالاحباط
يولد ردود فعل عكسية تحاول ان تفجر المكبوت عبر استيلاد قيم جديدة
يحاول الفرد ان يركن لها لكي يجد ذاته ويخلق هويته، وبعض الاخبار التي
تناقلتها وكالات الانباء تعبر عن هذه الحالة.
قاموس للغة الشوارع يحقق أعلى مبيعات في معرض طهران
للكتاب
اشتهرت اللغة الفارسية بأنها لغة شاعرية مهذبة
من خلال أعمال شعراء في العصور الوسطى مثل عمر الخيام وحافظ. لكن
قاموسا للغة الشوارع غير المهذبة يحدث صخبا في الدوائر المهتمة بالادب
في ايران.
وفي معرض الكتاب السنوي في طهران وقفت مديرة
جناح دار النشر المركزي التي نشرت القاموس لتشرح لجمهور من مشتري الكتب
أن الطبعة السادسة من القاموس نفدت بالفعل.
وكثير من الكلمات العامية في القاموس مما
يستخدمه شبان يقودون سياراتهم في أنحاء طهران في محاولة لإغواء الفتيات.
وكما هو متوقع فان كثيرا من عباراتهم الماجنة
والمتحيزة ضد النساء مشتقة غالبا من سياراتهم المفضلة.
فكلمة "على الزيرو" وتعني السيارة التي يشير
عداد المسافات بها الى أنها لم تتحرك ولو كيلومترا واحدا تعني في لغة
الشوارع فتاة عذراء. وعبارة "تعرضت لحادث" تشير الى فتاة حملت.
وجناح الكتب الاكثر رواجا في المعرض الذي افتتح
يوم الاثنين الماضي هو الجناح المتخصص في الكتب التي تتناول الحياة
الاجتماعية الماجنة لاسرة بهلوي الاسرة المالكة التي أطاحت بها الثورة
الاسلامية في عام 1979.
قال أحمد بيراني الذي ساهم في كتاب عن الحياة
الخاصة لاخر شاه حكم ايران "الكتب الافضل مبيعا في ايران في هذه اللحظة
هي كلها كتب في التاريخ المعاصر."
ويقدم زميله فارس الذي شاركه تأليف الكتاب
تفسيرا لذلك بقوله "الناس تحب أن تقرأ عن هذا القسم من التاريخ ليعرفوا
من هم."
وتصفح رجل دين بعمامة بيضاء كتاب "زوجات الشاه".
وفي بلد تشح فيه وسائل الترفيه ينظر الى يوم في
معرض طهران للكتاب الذي يستمر 11 يوما على أنه يوم للمتعة. وتروج
الوجبات السريعة والمرطبات.
وخارج قاعات العرض يتبادل شبان وفتيات نظرات
مداعبة غير مشروعة فيما تحملق تلميذات على جدار ليقرأن قصص تان تان
المصورة.
وخفت القيود على النشر قليلا منذ أن جاء الرئيس
الاصلاحي محمد خاتمي للسلطة في عام 1997 لكن الهيئات الرقابية المحافظة
أحبطت محاولاته لدفع الاصلاحات الاجتماعية على نطاق واسع.
وتفرض ايران رقابة صارمة على أي مطبوعات تنتقد
النظام الاسلامي. وحظرت رواية عن نظام القضاء العنيف والوحشي في الريف
الايراني.
وما زالت كتابات الروائي البريطاني سلمان رشدي
الذي صدرت فتوى ايرانية باهدار دمه في عام 1989 من المحرمات. كما حظر
مؤخرا كتاب أمريكي عن علم النفس الذكوري.
والكتب السائدة في المعرض هي الكتب العلمية
والدينية. لكن الشبان يتخاطفون أيضا روايات الرعب وأغنيات الروك
الامريكية وكتب السيرة الخاصة بلاعب كرة القدم الانجليزي ديفيد بيكام.
كما تبيع دور النشر الاسلامية وسائط تكنولوجية.
وتجمعت مجموعة من النساء اللاتي يرتدين الشادور
حول عروض اسطوانات ممغنطة للاماكن المقدسة.
وفي مكان اخر وقفت امرأة تضع غطاء رأس أخضر
اللون تتصفح ترجمة فارسية لرواية "الثعلب" للكاتب د. ه. لورانس التي
تتضمن أجزاء مثيرة. وتمتليء أرفف أخرى بأعمال وودي ألين الممثل والمخرج
اليهودي الامريكي.
ويبيع عادل بائع الكتب الدينية من طهران مغامرات
هاري بوتر مع الكتب الاسلامية التي يبيعها مشيرا الى أن هناك اقبالا
كبيرا على هذه المغامرات.
