في ظل الأجواء التي يعيشها أهلنا في العراق من
قتل وتدمير لمقدرات البلد التي هي ملك للجميع لابد لنا من تحكيم العقل
قبل العاطفة والنظر إلى الأمور بعين البصير الذي يحافظ على مصلحة أهله
وبلده بعيدا عن العواطف والانفعالات التي لم يعرف التاريخ أنها أثمرت
إلا الخراب والدمار، ونحن إذ ندين وبشدة ممارسات القوات المحتلة من عدم
التمييز بين المجرم والبريء بحجة ملاحقة المذنبين ، ندعوا أهلنا جميعاً
من الشمال إلى الجنوب أن ينتبهوا إلى أمر غاية في الخطورة وهو أنم
مايجري ليس سوى جزء من خطة يحلم بنجاحها كل من يتربص بالعراق السوء لكي
ينقض على مقدراته وخيراته ، ودليل ذلك أن الجميع ممن حولنا يتفرجون بل
ومنهم من يضح الحطب على النار ليتشفى بنا وليرى كيف نتقل ونهان وكيف
يخرب بلدنا ، فلنكن أكثر وعياً ونستخدم العقل بدل العاطفة لنرى ماهو
الصحيح وماهو الخطأ ، وماهو الذي يخدمنا مما يضرنا وهل هذه الفوضى تخدم
الشعب أم العقلانية التي نحمي بها أهلنا ومقدراتنا هي تخدمنا وعلى كل
من يستغل مشاعر الفقراء والمظطهدين من أجل تحقيق أحلامه أن يتقي الله
فيهم ويعرف أن ذنبهم في رقبته وأنه سوف يسأل في يوم القيامة أمام الله
ععن كل ماسببه لهم من آلام، ومع الأسف بدأ كل من في نفسه حقداً على
أمريكا |أو غيرها أو على غيره من الناس يستغل الفوضى وغياب القانون
والأمن ليشفي غليله وعلى حساب الآمنين من الشعب ، ليجعل منهم أهدافاً
للجنود الأمريكان الذين لايميزون بين عدوهم وغيره وبين من يطلق عليهم
النار ممن يمشي في الشارع ليذهب ضحية ذلك أبرياء وأناس لاناقة لهم
ولاجمل ، كما أن قتل الأبرياء من الناس بحجة التعاون مع الأمريكان بات
يشكل جرماً عظيماً يرتكبه من لايعرف الحق والعدل من أجل إرضاء نزواتهم
في القتل والتدمير، وأدعوا هؤلاء جميعاً إلى التعقل ومراجعة النفس
والتصرفات وحسابها ماذا تحقق هذه الأعمال لمن يقوم بها وللناس الذي
يدعي كل من هب ودب الدفاع عنهم، كما أن عليهم جميعاً أن ينتبهوا إلى أن
الأمر أكبر من ذلك بكثير وهو أنهم بقوا في هذا السبيل فسيجدون أنفسهم
يوماً غرباء في بلد طالما ادعوا الدفاع عنه وإرادة تحريره ، كما أن
عليهم جميعاً من بعثيين وغيرهم أن ينظروا إلى الأمام هل هذا يحقق لهم
ولأبائهم المستقبل الذي يطمحون إليه أم أنهم يريدون مجرد أن يحرقوا كل
شيء ماداموا خسروا كل شيء ، وعليهم أن يفهموا أنهم جزء من هذا الشعب
وأن مايسره يسرهم وما يسوؤه يسوؤهم فلو تحقق الأمن والديمقراطية فسوف
يأخذون حقهم كما هو حق كل مواطن وينعمون بما يحرقونه ويدمرونه اليوم ،
أما الطريقة القديمة في السعي إلى الكرسي بالدماء والتضحيات كما
يسمونها فهذه طريقة المجانين التي ماجرت على أصحابها إلا الموت كما
نشاهده في العصابة التي حكمت العراق بالقتل والدم وهم الآن يندبون حظهم
على خيبتهم وذلهم الذي يعيشون فيه بعدما كانوا سادة على الناس بالظلم
