ربما يكون في قلب كل امرأة ورجل شيء من الرغبة
الكامنة لإقامة علاقة إغواء خفية مع أكثر من واحد بالنسبة للمرأة وأكثر
من واحدة بالنسبة للرجل ولعل وجود نسبة من هذا التفكير السلبي إذا ما
غلبت فيه العاطفة العقل فهذا سيؤدي الى خراب النفوس قبل خراب العالم.
ومن أجل الوقاية الموضوعية لمثيل هذه الحالات
فيمكن أن يكون استباق تلافي أي إساءة معنوية تمس معنوية المرأة أو
كرامة جسدها باعطاء قبل أي شيء آخر موضوع الحجاب عند المرأة أهميته
القصوى ولعل الآن تدور تساؤلات كثيرة حول جدية فعل موضوع الحجاب وهل هو
حقاً يصلح أن يكون واقياً من أي اعتداء على عفة المرأة إذا كانت محجبة؟
طبيعي أن الجواب بالإطلاق فيه شيء من المغالاة والصحيح هو أن الحجاب
يحد بنسبة كبيرة جداً من تفكير الرجل أن يوجه تكتيكات خسته لإغواء
امرأة يعرفها كـ(زميلة وظيفة) مثلاً أو غير ذلك وتأتي بعد المحجبة
المرأة شبه المحجبة أو المرتدية ملابس محتشمة لكن المرأة السفور التي
بدورها يمكن تقسيمها الى نوعين سفور جزئي وسفور شبه خليع أي التي تظهر
مواضع من جسدها أكثر مما تظهره المرأة السافرة التقليدية فإن نوع
المرتدية سفور الشبه خليع تكون عرضة كي يتشجع النوع الخسيس من الرجال
لإبداء المحاولة معها إذ يعتقد هذا النوع من الرجال في عقلهم الباطن
على أقل تقدير أن المرأة التي تزوق نفسها تفتش عن رجل يكون لها وبما
أنهم لا يعرفون مدى جدية تلك المرأة أو عدم جديتها في استحصال رجل
بصورة شرعية كـ(زوج) أو لا شرعية كـ(عشيق) فأنهم يجازفون في التحرش بها
في حين أن المظهر الخارجي للمرأة المحجبة الدال على هندام محترم لن
يستطيع الرجل تجاوزه معناه في نفسه بأنه أمام امرأة ملتزمة أخلاقياً
ولها من الثبات النفسي ما يكفي أن لا تكون من أولئك النسوة الرخيصات
وطبيعي فإن بظهور الحجاب عند المرأة في عصور قبل مجيء الأديان السماوية
الثلاث لخير دليل على كون الحجاب عند المرأة يتناسب مع فطرتها التي
جبلها الله سبحانه وتعالى عليها.
أما إذا عززت المرأة حجابها بالظهور كـ(امرأة
مؤمنة) في المجتمع وتأديتها لفرائض الدين من صوم وصلاة وما الى ذلك
فسيعني هذا أن الرجل في كل الظروف سيشعر أنه أمام امرأة ملتزمة وبعيدة
كل البعد عن النوع الآخر من النساء.
إن إغراءات الحياة كثيرة التي تدعو المرأة الى
السقوط ومن ذاك الدعايات الإعلامية نحو ما يسمى بـ(تحقيق الذات) في
المجتمعات المسماة بـ(المتقدمة) مع أن تحقيق هذه الذات ليس وارداً على
صعيد الروح بل العكس هو الصحيح وينبغي أن لا يغر المرأة أنها قد أصبحت
ملكة على الرجل في بلد ما أو رئيسة على وزرائها.. فالمرأة ويحكم العديد
من تركيبة نفسية الرجل تبقى في نظرته المريضة أحياناً بكونها الطرف
الضعيف قياساً لغروره من حيث قوة الجسد على وجه العموم. فقد لوحظ أن
خضوع بعض المسؤولين الى المرأة التي تمارس مسؤولية قيادية على الرجال
من خلال موقعها الرسمي يستجيب لها الرجال وينفذوا أوامرها ضمن حالة
مجاملة لمقتضيات الوظيفة وليس اقتناعاً بـ(قيادتها) لهم.
ومن استباق الظرف الزمني الواجب إدراكه من قبل
جماهير النساء المعاصرات أن تكون (التقوى) والخوف من عذاباتا الله
سبحانه عز وجل في الدنيا والأخرى خطان متوازيان تسير عليها كل أنثى حتى
نهاية الحياة الدنيا من أجل كسبها للحياة الآخرة، وصلاح المرأة هو من
صلاح العائلة التي هي فرد فيها فإذا ما زلت قدماها نحو ممارسة الفاحشة
فستكون قد اساءت ليس لسمعتها بل ولسمعة عائلتها لا بل والوجود المعنوي
لأفراد عائلتها دون استثناء. ومن أولويات صلاح المرأة أن تختار
صديقاتها العفيفات وبتزمت شديد لأن الحفاظ على العفة وفقاً لشروط
استباق الحذر يقع ضمن الوعي لممارسة الأخلاق الفاضلة.
أما بالنسبة لزينة المرأة فلا توجد زينة أفضل من
زينة العفة ومما يفضل بهذا الصدد أن تنتبه من مخاطر أي تراخ من قبلها
فتزيين الوجه فيه نوع من الدعوة اللامشروعة لإلفات انتباه الرجال
الأجانب إليها في حين أن الزينة لا توجب إلا الى زوجها وأب أولادها،
أما عن ضرورة عدم الخلوة مع رجل غريب تحت أي ظرف ففيه من الوقاية ما
يمكن أن يقيم على كونه إجراء مطلوب ولا يجوز التفريط به لأن الخلوة أول
طريق الأنزلاق نحو تقبل واستحسان ممارسة الفاحشة وبالتالي الرضى
بالسقوط الأخلاقي من المرأة المطواعة لرغبة الرجل من نوع (عديمي الضمير).
ولعل التفرقة بين المرأة والرجل رغم كل قوانين
ودساتير العالم موجودة بقوة أو بضعف هنا أو هناك بهذا البلد أو ذاك ذلك
لأن المجتمع البشري مازال مجتمع الرجل وإثارة هذه النقطة تتطلب عقلانية
أكثر من المرأة كي تعترف بقيمومته عليها ضمن الشروط الموضوعية التي
تكفل لها معه مساواة في الحقوق والإنسانية باعتبار المرأة والرجل طرفا
الحياة المتكافئان بعضهما لبعض. |