المشهد الاول
صبيحة العاشر من محرّم الحرام,,بعد الاتّشاح
بالسواد الملازم للعراقيات والعراقيين منذ عقود خلت خرج الكثيرين
ليؤدّوا شعائر ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي ,وعلى سجيّتهم
المعهودة وطيبة وصدق نواياهم ذهبوا الى اماكنهم الدينية المقدّسة لكي
يؤدوا التحية والسلام وليذرفوا دمعة تذكّرهم بالاعزاء الاحبة الذين
غيبهم نفس الظلم الذي أحاق بابن بنت رسول الله (ع) فهي مناسبة لأستذكار
المظلومين وإظهار العواطف الجيّاشة التي تملا الصدور العراقية المتعبة
من ثقل الهموم ,,تلك امٌّ تبكي الحسين لانه يذكرها بإبنها الذي أعدمه
شمر العراق الثاني
وذلك أب يلفُّ يشماغه على فمه عاضاّ عليه
بأسنانه يعتصر الام السنين وجروح العمر التي لاتندمل بفقد الاخ والابن
والقريب والصديق ,,ولعمري يكاد لايوجد شخص أتى لاداء عاشوراء لايمتلك
نفس النوع من الظلم الذي حدث في عاشوراء الاولى..تلك بنت صغيرة لاتتعدى
العشرة سنوات جاءت مع امّها مرتدية العباءة السوداء والحجاب الاسود
والجواريب السوداء السميكة التي توحي للمشاهد بانه امام امراة وليس
طفلة بعمر الورود,ترى من هي تلك الطفلة
شلونج عمّو
زينة الحمد لله (بحياء)
هاي شنو هاي شكد لايق عليك الحجاب الاسود
والعباية
تضحك بخجل.
ومن دون أن تُسأل قالت (أنا اتيت مع ماما لنزور
الامام الكاظم ولكي ندعوا الله ان يرحم ابي الذي قتله المجرم صدام)
وما ان ذهبت بعيدا هي وامّها تهمّ بالدخول الى
الصحن الشريف حتى تطايرت الاشلاء والتفت بالسواد لتحتشم به عند
الارتطام بالبقعة الطاهرة لحظة (السقوط الارتفاع) السقوط كجسد طاهر على
ارض أبا الجوادين(ع) والارتفاع في نفس اللحظة لتلك الروح الى جنان عدنٍ
عند مليك مقتدر..!!!
شحرجت الحناجر وفغرت الافواه !
الله اكبر ,,,ثم العجز عن نطق أي كلمة اخرى!
كأن الله كتم على الافواه الموجودة في تلك
البقعة الشريفة من ان تنطق سوى كلمة الله اكبر..لاحول ولاقوة الا بالله
العلي العظيم,,حسبي الله ونعم الوكيل
بأي ذنبٍ قتلت؟ نسائنا... بناتنا؟
اطفالنا.. اخواننا.. رجالنا؟
هل شاهدتم وسمعتم أصطكاك الاسنان اللبنية لذلك
الطفل ذو الستة سنوات وهو يلفظ انفاسه الاخيرة مقطّع اليدين مرمياً على
وجهه بجانب مرقد الامام العباس(ع) في كربلاء؟
ألاتستحق هذه الصورة من البكاء عليها ..التنهد
..النشيج...النحيب
الم تحطم هذه الصورة انسانيتكم لحد الان؟
ام هو شعار رُفع وقرار أُتّخِذ بقتل الرافضة
وإستباحة دمائهم وحرماتهم وأن لاتأخذهم فيهم براءة طفل او شيبة عجوز؟
هل لاحظتم تلك العائلة التي ركبت ولأول مرة في
عمرها بعربة حمل الخضار التي لاتعلم الى اين تتجه بهم وسط الدماء؟
المشهد الثاني
قتل مليوني عراقي وتوزيع الحلوى!
تناقلت الاخبار الحادث ووصلت الصور لحظة
بلحظةالى كل أصقاع الارض,
لقد بكى البوذيين والكفار الملحدين على حمّام
الدم الكربلائي الكاظمي!!وفي نفس الوقت أصاب الوجوم والحزن الاخرين
البعيدين في اصقاع الارض ولكن مايزيد المصيبة هولاً وفزعاً تلك
التهاليل والتبريكات المرفوقة بنثر الحلوى والورود على الرؤوس الحاقدة
الفارغة في احد بلاد المسلمين!!انه يوم البشرى الذي طال إنتظاره يزفه
اليهم احبابهم من المجاهدين في سبيل ابليس اتباع دين محمد بن عبد
الوهاب حبيب ابليس وابنه الغير شرعي الذي جاء من النار(الم يخلق الله
تعالى ابليس من النار)؟أم هي بدعة اخرى!!