والبطش ، فلو كانت سيادتهم بالعدل لما جرى لهم ماجرى ، ولانريد أن نعود
إلى ذلك المنهج البغيض منهج التسلط بالقوة على رقابنا من جديد ويجب أن
نستغل جميعاً ماهيئه لنا من فرصة في الحرية والديمقراطية التي يجب أن
نصنعها وإلا سوف نندم على كل مافعلناه ونعض أصابع الندم وأولنا من يقوم
بالفوضى باسم المقاومة أو التحرير أو غيره، فنقول ليت الذي جرى ماكان ،
ولنستغل الخطاب الأمريكي في تحقيق الحرية والديمقراطية ونكشف النوايا
الحقيقية لهم من خلال السيطرة وضبط النفس، لفسح المجال لهم في تحقيق
وعودهم ، وإن لم يكن ذلك فسوف يكون لكل مقام مقال ، أما أن نجعل الفوضى
والخراب تعم البلاد والعباد، ونقول هذا هو السبيل، فهذا هو الجنون الذي
يجني على صاحبه. ومن يريد السلطة عليه أن يقدم مشروعه بعقل ومنطق وأن
يعلن ماذا في ذهنه تقديمه لا أن يقتل ويسرق ويخرب ويحرق الممتلكات
العامة بحجة المقاومة أو غيرها، فذلك سوف يجعل من المقامة الشريفة
والنبيلة التي تسعى بالعقل والمنطق إلى استقرار العراق وإنهاء الاحتلال
بأسرع وقت لا تستطيع أن تحقق أهدافها وسوف نخسر جميعاً ولا يخسر
أعداءنا بل هم المستفيدون أولاً وأخيرا، فهم يتربصون بنا الدوائر ولا
يريدون العيش الرغيد لنا حسداً منهم أو حقداً لثأر أو خوفاً على عروشهم
فلنحذر ذلك ولا ننخدع بدعواتهم للجهاد وغيرها ، فليس همهم تحرير العراق
بل همهم ماذا سيحصلون من كعكة العراق والعاقل يفهم، وعلى كل من يتولى
منصباً في العراق اليوم أن ينظر إلى مصلحة الفقراء من الشعب والمظلومين
أولاً قبل مصلحته الشخصية ليكون محبوباً منهم ومن الله تعالى والشرفاء
، وأن يحافظ على بلده ومقدراته ولايفرط بشيء منها مقابل أي شيء يحصل
عليه ، وأن لا ينشغل السياسيون بمناقشة النظريات ويهملوا العمل الذي هو
أساس النجاح والاستقرار وليقدموا كما هو أكثر أهمية أولاً ، وعلى
الجميع أن يتحلوا بالصبر ويرقبوا أنفسهم وخصوصاً من لهم رأي وطاعة بين
الناس أـن يعملوا على تهدئة الناس وعدم استثارتهم ليدفعوا بهم إلى
محرقة الموت ليتباهوا بهم ويتاجروا بأرواحهم وعلى كل من له سلطة وكلمة
أن يعمل على وقف الفوضى من خلال ضبط النفس وردع المتهورين الذين
يتصرفون بعنجهية تأتي على كل خير في هذا البلد ، وأن نكون أكثر وعياً
ونخفف من الغلظة وحمية الجاهلية التي لازالت تنخر في جسد الأمة العربية
والإسلامية حتى وصلت بنا إلى مانحن فيه اليوم من فوضى وتخلف في كل
أرجاء العالم العربي والإسلامى.
رحم الله كل الضحايا الذين سقطوا على أرض العراق
الطاهر وكل الأبرياء الذ ين ذهبوا ضحية الهمجية والجهل والظلم، في
الفلوجة والنجف وكربلاء والبصرة والموصل وفي كل شبر من أرض العراق، ,أسكنهم
فسيح جنته مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، , وقاتل
الله الظالمين والقتلة بكل أشكالهم وأخزاهم وذلهم في الدنيا والآخرة،
سوف لن يكسبوا غير الخسران المبين في الدنيا والآخرة.
Ehsan- dr@maktoob. com |