على قاعة الإمام الحسين(ع) وتحت شعار كيف نواجه
الإرهاب عقد مركز المستقبل للدراسات والبحوث في كربلاء وبالتعاون مع
كلية القانون فيها ندوة علمية حضرها العديد من الشخصيات الأكاديمية
والثقافية والدينية، وتحدث فيها أساتذة في القانون ورجال دين وممثلون
سياسيون .
اهتمت الندوة بتعريف الإرهاب ودوافعه والسبل
الكفيلة للحد من هذه الظاهرة..
الأستاذ خالد عليوي
في بداية الندوة تحدث الأستاذ خالد عليوي معرفاً
الإرهاب ومتطرقاً إلى الآيات القرآنية الكريمة التي وردت فيها كلمة(
إرهاب).
بعد ذلك عرج على ذكر العناصر الرئيسية لهذا السلوك
المنحرف حيث قال: ( إنه وبغض النظر عن مصدره يحمل معنى نفسياً لا يتحقق
بدونه، كما أنه يحمل بعداً سياسياً عادة سواء كان صدر ضد السلطة أو
عنها، وهو ينطوي على تنظيم يبتغي تحقيق هدف محدد بوسائل معينة، هذا
فضلاً عن أن الإرهاب قد يصدر عن أشخاص أو جماعات لهم حقوق يطالبون بها
وقد يصدر عن جماعات تفتقر إلى مطالب واضحة).
ثم عدد السيد عليوي الأساليب الإرهابية التي يلجأ
إليها الإرهابيون، وهي قد تكون حسبما جاء في حديثه خطف طائرات أو
سيارات، أو إشعال النيران وتسميم المياه.
وحين تطرق الأستاذ خالد عليوي إلى الإرهاب في
العراق، رأى إنه شمل كل شيء تقريباً ووجه ضد العراقيين أكثر مما وجه ضد
القوات الأجنبية حيث استشهد أكثر من 12000تقريباً.
ثم خلص إلى أن تعزيز روح الحوار ونبذ العنف، وتعزيز
التعاون بين القوى السياسية والاجتماعية، والعمل على تنمية الشعور
بالمسؤولية لدا المواطن، ونزع صفة البطولة والمقاومة عن أولئك الذين
يقتلون الأبرياء بهدف دخول الجنة، هي من بين الأساليب التي يمكن أن تحد
من هذه الظاهرة الخطيرة.
المقدم الحقوقي السيد رزاق
جاء في حديث السيد مقدم الشرطة أن قوى الأمن
العراقية لم تتعامل مع هذا المفهوم سابقاً، ولم تُدَرّسه كلية الشرطة،
ثم أكد على أن جرائم مثل التي تحدث لا يمكن الوقوف بوجهها اعتماداً على
رجال الأمن وحدهم، بل لا بد من تظافر جهود الجميع.
ورأى أن الوعي الثقافي والأمني وتحصين أبناء
المجتمع فكرياً وثقافياً وتشكيل وحدات سرية، والسيطرة على الحدود
ومراقبة الأموال، وتوفير الإمكانات للأجهزة الأمنية.هي من الأساليب
التي يمكن أن تحد من هذه الظاهرة البشعة في العراق.
بعد ذلك تطرق السيد المقدم رزاق إلى خطط شرطة
كربلاء لمواجهة الإرهابيين في المناسبات الدينية المقبلة سيما زيارة
الأربعين.
الأستاذ صلاح جبير
( الإرهاب هو استخدام غير مشروع للعنف والتهديد
باستخدامه لبواعث غير مشروعة، وبشكل يهدد حياة الناس للخطر، وهو قد
يصدر عن أشخاص وربما يصدر عن جماعات، أو دول).
هكذا عرف الأستاذ جبير الإرهاب في بداية كلمته، ثم
فرق بينه وبين الجهاد، مستنداً إلى الآيات والأحاديث الشريفة التي لا
تجيز قتل الأبرياء متطرقاً إلى أخلاقيات الإسلام وقت الحرب، حيث يحرم
الإسلام قتل غير المقاتلين ولا يجيز تخريب البيوت وقلع الأشجار وغير
ذلك، بينما الإرهاب لا يفرق بين المحارب وغير المحارب.
بعد ذلك عدد الأستاذ صلاح جبير طرق مكافحة الإرهاب،
قائلاً: إن السعي لوضع مفهوم محدد للإرهاب، وتحقيق الاستقلال للشعوب
المظلومة، وتفعيل دور القانون الدولي والحوار الحضاري بين الشعوب
والأديان، فضلاً عن السعي للحد من ظاهرة الفقر، والمصالحة الوطنية
وتفعيل الأخلاق الإسلامية هي من الوسائل التي تحد من ظاهرة الإرهاب )
واعتبر الأستاذ صلاح أن الإرهاب ينشط في الأوساط
الهشة في المجتمع، وقصد بالأوساط الهشة تلك التي ينتشر فيها الفقر
ويتدنى الوعي الثقافي.
