أثنى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)
على قرار ولاية ألباما تغيير سياساتها الخاصة بصور رخص قيادة السيارات
للتوافق مع حاجات النساء المسلمات الدينية والسماح لهن بارتداء غطاء
الرأس الإسلامي (الحجاب) في صور رخص القيادة.
وكانت كير قد طالبت إدارة السلامة العامة بولاية
ألباما في شهر يناير الماضي بمراجعة سياساتها الخاصة بمنع جميع أغطية
الرأس في صور رخص القيادة، وذلك بعد تلقى كير لتقارير من مسلمات بولاية
ألباما تفيد بحرمانهم من استخراج رخص قيادة لرفضهن التقاط صورهن بدون
غطاء الرأس الإسلامي، كما طالبت كير مسانديها بالاتصال بالجهات المعنية
بولاية ألباما ومطالبتها بتغيير سياساتها، وقد شارك في الحملة مئات من
المسلمين المعنيين بالقضية.
وتنص السياسة الجديدة على ضرورة ظهور وجه أصحاب
الصورة كاملا في صور رخص القيادة، كما توضح أن "أغطية الرأس ... مسموح
بها فقط في حالات تتعلق بالاعتقادات الدينية أو بالظروف الطبية".
وفي تصريح لكير توجه إبراهيم هوبر المتحدث باسم
كير بالشكر إلى بوب ريلي حاكم ولاية ألباما على "إقراره لحاجة الولاية
للاستجابة للمعتقدات الدينية لمواطنيها"، كما شكر هوبر "الأفراد
والجماعات – مثل مكتب اتحاد الحريات المدنية بألباما وقيادات المسلمين
بالولاية – الذين اتصلوا بمسئولي الولاية أو التقوا معهم لدعم الحريات
الدينية".
وأشار هوبر إلى أن تغيير ولاية ألباما لسياساتها
جعلها تنضم لغالبية الولايات التي تسمح فعليا باستثناءات طبية ودينية
في سياسات أغطية الرأس بصور رخص قيادة السيارات.
وجدير بالذكر أن كير معنية بالدفاع عن حقوق
المسلمين وصورة الإسلام بالولايات المتحدة وأن لكير 25 مكتبا وفرعا
بأمريكا وكندا.
كما أثنى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)
وهو أكبر المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق المسلمين وصورة الإسلام
بالولايات المتحدة على تصريحات أدلى بها مؤخرا روبرت مولر مدير مكتب
التحقيقات الفيدرالي وأشاد فيها بوطنية مسلمي أمريكا وبتعاون قياداتهم
وبإسهامهم الكبير في نجاح جهود مكتب التحقيقات الفيدرالي في فترة ما
بعد أحداث سبتمبر 2001، وجاء ذلك خلال لقاءات صحفية متفرقة عقدها مولر
مؤخرا.
ففي الرابع والعشرين من فبراير الحالي ذكر روبرت
مولر في جلسة استماع عقدتها لجنة استخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي أن "المسلمين
الأمريكيين والعراقيين الأمريكيين والعرب الأمريكيين قد ساهموا بقدر
كبير في نجاحنا"، وأضاف قائلا "بالنيابة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي
أود أن أشكر هذه المجتمعات على مساعداتهم ولالتزامهم المستمر بمنع وقوع
الأعمال الإرهابية".
وفي السابع عشر من فبراير الحالي وردا على أسئلة
بعض الإعلاميين العرب في لقاء جمعهم بروبرت ميلر في نادي الصحافة
الوطني بالعاصمة واشنطن، ذكر ميلر أنه "منذ 11 سبتمبر تلقينا في أمريكا
مساعدة وتعاون كبيرين من المسلمين الأمريكيين والعرب الأمريكيين والسيخ
الأمريكيين. ولكل هذا أشعر بامتنان فائق، لقد عقد مسئولي المكتب عبر
أمريكا لقاءات متكررة مع قيادات المسلمين الأمريكيين، كما التقيت بشكل
دوري مع قياداتهم في واشنطن".
وقال مولر "أريد أن أضيف أن 99.9 % من المسلمين
الأمريكيين والعرب الأمريكيين والسيخ الأمريكيين هم وطنيون ومساندين
للولايات المتحدة مثل العديد منا هنا في الولايات المتحدة، وقد ظهر هذا
منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر".
وردا على سؤال أخر أشار مولر أنه لم يسمع
بتصريحات النائب بيتر كينج المعادية لمسلمي أمريكا، وقال أنه يحب أن
يؤكد مجددا على مكتب التحقيقات الفيدرالي تلقى "تعاون كبير جدا من
المسلمين الأمريكيين. وأنا أتوقع أن يستمر (هذا التعاون)".
