أقرأ بين الحين والاخر مقالات وكتابات بين مرحبه
وناقدة تتعلق بمواد أو فقرات أو بعض عبارات واردة في قانون إدارة
الدولة المؤقت الجديد ، وهذا بطبيعة الحال شئ لا ريب فيه بالعكس مرحب
به وشئ طبيعي ولا يمكن أن يكون الجميع متفقون وراضون عما جاء في
القانون المؤقت للمجلس الانتقالي ، وهي حالة طيبة تتماشى ومنسجمة مع
منطق وروح الديمقراطية التي نتمنى أن تترسخ أكثر في عقل وفي تصرف كل
العراقيين ، بداية من السياسيين مروراً بكل أفراد وفئات الشعب العراقي
وبدون أستثناء.
وهنا لا بد من التأكيد والقول بأن الواجب
والوظيفة الوطنية تقع أكثر على كاهل كل المثقفين والكتاب المخلصين ومن
يدرك معنى ومفهوم الديمقراطية، أقول أكثر من غيرهم لكونهم الفئة التي
يمكن ان تساعد في نشر مفهوم الديمقراطية وفي ترسيخ مبادئها في بلاد
الرافدين التي غابت عنها ولعقود طويلة شمس الحرية والديمقراطية.
لقد طالعتنا بعض المقالات والكتابات التي يتهجم
أصحابها إلاعزاء على مسألة اعتراض هذا الطرف أو ذلك على بعض ما جاء في
بنود مواد إدارة الدولة المؤقت ، وأعتبار إن تلك ألاعتراضات هي مخالفة
ومتناقضة وخروج عن كافة التحالفات والعلاقات التاريخية التي كانت قائمة
بين مختلف العراقيين.
لقد بدأت بعض الاقلام بالتشكيك بكل تلك العلاقات
والمواقف التاريخية الصادقة ، التي كانت قائمة على أساس مناهضة كل
السياسات الديكتاتورية وأشكال القمع والانحراف التي كانت ترتكبها
الانظمة السابقة في العراق بحق أبناء شعبنا في الشمال وفي الجنوب وفي
الوسط والتي حولت العراق الى بلاد لا يحسده حاسد عليه.
إن وصف وتوصيف بعض الكتاب بأن من يعترض أو من
أعترض على بعض بنود القانون الجديد هو خروج عن مبدأ تلك التحالفات
والعلاقات التاريخية ، هو كلام غير مسؤول وغير مدرك لما يقوله في واقع
الامر ، لأن العلاقة التي كانت بين كل العراقيين الشرفاء ضد سياسات
الانظمة والنظام السابق بوجه التحديد لم تكن قائمة على أساس مصلحة
مرحلية او مؤقتة أو لأجل تحقيق ربح سياسي أو دستوري، تنتهي مع أنتهاء
تحقيق تلك الغاية أو الهدف المرحلي وينتهي معها روح الاتفاق الاخوي
والعلاقات الصادقة ، بل هي مواقف تعتمد وتستند في مجملها وفي محورها
على إن العراق هو لكل العراقيين لشعب واحد بعربه وبكرده وبتركمانه وبكل
أطيافه الاخرى ، وهو ليس لفئة معينة أو لفئة صغيرة طائفية فوضوية ضالة
يمكن أن تتحكم بكل مقدرات العراق وبكل أطيافه.
وكلنا يتذكر المواقف التاريخية للمرجع الديني
الكبير السيد محسن الحكيم رحمة الله عليه التي منعت وحرمت قتل ومحاربة
ألاكراد ومناصرتهم ضد الطغيان والظلم.
ولا ننسى كذلك العلاقات التاريخية والطويلة
الصادقة التي كانت قائمة بين كافة مراجع الدين في النجف وكربلاء مع
اخوانهم من المراجع السياسية والدينية في كردستان العراق وخصوصاً تلك
العلاقات المميزة والمعروفة مع الشخصية التاريخية مصطفى البارزاني رحمه
الله.
إذا لم يكن الهدف من مناصرة المظلومين
والمضطهدين في العراق وخصوصاً أخواننا ألاكراد نابعاً من مصلحة فردية
أو طائفية ضيقة ، ولم يكن أساس هدفها هو تحقيق مصلحة مرحلية تتعلق برفض
أو قبول بنود مادة قانونية أو دستورية ، انما كان الهدف هو أسمى وأكبر
ألا هو تحقيق المساواة وحق العدالة بين كافة أفراد الشعب العراقي والتي
تم مصادرتها من قبل الانظمة الفاسدة السابقة التي حكمت العراق والتي
أزدادت وحشية وفتكاً في عهد النظام البعثي المقيت السابق.
بهذه المناسبة أدعوا كافة الشرفاء والمخلصين من
أبناء شعبي العراق أن يتحملوا مسؤولية بناء عراق جديد وتعددي ، تحترم
به كل الاراء والاصوات الشريفة وأن لا نشكك بكل رأي مخالف أو مغاير
لرأي الاخرين ، وأن لا ننسى بأن مهمام بناء عراق جديد وديمقراطي هي
مهمة الجميع ، وأن ممارسة روح الديمقراطية ومبادئها هو لا يتناقض مع
موضوع ومبدأ التحالفات والعلاقات التاريخية المبنية على روح رفض الظلم
والدكتاتورية وكذلك على روح الاخوة والمواطنة السليمة بين كل الشرفاء
من العراقيين.
Mutawak93@hotmail.com |