أوضحت حلقة نقاش مقفلة في مكتبة الكونغرس بعنوان
دور أمريكا في العالم، ضمت مستشاري الرئيسين الأمريكيين الأسبقين كارتر
وجورج بوش الأب للأمن القومي وزبيفنيو بريجنسكي والجنرال برنت سكوكروفت،
وسفير الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة في إدارة بيل كلينتون
ريتشارد هولبروك، وفي محور السؤال هل لأمريكا ميول إمبراطورية؟
وقال بريجنسكي نعم أن للولايات المتحدة ميولاً
إمبراطورية، الإمبراطورية حاجة فلو لم تكن أمريكا في أوربا بعد انتهاء
الحرب العالمية الثانية لما كانت هناك أوربا التي نعرفها اليوم مع ذلك
على الولايات المتحدة أن تكون حذرة في ما يتعلق بهذا الميل لئلا تتعرض
للعزلة..
سكوكروفت قال: ليس لدينا ميل إمبراطوري، فنحن
نتحرك لحل الأزمات والمشكلات وبدل استخدام تعبير (إمبراطوري) يفضل
القول أننا سائدون بما أن لا قوة قادرة على تحدينا.. وجميع القوى التي
كانت موجودة خلال الحرب العالمية الثانية اختفت من الساحة.
هولبروك.. للكمات معان ونتائج.. وكلمة
إمبراطورية ليست خاطئة فحسب، بل أنها تؤثر سلباً في مصالح الولايات
المتحدة الأمريكية إن الأمريكيين مناهضون للإمبريالية، والسياسة
الخارجية الأمريكية من عام 1947 إلى 1992 كان محورها محاربة إمبراطورية
الشهر علينا أن نضطلع بمسؤولية القيادة التي تتناسب وقوتنا من جهة،
وتستخدم من الموارد ما يتماشى وخطابنا من جهة أخرى..
وحول السياسة الأحادية الأمريكية قال بجنسكي:
ثمة تمييز بين الرغبة السياسية المبدئية والظروف السياسية الموضوعية..
لقد سمح سقوط الاتحاد السوفيتي بقيام سياسة أحادية نظراً إلى غياب قوة
قادرة على الوقوف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية وقول الرئيس بوش
إن (من ليس معنا فهو ضدنا) ليس أفضل وصفة لإدارة التحالفات الدولية..
أحذروا من استخدام هذا التعبير لقد كان لينين وليس جورج دبليو بوش.
وقال سكوكروفت: تمارس الولايات المتحدة الأحادية
بسبب ضيق صبرها فلا تستطيع دولة ما في العالم ممارسة دور القيادة ولا
حتى الأمم المتحدة من دون دعم الولايات المتحدة الأمريكية والسؤال: إذا
لم تضطلع أمريكا بدور القيادة فمن يقوم به؟ كانت هجمات 11 أيلول 2001
بمثابة جرس نبه إلى أن الخطر الحقيقي، ولم تكن هناك حاجة لانتظار
موافقة الآخرين.
هولبروك: من عهد الرئيس فرنكلين روزفلت إلى عهد
كلينتون كانت السياسة الأمريكية الخارجية متعددة الطرف عند المستطاع،
وأحادية عند الاضطرار أما بالنسبة إلى هذه الإدارة فهي أحادية عندما
يكون في المستطاع، ومتعددة الطرف عند الاضطرار..
وحول موضوع الإرهاب ونشر الديمقراطية في العالم
العربي قال بريجنسكي إن مبدأ الحرب على الإرهاب لا ينبع من تحليل سليم
للمشكلة فمن هم الإرهابيون؟ ومن أين أتوا؟ ما هي دوافعهم؟ للإرهاب
أسباب خاصة، والأجدى معالجة هذه الأسباب.. إن الإرهاب في ذاته ليس عدواً
بل هو تقنية؟!!
أما سكوكروفت فقد قال: الحرب على الإرهاب ليس
تعبيراً سيئاً أو مسيئاً أنها ليست حرب حضارات ولا تقتصر على جغرافية
محددة علينا التعامل مع الإرهاب بالجملة وليس بالمفرق. هل كان على
القوات الأمريكية أن تكمل طريقها إلى بغداد عام 1991؟ مضيفاً عام 1991
قلت للرئيس جورج بوش الأب يمكننا إكمال طريقنا حتى بغداد ولكن إذا
فعلنا ذلك فسنبدو قوة محتلة أجنبية ونصبح هدفاً ولن أبدل رأي اليوم في
ضوء ما رأيناه في العراق أخيراً وفي محور الديمقراطية في الشرق الأوسط
قال بريجنسكي: إن الديمقراطية السياسية لا تنفصل عن الكرامة السياسية
لا نستطيع أن نطبق الديمقراطية على شعب يرزح تحت الاحتلال فلو مل ننه
احتلال ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية لما كانت هناك ديمقراطية في
تلك البلدان اليوم وعلينا أن نعترف برغبة الشعوب في تحقيق كرامتها
لندعم السلام في الشرق الأوسط.
سكوكروفت قال: الديمقراطية قضية معقدة.
والانطلاق نحوها قبل التصدي لشروط تحقيقها عمل محفوف بأخطار كثيرة.
هولبروك: دعم الديمقراطية في العالم العربي
مسألة تستحق جهداً وإذا كنا نسعى إلى نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط
فإن العراق ليس المكان الأصلح للانطلاق، فالديمقراطية ليست مجرد
انتخابات حرة، بل هي حكم القانون والشفافية وأسلوب في إدارة الحكومات. |