اعتبر تقرير سنوي اميركي نشر الخميس ان العراق
اصبح في 2003 "جبهة مركزية" للحرب على الارهاب التي اطلقتها ادارة
الرئيس الاميركي جورج بوش بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 بينما ما
زال تنظيم القاعدة ناشطا رغم الضربات التي وجهت اليه.
واكدت هذه الوثيقة التي اصدرتها وزارة الخارجية
الاميركية حول تطورات التهديد الارهابي في العالم ان عددا كبيرا من
المدنيين كانوا ضحايا الارهاب "والارهابيين ضربوا اهدافا في العالم"
لكنها اوضحت ان عدد الاعتداءات لم يكن قليلا يوما كما هو عليه الآن منذ
1969.
لكن منسق وزارة الخارجية لمكافحة الارهاب كوفر
بلاك دعا عند تقديم التقرير للصحافيين الى عدم المبالغة في الحديث عن
تحسن الوضع.
وقال ان "كل شىء يدل على ان القاعدة تواصل
التخطيط لهجمات هدفها التسبب بخسائر فادحة ضد الاميركيين واهداف اخرى
في العالم". واضاف ان "وقوع عدد قليل من الاعتداءات العام الماضي لا
يعني بالتأكيد ان المشكلة تتراجع".
وتابع "نخوض حاليا حربا ضد الارهابيين على جبهات
مهمة في العراق وافغانستان حيث يعملون مع عناصر اخرى لشن هجمات على
اهداف لقوات التحالف".
واكد التقرير ان التنظيم الذي يتزعمه اسامة بن
لادن "لم يعد كما كان" خصوصا بسبب التحرك المشترك للاسرة الدولية.
واضاف ان "معظم قادة التنظيم قتلوا او اعتقلوا
واعضاءه فارون وقدراته تراجعت الى حد كبير" موضحا ان "اكثر من 3400 شخص
يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة اوقفوا في العالم".
وكما في السنوات الماضية اشار التقرير خصوصا الى
ايران معتبرا انها "تبقى الدولة التي تقدم اكبر رعاية للارهاب في
2003".
واضاف ان طهران تواصل دعم المنظمات التي تعتبرها
الولايات المتحدة ارهابية مثل حزب الله اللبناني وحركتي المقاومة
الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي في فلسطين.
وابقى التقرير على حالها اللائحة التي تضم سبع
دول تتهمها واشنطن برعاية الارهاب هي كوبا وايران والعراق وليبيا
وكوريا الشمالية والسودان وسوريا.
وما زال العراق بعد سقوط نظام صدام حسين على
اللائحة السوداء على الرغم من رفع العقوبات التي كانت تفرضها الولايات
المتحدة على هذا البلد ومع انه يخضع لاحتلال القوات الاميركية.
وينطبق الامر نفسه على ليبيا على الرغم من
قرارها التخلي عن ترسانتها لاسلحة الدمار الشامل واعلانها مسؤوليتها عن
اعتداء لوكربي في 1998 مما دفع الرئيس الاميركي جورج بوش الى رفع بعض
العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها الاسبوع الماضي.
وذكرت الوثيقة 190 عملية مرتبطة بالارهاب الدولي.
ويشكل هذا الرقم تراجعا بالمقارنة مع العام الماضي الذي احصيت خلاله
198 عملية وبنسبة 45% بالمقارنة مع العام 2001 حيث ارتكب 324 اعتداء.
وفي الاجمال قتل 307 اشخاص في الاعتداءات التي
وقعت في 2003 وهو تراجع كبير بالمقارنة مع 2002 حيث قتل 725 شخصا.
واستهدف 82 اعتداء اميركيين مما يسجل ارتفاعا
طفيفا بالمقارنة مع 2002 (77 اعتداء) وانخفاضا يبلغ 62% بالمقارنة مع
2001 حيث وقع 219 اعتداء. وقتل 35 اميركيا في 15 من الاعتداءات التي
سجلت في 2003 .
وشدد التقرير على عمل السعودية التي وصفها بانها
"نموذج ممتاز لدولة" شنت "حملة هجومية واسعة ولا سابق لها في مكافحة
الارهاب".
وقالت وزارة الخارجية ان الاعتداءات التي وقعت
في ايار/مايو وتشرين الثاني/نوفمبر 2003 في الرياض لم تؤد سوى الى "تعزيز
تصميم السعودية" على مكافحة الارهاب.
من جهة ثانية افادت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة
ان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن الخميس خلال جلسة المساءلة امام لجنة
التحقيق المستقلة حول اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ان
تقارير اجهزة الاستخبارات التي تلقاها قبل ذلك التاريخ كانت تشير الى
ان القاعدة ستضرب في الخارج.
واكد مسؤولون من هذه اللجنة المتكونة من عشرة
اعضاء ومن الحكومة لهذه الصحيفة ان الرئيس الاميركي كرر ان المذكرة
الشهيرة التي ارسلتها له اجهزة الاستخبارات في السادس من اب/اغسطس 2001
حول المخاطر الارهابية في الولايات المتحدة كان لها في الاساس طابعا
تاريخيا ولم تكن تتضمن توصيات بتشديد الاجراءات الامنية القومية.
من جهتها كتبت صحيفة "واشنطن تايمز" ان بوش اعلن
امام اللجنة ان الوثيقة كانت تقول ان بن لادن "مصمم على ضرب الولايات
المتحدة" ولم يكن فيها ما يكفي من المعلومات لمنع هجمات الحادي من
ايلول/سبتمبر بتحديد تاريخها ومكانها.
وفي لقاء قصير من الصحافيين في حديقة البيت
الابيض رفض الرئيس الاميركي الخميس تقديم المزيد من التفاصيل في رده
على الاسئلة المطروحة.
وقال احد اعضاء اللجنة الديموقراطي بوب كيري
للصحيفة ان الرئيس "اجاب مباشرة وبشكل كامل وودي وباحترام" على الاسئلة.
المصدر: وكالات |