زعيم ايراني يدعو لحظر فيلم يسخر من رجال الدين
قالت صحيفة ايرانية يوم الاربعاء ان أية الله
أحمد جنتي وهو من رجال الدين الاقوياء المتشددين في ايران يريد فرض حظر
على فيلم يحقق ايرادات كبيرة ويسخر من رجال الدين الذين يحكمون
الجمهورية الاسلامية.
ويعرض في ايران فيلم (السحلية) (The Lizard)
الذي يحكي قصة لص يهرب من السجن بارتداء عباءة وعمامة مثل التي يرتديها
رجال الدين ويحظى بأقبال جماهيري كبير.
وقال جنتي الذي يرأس مجلس صيانة الدستور وهو
مجلس غير منتخب يتمتع بنفوذ كبير في البلاد ان الفيلم "له تأثير سيء
ويجب حظره."
ونقلت صحيفة شرق الليبرالية عنه قوله "عرض مثل
هذه الافلام يجب التصدي له لانها تسخر من رجال الدين...وتخلق فسادا
اجتماعيا."
وتأخر عرض الفيلم لاكثر من شهر ناقشت خلاله
الرقابة ما اذا كان يتعين حظره وهو مصير شائع للعديد من الافلام
المحلية وأغلب الافلام الغربية التي تعتبر مفسدة للرأي العام الايراني.
وفي نهاية الأمر سمح بعرض الفيلم بعد حذف أربعة
مشاهد مدتها الاجمالية دقيقة واحدة.
وباعت دور السينما تذاكر لايام قادمة واضطرت
لزيادة العروض اليومية بعرض متأخر لمواكبة الاقبال الكبير على مشاهدة
الفيلم.
وفي الفيلم يتسلل اللص رضا مارمولاك (رضا
السحلية) من مستشفى السجن متنكرا في زي رجل دين ويبدأ حياة جديدة
متمسكا بزيه الجديد.
وضجت صالات العرض بضحك الجماهير غير المعتادة
على السخرية من رجال الدين عندما ألقى بخطبة مليئة بالنكات الموحية.
لكن الفيلم لم يلق ترحيبا في كل مكان. ففي مدينة
مشهد الشمالية الشرقية حيث تدور أغلب أحداث الفيلم حظرت السلطات
المحلية عرضه وصادرت نسخه واعلاناته من دور العرض.
وقالت صحيفة جمهوري اسلامي ان المتشددين
المعارضين لجهود الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي لتخفيف الرقابة هددوا
بمهاجمة دور السينما التي تعرض هذا الفيلم "غير الاخلاقي".
وأشاد العديد من رجال الدين المعتدلين بالفيلم
مشيرين إلى التحول الاخلاقي التدريجي في حياة بطل الفيلم بعد أن تخلى
عن حياة الجريمة وحتى يصل إلى طريق الله.
مسلسل تلفزيوني يشجع تعدد الزوجات يثير غضب
الايرانيات
اثارت حلقات تلفزيونية ايرانية تعرض فيها امرأة
على زوجها الزواج من صديقتها حفيظة نشطات في الدولة الاسلامية قلن ان
المسلسل يشجع تعدد الزوجات ويزيد من التحيز ضد المرأة.
ووصفت تجمعات احتجاج وافتتاحيات في المطبوعات
المنادية بتحرير المرأة المسلسل القصير الذي يحمل اسم (امرأة أخرى)
وانتهى عرضه الشهر الماضي في التلفزيون الايراني المملوك للدولة بأنه
مثال لعرض المسؤولين في التلفزيون صورة سلبية عن المرأة.
وقال اكرم موسافاريمانيش العضو الاصلاحي في
البرلمان لرويترز "تعتبر اذاعة برامج تلفزيونية تشجع على تعدد الزوجات
اهانة كبيرة للمرأة هنا."
وحسب المذهب المعمول به في ايران يستطيع الرجال
الزواج من عدد يصل الى أربع زوجات بالاضافة الى أي عدد يودونه من "الزوجات
المؤقتات" بعقود محددة المدة تدوم ما بين بضع ساعات وعدة سنوات.
ويجب على المرأة الحصول على اذن زوجها كي تعمل
او تسافر الى الخارج.
ولكن في دولة يزيد فيها عدد خريجات الجامعة على
الخريجين ويدير فيها العديد من النساء اعمالهن الخاصة ويتولين مناصب
ادارية قيادية تقول نشطات ان ممارسات مثل تعدد الزوجات عفى عليها الزمن
ولا يجب تشجيعها.
وقال موسافاريمانيش "تهدف مثل هذه الاجراءات الى
تدمير المحاولات الرامية الى تطوير دور المرأة في المجتمع."
ولا توجد احصاءات رسمية حول تعدد الزوجات في
ايران. لكن متخصصين في علم الاجتماع قالوا انه يشيع في المدن الصغيرة و
المناطق الريفية حيث يقابل الطلاق أو مناقشة مشكلات الزواج خارج الاسرة
بغضب.
