أشار تقرير تمهيدي للجنة التحقيق مستقلة والتي
شكلها الكونغرس الأمريكي حول هجمات 11 أيلول عام 2001م أنه كان يستوجب
على إدارتي الرئيسين كيلنتون وجورج بوش التحرك مبكراً ضد زعيم القاعدة
أسامة بن لادن بدل التعويل على الضغوطات الدبلوماسية لعزله.. وقالت
اللجنة في تقريرها أن إدارة كلينتون سنحت لها أربع فرص في أواخر
التسعينيات لمحاولة قتل بن لادن لكنها تراجعت خشية قتل مديين أبرياء أو
لعدم ثقتها في معلومات المخابرات.
وأكد التقرير فشل جميع الجهود التي بذلتها
الحكومة الأمريكية من ربيع 1997 وحتى أيلول 2001م في محاولة لإقناع
طالبان لتسليم ابن لادن ومن المحتمل أن يثير التقرير مزيداً من
التساؤلات حول تأكيدات بوش في حملته الانتخابية بأنه فعل كل شيء
بإمكانه لحماية الشعب الأمريكي، ويتعين على اللجنة القومية المعنية
بالتحقيق في هجمات أيلول الانتهاء من تقريرها المذكور بحلول 26 تموز
القادم الذي تتزامن مع انعقاد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي
سيرشح خلاله السيناتور جون كيري لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة أمام
بوش يذكر أن المستشار السابق للبيض الأبيض ريتشارد كلارك عمل في إدارة
الرئيسين السابقين ريغان وكلينتون وفي إدارة بوش الأب وبوش الأبن
ومادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة في الإدارة الأمريكية
ومساعدين سابقين للرئيس كلينتون، قد تطرق الى مواضيع في نهاية الحساسية
من شأنها أن تدفع باللجنة المستقلة الى إعادة فتح ملفات هجمات 11 أيلول
والفترة التي سبقت الهجمات بين عامين 2000 – 2001 حيث حذرت إدارة
الرئيس كلينتون من أن القاعدة تشكل أكبر إرهاب يواجه الولايات المتحدة
الأمريكية وقال كلارك: فقط بعد أربعة أيام من تولي الرئيس بوش كتب الى
مستشارة الأمن القومي كوندارليزا رايس طالباً منها عقد اجتماع على
مستوى وزاري لمناقشة تهديدات الإرهاب الدولي والقاعدة، لكن شيئاً من
هذا القبيل لم يحدث. وقبل اسبوع واحد من هجمات أيلول تم عقد اجتماع على
مستوى وزاري ظل المستشار كلارك يتحدث عن الرئيس بوش لمدة ساعة عن
السياسة الأمريكية بصورة انتقادية معتبراً أن الرئيس بوش تجاهل كل
الانتقادات الموجه لسياسته الخارجية الخاطئة والقائمة على ذرائع واهية
ساعياً وبمحاولات محمومة للفوز بفترة رئاسية ثانية وربما يخطط لغزوات
جديدة في العالم الاسلامي.
مضيفاً في الوقت الذي كان بإمكاننا عمل شيء ما
لوقف هجمات 11 أيلول وعوضاً عن ذلك ركز فريق الرئيس بوش اهتمامه على
الأمور نفسها التي شغلت إدارة والده أي الحرب الباردة وحرب النجوم
والصواريخ الدفاعية والعراق وكان الإدارة الأمريكية السابقة نفسها قد
حفظت في الكهرمان منذ أن غادرت مكتبها قبل ثماني سنوات يذكر أن في
نيسان 2001م عقد اجتماع بحضور باول، وولفوتيز نائب وزير الدفاع ومهندس
الحرب على العراق حذر المستشار السابق كلارك ثانية من القاعدة وأسامة
بن لادن، لكن ولفوتيز رد متهكماً أنه لا يجب علينا الاكتراث بالقاعدة
ولا نعطي أهمية لهذا الولد بن لادن وعلينا أن لا نبالي بالإرهاب
العراقي الموجه ضد الولايات المتحدة الأمريكية والمعروف عن ولفوتيز أنه
طلب في اجتماع كامب ديفيد الإعداد لشن هجوم على العراق.
وذلك في 15 أيلول 2001م أي فقط بعد أربعة أيام
من الهجمات الإرهابية، وبرأي المستشار السابق كلارك أن تركيز البيت
الأبيض على العراق جاء في فترة وجيزة أي في 12 أيلول 2001م ورد البيت
الأبيض على الاتهامات التي وجهها كلارك معتبراً أنها إحدى الحملات
الانتخابية لصالح المرشح الديمقراطي للرئاسة كيري والذي يواجه بوش في
شهر تشرين الثاني القادم. |