بتول محمد داود الموسوي
وتحدثت السيدة بتول الموسوي، وهي مسؤولة رابطة
المرأة المسلمة عن دور المرأة في مواجهة الإرهاب مشددة على وجوب
الاستعانة بها في هذا المجال، فهي حسبما ترى السيدة بتول تعرف مكامن
الخطر في وسطها الأسري والاجتماعي ويمكن أن تسهم بشكل فاعل في الحد من
هذه الظاهرة الخطيرة التي استجدت في وسطنا العراقي.
الشيخ ناصر الأسدي
تطرق سماحة الشيخ ناصر الأسدي إلى أخلاق المسلمين
الأوائل مقارناً بينما كانوا عليه وما وصل إليه بعض المسلمين اليوم،
معتبراً أن للإرهاب الذي ينتشر في أوساطنا هذه الأيام جذور تاريخية،
قائلاً: ( بعد استشهاد الإمام الحسين(ع) برز الخط الإرهابي بوضوح،
فيزيد وما مثله من خط سياسيي، كان إرهابياً)، واستشهد الشيخ الأسدي
بالطريقة التي تمت بها تصفية الإمام الحسين وأهل بيته.
ثم أكد على أن الخوارج أيضاً يمثلون امتداداً لهذا
الخط الإرهابي الذي نعيش مخاطره هذه الأيام، فهم حسبما جاء في حديثه،
أشداء غلاظ لا يملكون لغة حوار.
وعرج الشيخ الأسدي على البعد الفكري للإرهاب في
الوسط الإسلامي والموجه ضد المسلمين،معتبراً تكفير المسلمين هو الأرضية
التي يستند إليها الإرهابيون قبل أن يقدموا على جريمتهم بقتل من
يُكفِّرونهم. واستشهد بما كان يلاقيه الشيعة في مزار الشريف في
أفغانستان على يد بعض المتشددين، حيث يدفنون الشيعي على رأسه في حفرة
ليتركوه يموت اختناقاً!!
واعتبر الشيخ الأسدي أن الفهم الخاطئ للإسلام هو
الذي يقود إلى سلوك خاطئ كهذا قائلاً: ( الإسلام قمة في الرحمة والحق
والإنسانية... هذا الإسلام لم يصل إلى هؤلاء، فهم يقرأون آيات الجهاد
بشكل معكوس).
السيد مرتضى معاش رئيس مركز
المستقبل
رأى السيد مرتضى معاش رئيس مركز المستقبل للدراسات
والبحوث أن هدف الإرهابيين هو جعل العراق ساحة خربة يمارسون فيها
نشاطاتهم الإرهابية، فهم حسب رأي السيد معاش يهدفون إلى منع تدفق
الأموال على العراق، كما يسعون لإرهاق العقول العراقية وإرهابها حتى
تفر من العراق..
وعن الحل لمشكلة الإرهاب في العراق قال السيد مرتضى:
( الحل يبدأ من تدخل المواطن في هذه المشكلة... المواطن هنا يعتمد على
الدولة لتحل مشاكله وترتب أمره، ولكن حين تضعف الدولة أو تنهار فلابد
أن يستعيد المواطن إرادته ليحمي بلده، ويمكن أن نجمل خطة الحل من خلال
جملة من النقاط: 1ـ تشكيل جماعات من أهالي الأحياء لحماية مناطقهم
ومتابعة الغرباء والتأكد من هويتهم.2ـ تطوير الحس الأمني لدا المواطنين
من خلال برامج مكثفة من خلال أجهزة الإعلام ومن خلال الندوات
المباشرة.3ــ قطع منابع الإرهاب القادم من الخارج.4ـ البعض يعتبر
العراقيين (خونة) لأنهم لم يقفوا مع صدام الذي أوصل العراق إلى ما وصل
إليه، مع العلم أن صدام هو أول خائن للعراق! لذا يجب أن يكون هناك تحرك
إعلامي واسع لرفع هذه الشبهة وتوضيح الأمور للناس.5ـ الاتصال بالمسلمين
من المذاهب الأخرى للاعتراف بالمذهب الشيعي كغيره من المذاهب).
الدكتور عبد الكريم عميد كلية
القانون في جامعة كربلاء
أكد السيد عميد كلية القانون على وجوب نشر الوعي
الاجتماعي والثقافي بين المواطنين وتكثيف الندوات والمحاضرات
الجماهيرية التي تحظ على احترام حقوق الآخرين، كما أكد على ضرورة وجود
خطة أمنية فاعلة داخلياً وعلى الحدود كي تُمنع العناصر الإرهابية
القادمة إلى العراق من دخول الوطن.
السيدة فاطمة الربيعي / المؤتمر
الوطني العراقي
وكان للسيدة الربيعي رأي في مكافحة الإرهاب حيث
قالت: ( الإرهاب يبدأ مع الجهل، لذا لا بد أن نحرص على إدخال جميع
الأطفال إلى المدرسة وأن نعلمهم ما هو الإرهاب، وننشر في أوساطهم وعياً
ثقافياً يحترم الإنسان ويمنع الاعتداء عليه).
الأستاذ سليم/ حقوقي
رأى وجوب وضع خطة أمنية مناسبة تقي مدينة كربلاء
المقدسة وسائر المدن العراقية الأخرى شر الهجمات الإرهابية، وأكد على
أهمية وجود جهاز استخباراتي فاعل يجمع المعلومات حلو الإرهابيين. |