كنا و ما زلنا نعتقد أن الحقوق لا تمنح و لكنها
تنتزع بينما يعتقد البعض أن الذين جاءوا إلى السلطة على أسنة الرماح و
مصاحف الإخوان قبل أكثر من خمسين عاما و قبل مولدي بعشرة أيام رافعين
شعار إقامة حياة ديمقراطية سليمة من خلال تدمير كل مكونات الحياة
الديمقراطية التي كانت قائمة وقتها و ما زالوا يزعمون بعد أكثر من نصف
قرن أننا ما زلنا شعب قاصر ومتخلف و أن ما نحن فيه الآن يفوق ما نستحقه
بآلاف المراحل و الفراسخ حيث وصل ثمن كيلو القراميط إلى سبعة جنيهات.
و في نفس الوقت الذي تنهال فيه الضغوط على كل
النظم العربية من دون استثناء لإصلاح الحياة السياسية و منح الناس
حقوقها لا زال الجناح المتشدد المناهض لكل إصلاح يواصل سياسة خنق
الحريات حيث قام هذا الجناح بجرجرة بعض المتعاطفين مع تيار أهل البيت
عليهم السلام كونهم من السادة الأشراف للتحقيق معهم و توجيه التهديدات
إليهم ملوحا بنفس التهم (الترويج و الازدراء و سب الصحابة) وتوزيع كتب
شيعية بالرغم من أن هذه الكتب جرى توزيعها من قبل مؤسسات حكومية هي
مؤسسة الأهرام للتوزيع و بالرغم من أن الدستور المصري بل والقانون
المصري المعمول به فعلا يكفل حرية الكتابة و النشر و التعبير عن الرأي.
و إذا كان بعض المسئولين ما زالوا يصرون على رفض
الإصلاح المفروض من الخارج و نحن معهم في المطالبة بالإصلاح من الداخل
حتى آخر فرصة ممكنة و بالرغم من أن من (يفرضون) عليهم الإصلاح من
الخارج هم الأقوى و الأقدر على فرض أجندتهم عليهم و ليس من الممكن
جرجرتهم و لا إهانتهم في دهاليز الأمن المصري أليس من العقل والحكمة أن
يتعظ هؤلاء مما لحق بغيرهم قبل فوات الأوان أم أنهم مصممون على التمسك
بتلك الحكمة القائلة (أسد علي.....) والباقي معلوم. |