وتقول عضو البرلمان المحافظة المنتخبة حديثا
فاطمة عالية ان تعدد الزوجات يمكنه الحفاظ على وحدة الاسرة والمساعدة
في تقليل عدد النساء اللواتي يعشن بمفردهن بدون سند.
ويتهم مسؤولون اصلاحيون التلفزيون الايراني الذي
يحرص على تقديم برامج دينية ودراما محافظة بالفشل في جذب صغار
المشاهدين الذين يقبلون على مشاهدة برامج المحطات الفضائيات الاجنبية
والافلام الغربية على اقراص دي. في. دي يسهل الحصول عليها رغم انها غير
قانونية.
وفي مسلسل (امرأة أخرى) تقنع امرأة تعتقد أنها
عقيم وتعلم انها مصابة بالسرطان زوجها بالزواج من صديقتها سعيا للانجاب.
وقالت النشطة في مجال المرأة مرضية مرتضى
لانغرودي ان هذه المحاولات شائعة ويمكن ان تؤثر على معتقدات بعض
المشاهدين.
وقالت " قد يشاهده النساء في المدن على اعتبار
انه مجرد عمل درامي ويضحكن منه. ولكن في بعض الاماكن النائية فان
الازواج يعتقدون ان بامكانهم حل مشكلاتهم الزوجية عن طريق تعدد الزوجات."
واتفقت الكاتبة مهري سويزي مع هذا الرأي. وكتبت
في اخر عدد من مجلتها الشهرية المرأة الشرقية "يوجد ميل قوي في العديد
من برامج التلفزيون لتشجيع الزواج المؤقت ولتهيئة المجتمع لقبول زوجات
اخريات وتعدد الزوجات."
وقالت "تهدد مثل هذه البرامج بنيان الاسرة."
سماء إيران تغزوها الصحون الفضائية الطائرة
أجسام طائرة مضيئة؟ لغز ظل واحدا يراود اذهان
الايرانيين, وهم يبحثون عن اجابة مقنعة لما رأته أعينهم وصوّرته
عدساتهم في سماء أكثر من مدينة ايرانية على مدى اسبوعين كثرت خلالهما
التأويلات حتّى فاقت الخيال.
نظرية المؤامرة تقول إن قوات الاحتلال الاميركية
التي صارت جاراً لإيران في العراق, تمتلك اجساماً طائرة ذات قدرة
تجسسية عالية, هدفها السيطرة على اي تحرك ايراني وسط حال الخوف والتوجس
التي تعرفها المنطقة, في ظلّ الحضور الأميركي في العراق الذي يشكل خطراً
على الأمن القومي الايراني. وتعود جذور هذه النظرية الى فترة الحرب
الباردة بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي. إذ ينقل
أحد الاعلاميين الاعتقاد السائد أن "تلك الاجسام شوهدت فوق سماء ايران
المحاذية للاتحاد السوفياتي السابق... وقد حاولت بعض المقاتلات
الايرانية الاقتراب منها وقصفها بالصواريخ, لكنها كانت في كل مره تظل
عاجزة بفعل تعطل اجهزة الاطلاق الالكتروني عند الاقتراب من الاجسام".
وعلى النقيض من ذلك هناك نظرية أخرى تقول بوجود
مخلوقات من عالم اخر خارج الارض, ليست أنساً ولا جناً بل مخلوقات غريبة
لها حياتها وتطورها التكنولوجي... لكن النظريات العلمية التي تحدث عنها
الخبراء الايرانيون تضرب عرض الحائط بكل ما يشاع من تفسيرات غير علمية.
ويجزم رضا منصوري نائب رئيس معهد الفيزياء الايراني, "ان الجسم المضيء
الذي تمت رؤيته وتصويره ما هو الا كوكب الزهرة الذي ظهر في حالة حركة
واهتزاز بفعل وجود الضباب".
ويعزو منصوري الظواهر المشابهة الى عوامل طبيعية
مرتبطة بالطقس وتنتج من التغيرات الحاصلة في الماء والهواء, او تلك
المرتبطة بالعوارض الارضية العائدة الى الزلازل. وهناك رأي مشابه ذهب
إليه البروفسور منوجهر جيغني المشرف على مركز ابحاث البلاسما والليزر
في مدينة خرم آباد وسط ايران. ويقول: "ان سبب ظهور الاجسام المضئية في
سماء ايران يعود الى وجود ذرات البلاسما المتناثره في الهواء".
ومهما يكن من أمر, فإن هذه الظاهرة استحوذت على
اهتمام دائرة واسعة من المواطنين, وحرّكت لديهم هذه الرغبة في اختراق
الواقع... والهروب الى الخيال.
المصدر: وكالات |