(الكتابة عن سيرة الأئمة الأطهار (عليه السلام)
من أهم وأخطر المسائل التي تبحث ويكتب فيها. يجب أن تعرض سيرة الإمام
المعصوم كما هي، واعتبار كل قول أو فعل أو موقف أتخذه الإمام سنة
للمسلم تهدي إلى سواء السبيل).
نقرأ في (المقدمة) هذه التعابير:
أن بعض كتب التاريخ وأحوال الرجال في الماضي قد
تلاعبت بها أيدي الكتاب والمؤرخين خصوصاً في حياة الأئمة الأطهار
وتناقضت بشكل صريح مع العصمة والطهارة التي فضلهم الله بها حيث أذهب
الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا.
وتحري الصحيح من السيرة والكتابة عنها تحليلاً
أو سرداً بشكل موضوعي يرفعان جانب الخطورة من الإجحاف بحق المعصوم أو
محاولة تحميل سيرته ما لا تحتمل.
ونقرأ في حقل (الولادة المباركة) هذه التذكيرات:
والده:
الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وهو الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين.
أمه:
حميدة المصفاة أندلسية الأصل ويقال أنها بربرية..
أعتنى الإمام (عليه السلام) بتربيتها وتعليمها فصارت عالمة فقيهة.
وقد قال عنها الإمام الصادق (ع): (حميدة مصفاة
من الأرجاس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتى أديت إلى كرامة من
الله لي والحجة من بعدي).
ألقاب الإمام:
ألقاب كثيرة، عد المؤرخون منها عشر من أهمها:
العبد الصالح
قال سبط بن الجوزي: موسى بن جعفر كان يدعي العبد
الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل.
الكاظم:
وهو أشهر ألقابه.. سمي به لما كظمه من الغيظ،
وصبر على فعل الظالمين، حتى مضى قتيلاً، في حبسهم ووثاقهم.
قال ابن الأثير في مطالب الفصول ص76.
قال يلقب بالكاظم، لأنه كان يحسن إلى من يسيء
إليه و كان هذا من عاداته.
وقال الذهبي:
موسى الكاظم – الإمام القدوة ذكره أبو حاتم فقال:
ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين له عند الترمذي وابن ماجه حديثان له
مشهد عظيم مشهور ببغداد.. وفاة موسى الكاظم في رجب سنة 183م.
أولاد الإمام الكاظم (ع):
قال الشيخ المفيد في الإرشاد:
وكان لابي الحسن موسى (ع) سبعة وثلاثون ولداً
ذكراً وأنثى منهم..
ثم نقرأ في حقل (القرآن في منظار الإمام موسى بن
جعفر (ع) هذه السطور:
يحتل القرآن الكريم مكانة عظيمة عند أئمة أهل
البيت (ع) تجسد تلك العلاقة الوثيقة والارتباط الذي عناه رسول الله
(ص):
إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل
بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
وقد جسد الأئمة الأطهار تلك العلاقة المتميزة مع
القرآن الكريم تلاوة وتفسيراً ودعوة.
وهذا الإمام موسى بن جعفر (ع) روى الناس عنه:
أنه كان أحفظ زمانه لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً للقرآن وكان إذا قرأ
يحدر، ويبكي ويُبكي السامعين لتلاوته، وكان الناس يسمونه زين المتهجدين.
وقال حفص – أحد القراء السبعة عن قراءة الإمام:
ما رأيت أحداً أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر ولا أرجى للناس منه،
كانت قراءته حزناً، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً.
التفسير:
عن المفضل قال: سألت أبا الحسن (ع) عن شيء من
الصفة؟
قال: لا تجاوز ما في القرآن (ليس كمثله شيء)
المقصود صفة الله!
وهذا المعنى يدفع شبهة التجسيم التي راحت في ذلك
الزمان.. والتي جاءت مع الإسرائيليات، ودخلت النصوص الدينية.
المؤلف:
محمود آل سيف
سمات
الكتاب: الطبعة الأولى
1424هـ - 2004م
(63) صفحة من القطع الكبير
الناشر:
دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر التوزيع (بيروت – لبنان) |