اعلنت هيئة الاتصالات الايرانية انها حققت خلال
عشرين يوما ارقاما قياسية في مبيعات خطوط الهاتف المحمول حيث باعت 5,6
مليون خط على الرغم من ارتفاع السعر الذي بلغ 530 دولارا للخط الواحد
ما عاد على خزينة الدولة بمليارين و930 مليون دولار.
واعلنت هيئة الاتصالات التي كانت تتوقع مبيعات
تصل الى مليوني خط حتى العاشر من اذار/مارس الاحد انها ستضطر في سياق
الاقبال الكبير الى اعتماد مبدا القرعة لمنح الخطوط الاولى عام 2005.
وتعهدت بان تبذل كل ما في وسعها للوفاء بما
تعهدت به.
وتهافت ملايين الايرانيين على مكاتب البريد
والمصارف لشراء خطوط للهاتف المحمول بسعر مرتفع يبلغ 530 دولارا على
الرغم من انهم لن يتسلموا اي خط قبل مضي عام كامل. الى ذلك يبقى الحصول
على جهاز الهاتف نفسه الذي يراوح سعره بين مئة والف دولار وهو مبلغ
يعتبر ثروة في ايران.
وسواء كان الهاتف المحمول للعمل او للتباهي فعلى
الايرانيين اما ان يدفعوا مبلغ 1200 دولار للحصول على الخط في السوق
الحرة او انتظار طرح الخطوط العشوائي من قبل الهيئة الوطنية للاتصالات.
وبدت طوابير الانتظار للحصول على خط هاتفي اطول
من الطوابير في الانتخابات التى جرت في الوقت نفسه وبلغ فيها الامتناع
معدلات قياسية كما يحب الايرانيون ان يرددوا بسخرية.
ولم يكتف العديد من الايرانيين بشراء خط واحد بل
سعى الكثير منهم الى شراء حتى 15 خطا.. والسبب بسيط هو الاستثمار في
بلد تندر فيه مثل هذه الفرص وحيث يتوجه المستثمرون الى سوق العقارات او
السيارات التي يتصاعد سعرها عاما بعد خلافا للبلدان الاخرى. في هذا
الاطار يعتبر الهاتف المحمول استثمارا يتضاعف خلال عام واحد.
واستنادا الى الصحف فان مواطنا ايرانيا اشترى
خمسة الاف خط.
ولا شك ان الشبكة المحدودة في ايران هي التي
ستدفع الثمن في مواجهة هذا الاقبال اذ ان المتصل يمكن ان يحاول الاتصال
اكثر من عشر مرات بدون ان يفلح بسبب "الاشباع" ليستمع في كل مرة الى
الرد الالي "الخطوط مشبعة" او "تعذر الاتصال بالرقم .. حاول ثانية".
ويتعين على ايران حيث الاتصالات سواء الثابتة او
المحمولة احتكار للدولة ان تستعين بالخبرات الاجنبية لتطوير قطاع يعاني
بشدة من المشاكل التقليدية للاقتصاد الايراني.
وقد عهدت الدولة بانشاء شبكة ثانية خاصة الى
كونسورسيوم دولي تتولى زمامه الشركة التركية "تورك سيل" ويضم شركة "اريكسون"
السويدية و"تيلياسونيرا" الفنلندية في استثمار يبلغ 3,1 مليار دولار
على 15 عاما.
وقال وزير الاتصالات احمد معتمدي "حتى نهاية
السنة (الايرانية) سيرتفع عدد خطوط المحمول الى 3,5 مليون خط والسنة
المقبلة (بين اذار/مارس 2004 والشهر نفسه من 2005) سيكون هناك مليونا
خط جديد قيد العمل".
وتسعى الحكومة الى رفع عدد الخطوط الى عشرة
ملايين خلال السنوات الخمس المقبلة. وستكون الخطوط الجديدة اقل كلفة
(1,5 مليون ريال او 178 دولارا) لكن الاتصالات ستكون اغلى. وفي مدى 15
عاما سيكون لدى الشبكة الثانية 16 مليون مشترك.
بانتظار هذا العرض الكبير فان القرعة لاختيار
اوائل المحظوظين ستجري في السادس عشر من ايار/مايو المقبل.
وتفيد ارقام مراكز البريد والاتصالات بان حوالى
740 الف خط بيعت في اول يومين لعمليات البيع التي بدأت يوم السبت.
وقال سائق سيارة اجرة ساخرا ان "طوابير الانتظار
لشراء هاتف خليوي كانت اطول من طوابير التصويت" في اشارة الى
الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة الماضي. وهكذا صرف الايرانيون
مبلغا اجماليا يقدر بحوالى 390 مليون دولار.
فاشترى كل زبون كمعدل وسطي بين ثلاثة او خمسة
عشر خطا.
وبتدفق هذه الهواتف الجديدة ستواجه الشبكة
ازدحاما خصوصا وانها تجاوزت حدودها اصلا. ففي بلد مولع بالاتصال فان
امتلاك هاتف خليوي يمكن ان يتحول الى كابوس اذ يمكن تكرار الرقم نفسه
عشر مرات للتمكن من الاتصال بالشخص المقصود بعد سماع شتى انواع الرسائل
الرقمية مثل "الشبكة مزدحمة" او "محادثك لا يمكن الاتصال به".
ولتطوير قطاع يعاني من الافات التقليدية
المرتبطة بالاقتصاد الوطني تضطر ايران التي يخضع قطاع الهاتف فيها
الثابت والنقال لهيمنة الدولة للاستعانة بالخبرات الاجنبية.
ومن المتوقع ان تكون كلفة الخطوط الجديدة ارخص
عند الشراء (1,5 مليون ريال اي ما يعادل 178 دولارا اميركيا) لكن كلفة
الاتصالات ستكون اغلى.
ويتوقع في خلال خمس عشرة سنة ان تضم الشبكة
الثانية للهواتف النقالة 16 مليون مشترك. في الانتظار وعدت اجهزة
الاتصالات بتسديد المبالغ للشارين الذين لم يتلقوا خطهم بعد سنة.
وليس الحالة خاصة في ايران فقط بل ان في عام
2015 سيصبح اربعة مليارات انسان اي نصف سكان العالم يستخدمون هواتف
محمولة ارتفاعا من نحو 1.3 مليار الان.
وقال جورما اوليلا رئيس مجلس ادارة شركة نوكيا
الفنلندية للهواتف المحمولة انه بحلول عام 2008 سيصبح عدد مستخدمي
الهواتف المحمولة ملياري شخص. وتنتج نوكيا اثنين من كل خمسة اجهزة
محمول من انتاج شركات عالمية.
وقال اوليلا في كلمته الافتتاحية امام مؤتمر
ومعرض عالمي سنوي للمحمول "الاتصالات المحمولة بمقدورها ان توفر خدمة
اتصالات لنصف سكان العالم بحلول 2015 اي حوالي اربعة مليارات انسان."
واضاف ان زيادة عدد المشتركين في خدمات الاتصال
الهاتفي المحمول الاساسية في اسواق ناشئة خاصة في الصين والهند
واندونيسيا والبرازيل وروسيا ستشكل النمو الاكبر في صناعة الهاتف
المحمول.
واصبحت الصين اكبر أسواق العالم للهواتف
المحمولة من عامين وانتزعت اللقب من امريكا.
وقال اوليلا انه في بلدان متقدمة حيث التغطية
الواسعة لشبكات المحمول فان حجم المكالمات اللاسلكية سيفوق خطوط
التليفون الثابت مثلما هو الحال في ايطاليا وجمهورية التشيك والبرتغال. |