وقد أرسل نهاد عوض المدير العام لكير خطابا إلى
روبرت مولر في الخامس والعشرين من فبراير عبر فيه عن تقدير كير لعبارات
مولر الأخيرة خاصة في سياق حملة التشكيك والاتهامات التي يتعرض لها
مسلمو أمريكا في الآونة الأخيرة والقادمة من قبل بعض الشخصيات السياسية
المعروفة مثل النائب بيتر كينج، وقال عوض في خطابه أن "مئات المساجد
عبر الولايات المتحدة طورت علاقات تنسيق مع مسئولي تنفيذ القانون مع
سلطات تنفيذ القانون المحلية خلال السنوات الأخيرة"، وأن يجب الحفاظ
على هذه العلاقات الإيجابية.
وقد أثارت تصريحات مسيئة لمسلمي أمريكا أدلى بها
عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية نيويورك النائب الجمهوري بيتر كينج
في أوائل شهر فبراير الحالي انتقادات مسلمي أمريكا ومنظماتهم، إذ وصف
كينج 85 % من قادة المسلمين الأمريكيين بأنهم "أعداء يعيشون بيننا"،
كما اتهم جميع المسلمين الأمريكيين بعدم التعاون في الحرب على "الإرهاب".
وقد صفت كير تصريحات كينج في بيان نشرته في
الحادي عشر من فبراير بأنها عبارات "لا أساس لها"، وبأنها محاولة
مرفوضة لتهميش مسلمي أمريكا سياسيا، ودعت كير كينج إلى اللقاء مع
قيادات مسلمي أمريكا للتعرف على المجتمع المسلم الأمريكي من قرب.
كما بدأت كير حملة لمطالبة عضو الكونجرس المسيء
بالاعتذار وكذلك مطالبة قيادات الحزب الجمهوري والرئيس الأمريكي جورج
دبليو بوش بالتدخل لإدانة التصريحات المسيئة، وقد استجاب للحملة العديد
من القادة السياسيين خاصة من قيادات الحزب الديمقراطي إذ أدانت اللجنة
الوطنية بالحزب الديمقراطي تصريحات بيتر كينج في بيان أصدرته في الثاني
عشر من فبراير طالبت فيه الرئيس بوش بإدانة "لغة الكراهية" التي تحدث
بها النائب بيتر كينج.
من جهة اخرى نظم تحالف من منظمات الأديان
والأقليات اللاتينية والآسيوية والمهاجرين بجنوب كاليفورنيا مؤتمرا
صحفيا صباح الجمعة الموافق السابع والعشرين من فبراير الحالي للاعتراض
على تصريحات "مليئة بالكراهية" ضد المسلمين والعرب والمهاجرين وأقليات
أخرى أدلى بها روبرت دورنان المتنافس الجمهوري على عضوية مجلس النواب
الأمريكي بالدائرة الانتخابية السادسة والأربعين بولاية كاليفورنيا.
ويقول تحالف المنظمات الداعية للمؤتمر أن دورنان
صاحب تاريخ من التصريحات المعادية للإسلام، إذ نشر في الخامس من ديسمبر
الماضي مقالا بجريدة أورانج كونتي ريجيستر تحدث فيه عن كونه "خبيرا
بالشرق الأوسط"، وذكر فيه أن "الجانب المظلم من الإسلام شكل مشكلة لألف
وأربعمائة عام".
وفي ديسمبر 2001، انتقد دورنان والد جون واكر
لينده (وهو الأمريكي الذي قبض عليه وهو يحارب بصفوف حركة الطالبان) على
ترك ابنه "يتنازل عن المسيح من أجل سائق جمال ذي تسعة زوجات" (سي إن إن،
14/12/2001)
وفي نفس اللقاء سئل المذيع دورنان: "كيف يمكنك
كمسئول منتخب قول عبارات مساندة للمسيح ومعادية للإسلام في بلد يفصل
الكنيسة عن الدولة؟"، فرد عليه دورنان قائلا "لماذا؟ كل ما سمعناه خلال
الشهور الثلاثة الماضية هو عبارات مساندة للإسلام ... يجب عليك أن تدرس
الرجلين. أدرس المسيح، وهو رجل سلام، وأدرس محمد، وهو رجل حرب"، وأضاف
أن الإسلام يطالب أتباعه "بقتل سائقي الجمال الآخرين"، وأن محمد قال "أقطع
رقابهم".
وفي مظاهرة عقدت في مارس 2003 أمام النصب
التذكاري لإبراهام لينكون ذكرت بعض وسائل الإعلام أن دورنان "انتقد
القرآن ككتاب عن الحرب والإرهاب"، وقال أن يجب "إعادة كتابة" القرآن،
ومحو النصوص التي تحض على العنف.
وقد أرسل مكتب كير بلوس أنجلوس رسالة إلى دورنان
يطالبه فيها بتوضيح ما إذا كانت العبارات السابقة هي بالفعل عبارات
صحيحة وتعبر عن رؤاه تجاه الإسلام والمسلمين. |