ولكن حتى ابليس شعر بالخجل من هذه الواقعة
الرعناء المتمادية جداً عن الحدود
فمسألة قتل اكثر من مليوني مسلم مع سبق الاصرار
والترصّد لم يحدث لها شبيهاً في التأريخ ابداً
ولكي نحيط هذه النقطة اهتماما اكثر نقول عند
مراجعتنا لتاريخ الحروب بين الامم والدول مرورا بالحرب العالمية الاولى
والثانية فلم نجد حادثة تذكرنا بان جيوش هتلر قد قررت ان تقتل مليوني
شخص مرة واحدة مع سبق الاصرار والترصد!!!
حتى القنبلة النووية التي اطلقت على هيروشيما
وناكازاكي لم تكن تستهدف قتل هذا العدد الذي تجاوز المليونين!!
ترى هل دخلنا في حرب ابادة شاملة للشيعة
والمسلمين المعتدلين الاخرين بسبب اننا لسنا مسلمين ورافضة وقتلة
واصحاب زواج المتعة وزوار القبور والمعتدين على صحابة رسول الله واصحاب
البدع التي هي ضلالة تنتهي في النار على حسب اعتقادهم فينا..
اريد ان أحلفكم بأبليس لانكم لاتعرفون الله ابداً..
هل ان بدعة قتل مليونين شيعي بنسائهم باطفالهم
بمقدساتهم بتاريخهم بثقلهم بانسانيتهم بعوائلهم وفي بلدهم!!اليست هذه
بدعة تستحق ان تكون ضلالة تنتهي في النار ام لا؟
طيب لننساكم ولنتجه الى المسؤولين عن رعاية بيت
الله والمسلمين لاسألهم..
اليس من واجب من يقوم برعاية بيت الله وحجيجه
ومقدسات المسلمين ان يقوم بالتنديد والاستنكار اللائق الشديد لهذه
البدع والاعمال الارهابية التي هي تنبع من نفس الملّة الموبوءة
الموجودة في السعودية..
هل تريدون ان يقدّم لكم جميع العالم العزاء
بمصابكم في احداث الرياض وتطلقون عليها احداث ارهابية وتسكتون
ولاتنبسون ببنت شفة لكي تدينوا بصورة واضحة الارهاب الذي حصل في كربلاء
والكاظمية؟
وفي الاخير تطلع علينا وكالة الانباء السعودية
ببيان خجول يرفض الاعتداءات (دون توجيه صفة الارهابية) على العراقيين
العزّل..
واخيرا اقول لكم عندنا مثل الكل يعرفه يقول اكعد
أعوج واحجي عدل..
نذكركم مثلما نذكر ابناء الابتدائية من اطفالنا
بان الساكت عن الحق شيطان اخرس..
واليوم نقول الساكت عن حق العراقيين في بيتهم
ووطنهم وشعائرهم ومستقبلهم هو شيطان اخرس ملعون في الدنيا والاخرة..
أخمدوا النار التي تأتي من جهتكم لئلا تهب الريح
المعاكسة لتصليكم بها بعد ان صليتم ببعضها في الايام السابقة..
المشهد الاخير
حمام دم إختلطت فيه الاشلاء الطاهرة مع النتنة!
راية بيضاء يرفعها كالعادة الذين يموتون يومياً
من ابناء العراق وهي لاترمز الى استسلامهم ولكنها ترمز الى الجنوح
للسلم والتسامح خوفاً على الاسلام ونعوش بيضاء ملفوفة برايات سوداء
وحمراء تسير وسط بحر من الدموع الحارّة.
حريق لاهب بين حنايا الضلوع العراقية المتعبة..
وياخوفي من إنتفاضة الاسد الحزين الساكت على
ظلمه..
حينها سوف لاتكون نهاية واضحة للمشهد الاخير من
الفيلم الذي لايرغب احداً ان يشاهده لحد الان.. |