منذ أسابيع قليلة انتشرت في شوارع طهران ملصقات
بها صورة لسحلية خضراء تحث الايرانيين على تأجيل رحلاتهم لعطلة الربيع
وأن ينتظروا (السحلية). لكنها لم تأت بعد.
و(السحلية) فيلم كوميدي يحكي قصة رضا مرمولاك (رضا
السحلية) وهو لص مدان يتنكر في الزي التقليدي لرجال الدين الايرانيين
ويرتدي عمامة مثلهم كي يفلت من العقاب. لكن المفاجأة أن اللص يحرز
نجاحا مذهلا كداعية ويعيد المصلين الى المساجد.
وفاز (السحلية) بجائزة افضل فيلم في مهرجان
الفجر الدولي في طهران في فبراير شباط بعد أن ضحك جمهور المهرجان طويلا
لسخريته من امتيازات رجال الدين. ولكن هذا لم يشفع له لدى الرقابة.
ولكن علاوة على كونه فيلما مضحكا فان العمل يحمل
رسالة اخرى وهي ان المؤمنين لا يحتاجون لواسطة بينهم وبين الله. وشن
نقاد محافظون هجوما عنيفا على الفيلم ووصفوه بأنه مسيء.
وكان متوقعا ان يبدأ عرض الفيلم في دور السينما
يوم 18 مارس اذار. ولكن مازالت وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي تحتفظ
بنسخ الفيلم.
ونفى متحدث طلب عدم ذكر اسمه ان الفيلم تم منعه
وقال "تقرر تأجيل العرض فقط."
ومنذ الثورة الاسلامية عام 1979 تفرض الحكومة
قيودا على صناعة السينما لمكافحة الغزو الثقافي الغربي ودعم القيم
الاسلامية. وحدث نوع من التساهل بعد ان تولى الرئيس الاصلاحي محمد
خاتمي رئاسة البلاد عام 1997 ولكن مازالت قواعد اسلامية صارمة مطبقة
على المحتوى السينمائي ومن ضمنها ارتداء الممثلات ملابس محتشمة ومنع اي
اشارات جنسية.
وقال منتج طلب عدم نشر اسمه ان "حصول الفيلم على
موافقة بالانتاج هو ما أدهشنا اكثر من المنع. فعادة لا مجال للتسامح مع
أفلام تسخر من رجال الدين."
وقال مانوشهر محمدي منتج (السحلية) لموقع وكالة
مهر الايرانية للانباء ان أحدا لم يبلغه سبب سحب الفيلم قبل ساعات
قليلة من بدء عرضه.
وأضاف ان بعض مسؤولي وزارة الثقافة قالوا له ان
الامر يتطلب بعض المفاوضات.
وعلى الرغم من الرقابة في الداخل فازت افلام
ايرانية بنحو 300 جائزة في مهرجانات دولية خلال الاعوام العشرة الاخيرة
وانجبت السينما الايرانية مخرجين نالوا تكريما دوليا مثل عباس
كياروستامي ومحسن مخملباف.
لكن كثيرا من هذه الافلام تم تهريبها من ايران
للعرض في الخارج ولم تعرض في الداخل. (رويترز) |